نظمت لجنة الإعلام والإتصال للمجلس الأعلى للشباب، بالتنسيق مع المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، مساء يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، ندوة وطنية إفتراضية بعنوان “شباب سفراء الذاكرة”.
تندرج هذه الندوة الإفتراضية في إطار الإحتفال بالذكرى الـ62 لعيدي الإستقلال والشباب، وتعزيز قيم المواطنة والحفاظ على الهوية والذاكرة الجزائرية لدى فئة الشباب”، وإبراز دور الشباب الجزائري في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وتعزيز قيم الانتماء والمواطنة الإيجابية لديهم، حسبما أوضحه الباحثون.
في هذا الصدد، قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، ” أن شباب الجزائر برهن على الوفاء الفعلي لحلم الشهداء، ولبيان أول نوفمبر، الذي شكل منعطفا فارقا في مسيرة بلادنا، فرسم مرجعيتها في بناء الدولة الوطنية، عن طريق إسهامهم الفعلي بعد استرجاع السيادة الوطنية في تسيير شؤون البلاد وتعزيز أركانها، والحفاظ على مؤسساتها”.
وأضاف الوزير إلى ” أن إيمان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بسواعد الشباب للمساهمة في ترقية القيم الوطنية والحس المدني والتضامن الاجتماعي، الذي يخدم هوية الدولة الجزائرية وسيادتها الكاملة، إنما يؤكد على ثقة الدولة وتبنيها لكيانهم الداعم ككفاءات خلاقة في مواجهة مخططات ضرب الهوية والقيم ومساهمتهم في الإشعاع الثقافي للبلاد وفي تمجيد تاريخها”.
واعتبر ربيقة، ” بأن شباب الجزائر هم سفراء الذاكرة ومن خلال المجلس الأعلى للشباب مدعوون للإسهام في ترسيخ سلوك المواطنة، وتنمية قدرات الشباب، وتشجيع التطوع والتكافل الاجتماعي، وترقية النشاطات الثقافية والعمل على تحفيز الهمم، وإذكاء الحماس الوطني”.
ودعا بالمناسبة، كل شاب جزائري من خلال المجلس للمساهمة في ” تحصين الذاكرة الوطنية عبر الاستثمار في جودة وعي المواطنة، وترسيخ ثقافة التطوع والبذل والعطاء للجزائر”.
وأكد ربيقة أن، “الجزائر اليوم بحاجة ماسة إلى جهود كل أبناءها لحفاظ على المكتسبات، التي تحققت بفضل تضحيات جسام”.
من جهته، أبرز حيداوي، أهمية الندوة كونها تعكس “انخراط الشباب في مسعى الحفاظ على الرصيد الكبير، الذي يشكل -مثلما- المنهج الأساسي للشعب الذي يواصل النضال من اجل الحفاظ على سيادة البلاد”.
وعبر رئيس المجلس، في هذا المجال عن قناعته بأن الشباب الجزائري “يلتفت للذاكرة الوطنية ويعتقد بأنه تقع على عاتقه مسؤولية لا تقل عن مسؤولية المؤسسات الرسمية من اجل الحفاظ على الذاكرة والهوية الوطنية”.
وضمن مسعى الانخراط في تحقيق هذه الرسالة الوطنية، أعلن حيداوي، عن اطلاق مبادرة “شباب سفراء الذاكرة” بهدف المساهمة الفعالة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتعزيز مفهوم تبني ثقافة الاهتمام بالتاريخ الوطني وتبليغه للأجيال الصاعدة”.
وأبرز بالمناسبة أهمية مواقع التواصل الاجتماعي والفضاءات الافتراضية في تبليغ رسالة الثورة، وتمكين الشباب من المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الأمة وموروثها التاريخي.
من جانبه، تحدث ممثل وزيرة الثقافة والفنون، جمال يحياوي، عن دور قطاع الثقافة في مجال الحفاظ على الإرث التاريخي الجزائري، وتفعيل آليات ربط الشباب بذاكرته الوطنية، وأشار المؤرخ، إلى ” أن هذه الجهود تتقاطع مع جهود الكثير من القطاعات خاصة، وزارة المجاهدين باعتبارها راعية لهذه الذاكرة “.
وأضاف الباحث يحياوي، “بأن فئة الشباب دائما في طليعة عمل واهتمام القطاع، مع التركيز على البعد الوطني والتراثي ذي العلاقة بالذاكرة”، لافتا إلى أن وزارة الثقافة “تساهم في دعم المشاريع سواء كانت سمعية بصرية أو أفلام وأشرطة وثائقية، والتي تركز على البعد التاريخي وصون الذاكرة”.
وشدد ممثل وزارة الثقافة والفنون، على أهمية استغلال الوسائط التكنولوجية من طرف الشباب خدمة للذاكرة الوطنية، والحفاظ على الهوية في ظل متغيرات متعددة داخلية وخارجية.
وتجدر الإشارة حضر الندوة وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، ورئيس المجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، مؤرخين، وبعض ممثلي القطاعات الحكومية والرسمية ومجموعة من الشباب قادمين من بعض الولايات.
تمحورت مداخلات المشاركين حول “محطات من الذاكرة تبرز مساهمة الشباب في بناء الدولة الجزائرية ومؤسساتها”، “التجارب الشبابية حول توثيق التاريخ والتراث الثقافي”، إضافة إلى “دور إستعمال الوسائط الرقمية في تعزيز عملية توثيق الذاكرة”، “الشباب الجزائري سفراء للذاكرة .. تواصل الأجيال”.