أكد مشاركون في ندوة تاريخية حول معركة “المقطع”، نظمت اليوم الخميس، بالمتحف العمومي الوطني “أحمد زبانة” لوهران أن هذه المعركة، التي قادها الأمير عبد القادر، ضد الجيش الفرنسي كانت فاصلة من حيث آثارها العسكرية والسياسية.
أبرز الدكتور محمد بن جبور، مدير مخبر تاريخ الجزائر، مصادر وتراجم لكلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة”، خلال الندوة التي نظمتها تنسيقية المواطنة المستدامة لوهران بمناسبة الذكرى الـ 189 لمعركة المقطع، أن هذه الأخيرة “التي وقعت نهاية شهر جوان 1835 وتلقى فيها الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال تريزيل، هزيمة نكراء على يد قوات الأمير عبد القادر، كانت معركة حاسمة بسبب ثقل الهزيمة على الجيش الفرنسي من جهة وآثارها السياسية الناتجة عن اصطفاف كل القبائل الجزائرية وراء الأمير عبد القادر”.
ومثلت المعركة، التي وقعت بالمنطقة الواقعة حاليا بشمال ولاية معسكر -حسب المحاضر- “نقطة انطلاق مرحلة جديدة وطويلة لمقاومة المستعمر الفرنسي ومنحت دفعة معنوية كبيرة للشعب الجزائري، الذي تيقن بقدرة المقاومين على هزيمة الجيش الفرنسي الذي كان يفوقهم في العدد والعتاد”.
وأشار إلى أن “نتائج هذه المعركة كانت كبيرة من حيث توحيدها للمقاومة بقيادة الأمير عبد القادر”.
ومن جهته ذكر الدكتور مختار بونقاب، أستاذ التاريخ بجامعة “مصطفى اسطمبولي” لمعسكر أن معركة المقطع، التي فقد فيها الجيش الاستعماري أزيد من 200 قتيلا سمحت بتعزيز سلطة الأمير عبد القادر، بعد أقل من ثلاث سنوات من مبايعته ورسخ وجود دولته من خلال تقوية الجيش والاهتمام بتنظيم دواوين الدولة.
وأبرز الباحث، أن نتائج المعركة زادت من عزيمة جنود الامير عبد القادر، على هزيمة جيش مجهز بالعتاد والمدفعية بعد الاستيلاء على كمية كبيرة من السلاح والذخيرة وأسر عدد جنود العدو. كما دفعت المستعمر الفرنسي الى مراجعة حساباته في مواجهة قوات الأمير عبد القادر.
ذكر رئيس تنسيقية المواطنة المستدامة حميد قنون، أني تنظيم هذه الندوة التاريخية في إطار تعريف الشباب ببطولات الجزائريين في مواجهة الاستعمار الفرنسي والتأكيد على قدرة الجزائريين على مواجهة التحديات في كل المجالات.