اكد باحثون في الملتقى، الذي احتضنه المركز الثقافي لزاوية سيد الحسني بوهران، على أهمية الزوايا في تشكيل الهوية الثقافية والدينية للجزائر.
أبرز مشاركون، أن الزوايا أحد العناصر الهامة في تشكيل الهوية الثقافية والدينية للبلاد بسبب الدور المركزي، الذي تلعبه في نقل القيم الدينية والثقافية، توحيد المجتمع المحلي، تعزيز الهوية الوطنية، الحفاظ على التراث الديني والثقافي وتعزيزه بين أوساط المجتمع الجزائري، وذلك لانها تمثل الرمزيات التاريخية من خلال علمائها ومعالمها وايضا الرؤية والاستراتيجيات، التي احملها وتسهر على تجسيدها في سبيل الوحدة الوطنية “.
قال الشيخ مولاي الحسن الشريف الوزاني، رئيس الجمعية الطيبية الجزائرية، في كلمته الافتتاحية أن “الزوايا الصوفية كانت ولا تزال منارة الوعي والعلم والإيمان وهي التي أدت منذ نشأتها دورا رائدا لنشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وسعت جاهدة إلى تربية النفوس على الأخلاق الفاضلة وتوحيد المجتمع على كلمة الله. ”
وأضاف الوزاني، أن الزوايا كانت “ملاذا للعلماء ومركزا للتعليم القرآني الكريم والسنة النبوية والعلوم الشرعية فضلا عن وقوفها حصنا منيعا في وجه الغزو الثقافي والفكري والاستعماري ضد الشعب الجزائري.”
من جهته اشار منسق الملتقى الباحث الجامعي العربي بوعمامة، إلى “اهمية الدور الذي أدته الزوايا وما تزال في المجال الاجتماعي والثقافي والبصمة القوية، التي تركتها الزوايا خلال المراحل والأزمات، التي عرفتها الجزائر من خلال حرصها على مبادىء الوسطية والاعتدال، إلى جانب تجندها ودفاعها المستميت ووقوفها في وجه الاستعماري الغاصب”.
وأشاد بوعمامة، بالنقلة النوعية التي تشهدها الزوايا اليوم لتصبح منارة إشعاع ثقافي وديني من خلال إنشاء مراكز ثقافية ومكتبات مفتوحة أمام المثقفين والباحثين، بهدف دراسة وفتح النقاش حول العديد من المواضيع المتعلقة بالثقافة والاجتماع والسياسة وبالمعيشة اليومية للمواطن، على غرار زاوية سيدي الحسني، التي فتحت مركزها الثقافي الجديد واحتضنت فيه كأول نشاط لهذا الملتقى الهام”.
وفي سياق متصل أكد مشاركون على أهمية المشروع الثقافي، الذي تتبناه الزوايا الصوفية اليوم “من أجل الدفاع والحفاظ عن الهوية الوطنية، وذلك من خلال تنظيمها الملتقيات والندوات الفكرية وايضا تشجيعها كل فئات المجتمع وخاصة الشباب على التشبث بقيم الوطنية وحب الوطن والوحدة واللحمة الوطنية.
واعتبر الحضور مشروع كتابة تاريخ الأمة اعتماداً على مخزون المخطوطات، الذي تحتكم عليه هذه المنارات الثقافية وأيضا برنامج ترميم الذاكرة الثقافية.
ودعا مشاركون الى ضرورة الاشتغال على التعريف بمرجعيات الزوايا ورجالها الأكفاء، الذين كانت لهم بصمة قوية في تاريخ المقاومة الوطنية، وتغيير الخطاب وضبط المفاهيم حتى يرفع كل اللبس، الذي طال الزوايا بسبب الأفكار الدينية التيارات الإيديولوجية الدخيلة على الفكر الجزائري والمرجعية الوطنية”.
وتحدر الإشارة، إلى أن هذا الملتقى نظمته الجمعية الدينية الطيبية بوهران بالتنسيق مع فرقة الثقافة والاتصال.