يؤكد الباحث والأستاذ في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر بجامعة المسيلة أحمد سيد علي مسعود، في حوار لـ”الشعب” بمناسبة عيد الإستقلال، أن مسألة تأمين ذاكراتنا تتطلب أليات جديدة تخضع لأطر تستبدل وفق ما يصلنا من الأخر، ويشير إلى أن الإهتمام بالذاكرة الوطنية اليوم لم يعد مناسباتيا ..
التاريخ حقل تدافع والإهتمام بالذاكرة تجاوز المناسباتية
الشعب: تأمين ذاكرتنا ونقلها للشباب أكبر ضمان لتحصين الأمة، مثلما قال رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في رأيكم ما هي أهم الإنجازات المحققة في هذا المجال منذ استرجاع السيادة الوطنية؟.
الأستاذ سيد أحمد بن مسعود: نهنئ الشعب الجزائري في إطار الإحتفال بالذكرى الـ62 لإسترجاع السيادة الوطنية، بالنسبة لمسألة التأمين وكي نكون منصفين هذا عمل جبار قامت به الدولة الجزائرية بعد الإستقلال مباشرة ومختلف شرائح الحكم، التي حكمت الجزائرطيلة فترة 1962 إلى غاية بداية ظهور التعددية السياسية.
وكان على عاتق جبهة التحرير الوطني الحزب الحاكم حينها تصدر هذا المشهد والإعتناء والحفاظ على ذاكرة الأمة، كما كانت ترى حينها وفق أطر وتحديات واجهتها انذاك لأجل ذلك انتهى بها المأل إلى غاية 1989 إلى التأسيس ما بين قوسين لقراءات خطية لتاريخ الجزائر، الذي بلور ذاكرة الأمة حينها إلى يومنا هذا.
بعدها شيئا فشيئا بدأت مراجعات تحدث بين الفينة والأخرى، كي نكون منصفين دائما هذه المراجعات ظهرت مطلع التسعينيات ثم في فترة الألفينات، وهذه المراجعات بدأت بتأسيس مؤسسات ساهمت في محاولة بسط معالم بينت الطريق لإعادة أساليب وأطر لتأمين ذاكرة الأمة نذكر من بينها: حين بدأت معركة استرجاع الأرشيف وانتهى بها المأل إلى غاية 2019، ليظهر عهد جديد لجمهورية وجزائر جديدة شهدت حراكا خاضعه نظام الحكم وتبخر في النهاية الى الإقدام على مبادرات كانت أكثر جرأة أهمها.
هو عزم النظام السياسي القائم اليوم بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، على محاججة الطرف الفرنسي في مسألة إسترجاع الأرشيف، واسترجاع جماجم زعماء المقاومات الشعبية واستصدار مراسيم تتعلق بملف الإعتراف بيوم الذاكرة أو عيد النصر، اليوم الوطني للشهيد، يوم الطالب، وغيرها من المراسيم، هذه الأيام التي رسمت لها دلالاتها.
إضافة إلى استحداث قناة الذاكرة، ولجان نخبة خاصة مختصة في ميدان التاريخ لمحاججة الطرف الفرنسي كلها انتهت الى التأسيس لخطوات رائدة فتحت أفاقا واعدة لجزائر جديدة في إطار الحفاظ على ذاكرة الأمة وتأمينها في الشعور أو المخيال الجزائري أو ذاكرة المجتمع الجزائري، التي لطالما كانت تخضع للتشويش إن على المستوى الخارجي ممن كان يصلنا من دراسات كان يعدها الطرف الأخر متهجما بها على الجزائر، والتاريخ سلاح عند الأمم التي تحترم نفسها.
عملية الإهتمام بالذاكرة الوطنية اليوم لم يعد مناسباتيا، بل الإهتمام أصبح قائما على الإستمرارية تنفذه جل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تذوذ عن ثوابت الأمة الجزائرية والتاريخ أحد هذه الثوابت، في هذا الإطار أعتقد أن مسألة تأمين الذاكرة تتطلب أليات جديدة تخضع لأطر تستبدل وفق ما يصلنا من الأخر، هذا أقل شئ تقوم به المؤسسات الرسمية وغير الرسمية.
في الفترة الأخيرة، الخطوات التي أقدم عليها الساسة المسؤولون عن تسيير البلاد من المخلصين على فتح أفاق جديدة وواعدة، انشاء الله ستتوج بجهود وتضافر الجميع من إعلاميين ونخبة ومربيين وأساتذة ومجتمع مدني، سيلتفون حول هذا المشروع نشكركم على تسمية تأمين ذاكراتنا من التشويش، الذي ظل يطالها الى اليوم.
