أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الثلاثاء، رفقة السلطات الولائية المدنية والعسكرية والأسرة الثورية بمقبرة الشهداء “باب البكوش” ببلدية لرجام، بتيسمسيلت، على إحياء الذكرى الـ66 لهذه المعركة التاريخية حيث رفع العلم الوطني وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة.
أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، أن معركة باب البكوش، التي وقعت بهذه الولاية (28-31 ماي 1958) كانت وما زالت رافدا حقيقيا لأخذ الدروس واستلهام العبر برؤية تربط بين الماضي المجيد والعهد الجديد بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.
وأبرز الوزير خلال إشرافه على افتتاح الملتقى الوطني الموسوم ب “معركة باب البكوش بطولات الثورة في منطقة الونشريس- الثورة في المنطقة الثالثة- الولاية الرابعة” المنظم بمناسبة الذكرى الـ66 للمعركة أن “إحياء ذكرى معركة باب البكوش يعد فرصة لاستحضار شريط الكفاح الذي خاضه شعبنا الأبي ضد الاستعمار الفرنسي للاستلهام مما تختزنه الثورة التحريرية المجيدة من بطولات ضد الاستعمار”.
وأضاف ربيقة:” يشكل إحياء هذه الذكرى التاريخية سانحة لتسليط الضوء على سير رموزنا الأفذاذ، الذين صنعوا تلك الملاحم البطولية في سبيل الحرية والانعتاق، لنهتدي بما تكتنزه هذه السير من أقباس مشرفة تشحذ الهمم والعزائم لبناء وطننا المفدى، حيث سيتوجب على الأجيال الوفاء لها ولتضحياتها والعمل على تخليد رموز الثورة التحريرية”.
ودعا الوزير طاقم البحث العلمي بجامعة “أحمد بن يحيى الونشريسي” لتيسمسيلت والطلبة إلى التنسيق مع المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني والمجلس العلمي للمتحف الولائي للمجاهد من أجل القيام بدراسات تاريخية للمنطقة وتعميمها على كل معارك وأحداث ورموز هذه الربوع المجاهدة من الوطن، الذين ساهموا في مكافحة المستعمر أثناء الثورة التحريرية المباركة.
وأشار وزير المجاهدين، في كلمته إلى “الأهمية الخاصة التي أولاها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لولاية تيسمسيلت المجاهدة من خلال البرنامج التكميلي للتنمية الذي خصه بها استجابة لتطلعات بنات وأبناء المنطقة، بغية تحسين الظروف المعيشية للمواطنين لتواكب الولاية المسار التنموي الجاري عبر الوطن، وهذا وفاء للعهد الذي قطعه ببعث التنمية الوطنية”.
وأبرز ربيقة، الجهود التي تقوم بها دائرته الوزارية من أجل رقمنة القطاع بشقه المتعلق بالذاكرة الوطنية بهدف الوصول إلى أوسع شريحة من المجتمع خاصة الشباب لتمكينه من الاطلاع على التاريخ الوطني.
ومن جانبه أبرز والي تيسمسيلت، فتحي بوزايد، أنه وفي إطار الحفاظ على الذاكرة الوطنية سجلت عمليات لتهيئة وإعادة ترميم لأكثر من 13 مقبرة للشهداء عبر الولاية ومنها مقبرة باب البكوش، التي حظيت بعملية ترميم في إطار البرنامج التكميلي للتنمية، الذي أقره رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، للولاية.
للإشارة يتضمن برنامج هذا الملتقى الوطني، الذي تحتضنه جامعة “أحمد بن يحيى الونشريسي” تقديم أساتذة وباحثين من جامعات وطنية عديدة مداخلات تتمحور في مجملها حول تاريخ منطقة الونشريس وأهميتها الاستراتيجية والعمل العسكري والسياسي بها خلال الثورة التحريرية المجيدة والمعارك الكبرى التي عرفتها على غرار معركة باب البكوش، التي دارت بالمنطقة الثالثة للولاية الرابعة التاريخية.
وتخلل الملتقى قراءات لمذكرات المجاهد سليمان الغول، ودليل الفدائي للشهيد الجيلالي بونعامة، بعنوان “أبعاد العقيدة العسكرية” مع تقديم شهادات حية لمجاهدين عن المعارك التي شهدتها المنطقة آنذاك.
أقيم بالمناسبة أيضا معرض للصور يخلد مآثر الثورة التحريرية المجيدة بالمنطقة.
للتذكير، تعتبر معركة “باب البكوش”، بجبال الونشريس بولاية تيسمسيلت من بين أبرز محطات ثورة التحرير المجيدة، حيث تمكن المجاهدون من دحر قوات الجيش الاستعماري الفرنسي مما اضطرها لمغادرة المنطقة والعودة إلى معسكراتها متكبدة خسائر كبيرة بلغت 600 قتيلا من بينهم 33 ضابطا، إضافة إلى إسقاط طائرتين من نوع “جاغوار”.
وقد استشهد 360 مجاهدا من جيش التحرير الوطني خلال المعركة منهم قائد الكتيبة “الكريمية” سي أعمر ومن جانب المدنيين استشهد 240 أغلبهم من الشيوخ والأطفال والنساء.
زيارة مجاهد وأرملة شهيد
في ختام زيارته لولاية تيسمسيلت في إطار إحياء الذكرى 66 لمعركة باب البكوش التاريخية، وتنفيذا لتعليمات وتوجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، فيما يتعلق بإيلاء العناية والرعاية والتكفل بالمجاهدين وذوي الحقوق، وحفظ الذاكرة الوطنية، زار وزير المجاهدين و ذوي الحقوق، كل من المجاهد بلقاسم حداد، المدعو علي الناحية وعيصاني جمعة أرملة الشهيد كابن عبد القادر، للإطمئنان على صحتهما.
وفي أول محطة لوزير المجاهدين وذوي الحقوق، حضر أمسية الاثنين، رفقة والي الولاية فتحي بوزايد، بدار الثقافة مولود قاسم نايت بلقاسم، ببلدية تيسمسيلت،عرضًا مسرحيًا للفرقة المسرحية لمتوسطة الشهيد محمد قاني لبلدية سيدي سليمان.
وعرض ملحمة تاريخية، بعنوان أزقة الأبطال من تقديم الجمعية الفنية الثقافية مثلث الحياة التابعة للمديرية العامة للحماية المدنية.