أبرز متدخلون في منتدى الذاكرة، الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد، اليوم الأربعاء، بعنوان” “من الإستفتاء على استرجاع السيادة الوطنية إلى بناء مؤسسات الدولة الجزائرية المستقلة”، التحديات، التي واجهتها الجزائر بعد استرجاع السيادة الوطنية للنهوض بمختلف القطاعات وبناء البنى التحتية، التي دمرها الإستعمار الفرنسي.
شكل 5 جويلية 1962، محطة فاصلة في تاريخ الجزائر بعد 132 سنة من الإحتلال الفرنسي والتعذيب والتنكيل والنفي، حيث استقبل الجزائريون الاستقلال بفرحة عارمة وبعد استفتاء بنعم للإستقلال بنسبة 99.72 بالمائة، قال المجاهد عيسى قاسمي .
وأضاف المجاهد، “أن عظمة 5 جويلية تتجلى في “استعادة السيادة الوطنية والوفاء بقسم الشهداء”، وأشار قاسيمي، إلى أن الإحتفال بعيد الاستقلال في اليوم نفسه، الذي وطأت فيه قدم المحتل تراب هذه الأرض المقدسة، كان يهدف إلى محو أهوال الاستعمار بشكل نهائي، خاصة وأن الجزائر دفعت ثمنا باهظا لانتزاع استقلالها واستعادة سيادتها.
وأبرز المجاهد، دور جنود جيش التحرير الوطني في طرد المحتل الفرنسي من بلادنا، دون أسلحة متطورة وتدريب في المدارس الحربية، لكن الإرادة والعزيمة جعلتهم يقودون أعظم ثورة في العالم.
وأكد عضو جيش التحرير الوطني، أن الصبر والشجاعة كان مفتاح نجاح الجزائريين وتحقيق الإستقلال.
من جهته تطرق الباحث الجامعي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إدريس عطية، إلى جهود الجزائر بعد الإستقلال في بناء دولة ذات مؤسسات مستقرة ودائمة، والتخلص من الموروث الإستعماري الثقيل، الذي دمر المؤسسات الثقافية التعليمية الجزائرية وأنشئ محلها مؤسسات استعمارية جديدة، كان الهدف منها ترسيخ قوة تعمل فقط للدفاع الحصري عن المستعمرين ، وفي تعزيز هيمنتهم ، وأسطورة الجزائر الفرنسية، قال المحاضر.
وأضاف:” بفضل نضالنا التحرري أنشأت مؤسسات، وهي جبهة التحرير الوطني، وجيش التحرير الوطني، والمنظمات الاجتماعية وغيرها من رموز المقاومة الشعبية، التي كانت مصدر إلهام وتوجيه لشعبنا في نضاله من أجل استقلاله”.
وأكد إدريس عطية، ” إن القوى الحية للأمة، سواء كانت السكان أو جيش التحرير الوطني أو أعضاء دبلوماسية الثزرة، الذين تمكنوا من تدويل المسألة الجزائرية، قد قبلوا جميعا تحدي بناء الدولة وقوضوا العجز المزعوم للجزائريين عن تولي زمام الأمور بأنفسهم.”
واعتبر ” أن تنصيب المجلس الوطني التأسيسي، في ظل نظام الرئيس الراحل أحمد بن بلة، هو أحد أهم الخطوات في تاريخنا السياسي، وأشاد بالرئيس الراحل هواري بومدين، بالجهود التي بذلها، لا سيما من خلال دمقرطة التعليم، والنهوض بالمدارس الجزائرية والجامعة المفتوحة لجميع أطفال الجزائر”.
وأكد الأكاديمي، ” أن أحد الاهتمامات الرئيسية للجزائريين هو حماية السيادة والحفاظ عليها كإنجاز ثوري وتحرري”.