في هذا الصدد، ما تقييمكم لعمل اللجنة المشتركة الجزائرية- الفرنسية لتسوية الملفات العالقة، بإعتبارك باحث مختص في التاريخ؟
لست الناطق الرسمي بإسم اللجنة، لها رئيسها والأساتذة المختصون القائمين عليها، لكن أقول بإعتبار تخصصي وتتبعي لهذا الملف أن عمل اللجنة لحد الأن قائم على مراحل وهي مرحلة المقاومة الشعبية أي القرن الـ19، وبدأ يتقدم إلى مطلع القرن الـ20، مع ظهور الحركة الوطنية في شكلها الحديث أي ظهور الأحزاب ما بين الحربين العالميتين.
عمل اللجنة متواصل لأنه يخضع لتاريخ الجزائر بكل مراحله وله علاقة بالإستعمار الفرنسي أي منذ 1830 إلى غاية 1962، الملف الأول كان يركز كثيرا على الجرائم، أعتقد من غير الممكن تقييم عمل اللجنة الذي اشترك فيه جميع الأساتذة عبر جامعات الجزائر في ثواني، وبسرعة، العمل ما يزال مستمر، وهو عمل جبار تقوم به اللجنة بمعية مؤسسات أخرى لها علاقة بالأرشيف.
وأشير إلى أن الأرشيف الموجود في الجزائر لم يستغل بعد ولم ينفض عنه الغبار، وأنا شخصيا تحدثت عن مسألة الأرشيف الوطني وفيه الكثير من الومضات، التي تبرق تاريخ هذه الأمة وتلملم وحدتها وما أحوجنا إلى هذا الأمر وتجعل هذه الأمة تغار على تاريخها وتشكل ذاكرة غير مشوشة ملتحمة تتصدى للتشويش الذي يأتيها من الطرف الأخر.
وأعيد وأكرر أنه من المبكر تقييم عمل اللجنة الخماسية المشتركة الجزائرية الفرنسية، ومن الضروري تجنيد كل الأليات من مراكز بحث واعلاميين وغيرهم لتأمين تاريخنا وذاكرة أمتنا وتحصين هذا الجيل، الذي سيستلم المشعل أجلا أم عاجلا.
وما قولكم فيما أنجز في مجال كتابة تاريخ كفاح الجزائريين، من منشورات ومقالات؟
في هذا الإطار، على الدارس والإعلامي وغير المختص العودة الى البنوك الرقمية الموجودة على مستوى الجامعات، مئات الأطاريح موجودة وخاضت في الكثير من القضايا المتعلقة بالمقاومة الشعبية وجرائم الإستعمار والحركة الوطنية الجزائرية ومجازر الثامن ماي 1945 وإرهاصات اندلاع ثورة نوفمبر 1954 وقضايا الثورة من 1954 إلى 1962.
وبدون مجاملة أقول أطاريح خطت خطوات عملاقة في الفترة الأخيرة، لا أقول أنها حققت الهدف وتداركت السبق الذي حققته مدرسة التاريخ الفرنسية أي الإستعمارية التي اهتمت بتاريخ الجزائر منذ مطلع الإحتلال، وظهور اللجنة الإفريقية أي منذ 1857.
المدرسة الإستعمارية حققت السبق في هذا الميدان لأنها كانت السلطة الحاضرة في الجزائر وفرضت نفسها بقوة الحديد والنار وكانت لديها الأليات، لأجل ذلك جندت عملائها من أنثربولوجيين ومؤرخين وعلماء أجتماع وعلماء نفس وغيرها، كتبت تاريخ الجزائر وفق أطرها ونظرتها إلى غاية 1962، فضلا عن ما كتبه العسكريون والسياسيون إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية.
الجزائر كدولة بنخبها تصدت لهذه الكتابات بفضل كتابات المرحوم مبارك الميلي، عبد الرحمان الجيلالي، وتلاهم نخب الجيل الثاني من مدرسة التاريخ الوطنية بقيادة شيخ المؤرخين المرحوم أبو القاسم سعد الله، وغيره.
لكن للأسف نحن أمة لا تقرأ كثيرا، هناك أطاريح خاضت في بعض القضايا وأخذت الكثير من جهد الباحثين، ولم يطلع عليها مثلا أنا أعددت عمل نال مني عز شبابي من 1994 إلى 2005، كنت دائم التواجد في الأرشيف الوطني الجزائري وضحت الكثير من قضايا الثورة مثلما كان يدونها قادتها من محاضر وأرشيف.
الكتابات التاريخية، التي كتبها المؤرخون الجزائريون أي مدرسة التاريخ الوطنية مؤخرا حققت أشواطا عملاقة، من أطاريح ومئات الكتب والمذكرات، بالموازنة مع التحديات التي نعيشها والوسائل المتوفرة للباحث الجزائري في ظل معركة الأرشيف المسلوب.
