أنجبت الجزائر أبطالا، ساهموا في تحريرها من ظلم الإستعمار الفرنسي، منهم من قضى نحبه ومنهم من واصل مسيرة البناء بعد استرجاع السيادة الوطنية.
ومن بين ضباط جيش التحرير الوطني، الذين أبلوا البلاء الحسن إبان ثورة التحرير ، بفضل حنكته العسكرية التي أهلته لتولي العديد من المهام المجاهد العقيد و البرلماني السابق حمزة عوفي، المولود في 1936 بالرقاقمة الشويشة بلدية حمام بني صالح ولاية الطارف.
نشأ المجاهد عوفي، الذي هو حاليا الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، في أسرة فقيرة تعيش على الفلاحة وما تجنيه الأرض من خيرات، توفيت والدته و هو إبن العاشرة من عمره، بدأ تعليمه في الكتاتيب بدوار حمام بني صالح الذي يسكن فيه و هذا بعد طرده من المدرسة الفرنسية بدعوى تجاوزه لسن الدراسة، فقام والده بإرساله إلى زاوية الشيخ الحاج مسعود طلعي، بجنوب الشافية فأتم عندها قراءته للقرآن وختمه عن ظهر قلب.
وكون عائلة الشيخ مسعود طلعي، وقتها أغلبهم مناضلين في الحركة الوطنية وخاصة حزب الشعب، كان إبن أخيه طلعي الصادق، مسؤول خلية بالحزب ذاته فتعلم المجاهد حمزة عوفي، الوطنية على يد هذا البطل.
وكان للشهيد أحمد تمسرار، المدعو الأوراسي الأثر الكبير في إلتحاق المجاهد حمزة عوفي، بالثورة في سن مبكرة وبالضبط في شهر فيفري 1955 ونظرا لخبرته العالية و حنكته العسكرية أهلته لتولي العديد من المهام أثناء ثورة التحرير المباركة.
ففي 1957 كان قائد فصيلة بقيادة بوجمعة سردوك ، وفي السنة الموالية 1958 أصبح نائب قائد كتيبة بقيادة الصادق رفاس، وفي الرابع من شهر أفريل 1960 عين على رأس كتيبة بالفيلق 12 بقيادة علي بوخذير، الذي كان قائدا لهذا الفيلق.
وقبل عام من إستقلال الجزائر تولى مهمة نائب قائد الفيلق 17 بقيادة الذيب مخلوف، واصل المجاهد حمزة عوفي، نضاله البطولي حتى استرجاع السيادة الوطنية، حيث تقلد مسؤوليات عسكرية منها قائد كتيبة باللواء المدرع الثامن بالتلاغمة، الذي تنقل إلى مصر (الشرق الأوسط) في 1973 بقيادة عبد المالك قنايزية، قائد اللواء حيث تم تقليد المجاهد حمزة عوفي، مسؤول سياسي للواء المدرع الثامن وبعد عودته من حرب أكتوبر 1973 قاد العديد من القطاعات العسكرية في جانت، تندوف، المدية، البليدة ثم تيزي وزو عام 1990م.
بعد 36 سنة خدمة بالجيش، أحيل على التقاعد في 16 نوفمبر 1991، فتفرغ للحياة المدنية فأستدعي للعمل كعضوا باللجنة الوطنية للإعترافات بوزارة المجاهدين في 1995.
وفي 1999 أصبح عضوا بالأمانة الوطنية للمجاهدين ليخوض بعد ذلك معركة سياسية ويفوز بمقعد لعهدة بالبرلمان(2007/2002)، و بعد إنعقاد المؤتمر الثاني عشر إنتخب مرة أخرى كعضو بالأمانة الوطنية للمجاهدين، ليعاد انتخابه يوم 09 مارس2024 أمينا عاما للمنظمة الوطنية للمجاهدين.