يضاف إلى ذلك ما حققة المركز الوطني للدراسات والبحث في تاريخ المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، بالأبيار من بنك معلومات سجلت فيه شهادات كبرى لمجاهدين، والأن اصبح يسجل الدفاتر اليومية لمجاهدين ما يزالون على قيد الحياة.
نراهن على الدينامية التي تشهدها الكتابة التاريخية
وما أحوجنا ألى هذا العمل، الذي سبقتنا إليه مدرسة التاريخ الفرنسية والغربية بصفة عامة، هذه الأخيرة تجاوزتنا في التفنن في كتابة التاريخ بأنفسهم عن طريق الإهتمام بفن التدوين، مواطن أوروبي بسيط لديه دفتر يومياته، هذا يندرج في فلسفتهم ما شكل رافد من الروافد الاساسية لكتابة تاريخ الأمة.
ما كتب الى اليوم بدأ يخطوا خطوات عملاقة، ومؤخرا شرع في الإهتمام بالتاريخ المحلي، وعلينا الإهتمام بهذا التاريخ الذي يخدم التاريخ العام ننطلق من الجزء إلى العام، حينما ادرس ولاية من الولايات وأنفض الغبار عن عمل قامت به تلك الولايات علينا قراءته في اطاره العام، الذي خدم الثورة التي كانت تعمل على تحقيق الإجماع الثوري، الذي حقق استرجاع السيادة الوطنية.
الإجماع الثوري، الذي كان يقول الجزائر قبل كل شئ وقالها الرئيس المرحوم هواري بومدين، بكل صدق وقبله المرحوم محمد بوضياف، وحسين أيت أحمد و أحمد بن بلة في سجنهم، وقالها قادة الثورة بالداخل، تصارعوا لكن عز في قلوبهم شئ عظيم وهو الجزائر قبل كل شئ، صراعهم كان قائما على ندية وشهامة لإسترجاع السيادة الوطنية، التي حققوها.
في هذا الإطار، هل ترى بان هذا الإنتاج الفكري والتاريخي كاف،أم هناك مسائل تتطلب المزيد من البحث ونفض الغبار عن بعض الأحداث التاريخية، التي نجهلها؟.
لا يمكن لأي باحث او عالم ان يقول انه ابدع احسن من الأخر، العلم يقوم على التواضع والنسبية والتكامل، وبالتالي ما أنجز الى غاية الساعة مستحيل أن نقول أنه حقق الهدف ولن يحقق الهدف، المعركة مستمرة علميا لأنه كلما ظهرت وثيقة جديدة تكون فيه مراجعة وعلينا أن لا نتعقد من المراجعات، الأحسن ان نراجع الوثيقة من أن يراجعها الطرف الأخر، بما يؤمن تاريخي، علينا أن لا نبقى في مرحلة ردود الأفعال بل بالعكس علينا ان نجتهد،
كأكاديمي متخصص أقول أن المؤرخ له معركة يقوم بها وأن التاريخ سلاح بالنسبة للأمم، يكفي متابعة ما يقوم به الطرف الأخر، التاريخ يكتبه المنتصر كما يشاء اليوم لكن سيأتي اليوم، الذي سيراجع فيه وستظهر حقائق أخرى ويصبح المنهزم هو المنتصر، لذلك لا ينبغي أن نغتر ونقول أننا حققنا المبتغى، المعركة تبقى مستمرة.
الدولة خصصت ملايير لإنتاج أفلام تاريخية وأشرطة وثائقية، حول اعلام الجزائر وشهداءها، اتمنى اعادة بث هذه الأشرطة وللحصص التاريخية وتوزيعها على مستوى المؤسسات التربوية ليستفيد منها التلاميذ في كل الأطوار التعليمية والشباب بمراكز التكوين، وهذا كله يدخل في باب تأمين الذاكرة الذي طرح في بداية سؤالك.
ما تحقق في الفترة الأخيرة خطى خطوات عملاقة وكبيرة، لعل الظروف ونظام المعلوماتية ساعد، لكن علينا أن نواصل المسيرة ومعركة إعادة كتابة التاريخ مستمرة وتحرير التاريخ، مثلما قال المؤرخ والفيلسوف والثوري والمناضل شريف بن حبليس، في كتابه الشهير “تحرير التاريخ”.
علينا أن لا نبقى مكتوفي الأيدي، سنة 1961، قادة الثورة وهم مجتمعون طرحوا هكذا قضية بحضور رئيس الحكومة حينها فرحات عباس، الذي كان يريد اصدار كتابه “ليل الإستعمار”.
رغم نضالهم السياسي وظروف الحرب، إلا أنهم كانوا يدرسون قضية كتابة التاريخ لأنهم كانوا يدركون أن المعركة هي كبرى متكاملة فيها البندقية والعمل الدبلوماسي والدعائي والعمل الإجتماعي عبر الإهتمام باللاجئين، بما في ذلك الإهتمام بذاكرة الأمة وتدوينها.
شكلت الدبلوماسية الجزائرية المستمدة من مبادئ اول نوفمبر 1954و المرتكزة على دعم القضايا العادلة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، عودة قوية إلى الساحة الدولية من خلال المساهمة في حل الأزمات وارساء السلام في المنطقة. ماهي قراءتكم وتحليلكم لهذه العودة، و كيف تتصور مستقبلها في السنوات المقبلة؟.
علينا أن ندرك أن الجزائر لم تكن تعيش منفصلة عن هذا العالم وظلت كبقية العالم والدول العربية على الخصوص مستهدفة منذ مطلع التسعينيات عندما كانت على رأس جبهة الصمود والتحدي، حينما استضافت أحرار العالم على المستوى المغاربي والإفريقي بدءا بنلسن مانديلا، وفي أمريكا اللاتنينة وغيرها بداية الستينيات ومطلع السبعينيات.
يضاف إلى ذلك أن الجزائر، كانت تتصدر المشهد وحملت شعار الدفاع عن القضية الفلسطنيينة ظالمة أو مظلومة، بدءا بالمشاركة بالنفس والنفيس مع الفلسطنيين في مأساتهم سنة 1970، و1973، ودفعت فاتورة ذلك أنها دخلت في مأسي إقتصادية وسياسية دفعت بحياة الكثير من شعبها طيلة العشرية السوداء، لأنه كانت فيه مؤامرة دولية ضد الجزائر.
جاء ما يعرف بالربيع العربي، مثلما سماه الغرب الذي قام بحل الأنظمة العربية التي جاءت نتاجا لحركات التحرر العربية، التي كانت ثمرتها الثورة الجزائرية بدءا بالثورة المصرية واليمنية وغيرها.
وماحدث في تونس وليبيا ومصر وسوريا وظلت الجزائر بمشيئة العلي القدير وبتضافر المخلصين من أبناءنا حكاما ومحكومين، وقدر لها أن تبقى واقفة وظلت تحمل مشعل الذود عن أحرار العالم وتتصدر المشهد الدبلوماسي وتخوض معارك دبلوماسية بفضل حنكتها وتجربتها في السياسة الخارجية.
كان أهمها المعارك، التي خاضتها مع دول الجوار و الدفاع عن الملف السوري وما يحدث في إيران، وأخر معركة خاضتها بلادنا بعد مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم، ورفض الهرولة، هو الدعوة لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد اخواننا في فلسطين، إلى اليوم ما تزال الدبلوماسية الجزائرية تدافع عن الفلسطيين في غزة.
أعتقد أن مسألة الندية، التي ميزت الدبلوماسية الجزائرية جعلتها تعيش الفخر سنوات السبعينيات، وجنت ثمارها مؤخرا في اللقاء الشهير مع السبع الكبار، جعل بلادنا تعيش في محيطها ومحورها ضمن مجالها الحيوي كدولة محترمة تحقق مصلحتها وتتعامل بندية مع الغرب وغيره في اطار الحفاظ على السلم والتعاون الإقتصادي والشراكة مع الدول المصنعة الكبرى.
ما حققته الدبلوماسية مؤخرا بدأ يعيد للجزائر مركزها ومجالها كدولة قارة متوسطية محورية ودولة عربية اسلامية افريقية يحسب لها ألف حساب، وعلى الأخر أن لا يتلاعب بمصالحها إن أراد تحقيق الاستثمار والشراكة، لكن في اطار مواثيق دولية وأليات أسست لها منظمات عالمية.
نأمل أن تستمر سياستنا الخارجية في هذا الباب وتحافظ على هذه الدينامكية، التي قد تفتح لها أفاقا وتفرض على الأخر احترام تقاليد وأعراف التعامل مع الدول في القرن الـ21.
مستقبل الدبلوماسية الجزائرية مرهون بما نقوم به، أي خطوة إلى الوراء تدفع بك إلى التراجع مئات الخطوات، السياسة الخارجية للجزائر اليوم مرتكز على تجربتها الرائدة ضمن حركة عدم الإنحياز، هذا الموروث تستند عليه اليوم في دبلوماسيتها، كان قادة الثورة يمارسون دبلوماسية الوخز أي أن يصيب هدفه ولا يكون متهورا.
الرهان اليوم هو الحفاظ على هذه السيرورة، بفضل المخزون الثوري المستمد من مبادئ أول نوفمبر 1954، لأن التحديات صعبة، وفي النهاية أقول مصير الدول يحققه أبناءه ونخبه بكل إطاراته وهكذا كانت عبقرية الثورة في 1954، وقادتها وديلوماسيها وعلى رأسهم محمد الصديق بن يحيي، لا أحد كان يعتقد أن ما قام به مجموعة الست سيحقق معجزة 5 جويلية 1962.