نظم المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية و الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر، اليوم الإثنيين، ندوة تاريخية تخليدا للذكرى ال66 لعمليات 25 أوت 1958، بفرنسا، بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق ومجاهدين.
أكد باحثون ومجاهدون دور الجالية الجزائرية في فرنسا لدعم ثورة التحرير الوطني، والتضحية من أجل استرجاع السيادة الوطنية بالدم والدموع، ودفع الإشتراكات التي مولت ميزانية الحكومة المؤقتة الجزائرية.
أبرز مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية و الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 الدكتور حسين عبد الستار، الدور الكبير للجالية الجزائرية في فرنسا وانها كانت دائما بجانب الثورة وجزءا منها.
وقال: ” هؤلاء الرجال انخرطوا بكل ما يملكون من بأس وشجاعة من أجل تحرير الجزائر”. وأبرز مدير المركز أهمية عمليات 25 أوت 1958، في التخفيف عن الضغط في الداخل، واوضح ان تعليمات قادة الثورة في مؤتمر الصومام كانت تقضي بتوسيع رقعة الكفاح المسلح خارج الجزائر.”
كتاب لأعضاء الفيدرالية عربون وفاء
وأعلن الدكتور عبد الستار، عن تخصيص كتاب فاخر لأعضاء فيد الية جبهة التحرير الوطني بفرنسا كعربون وفاء على تضحياتهم ونضالهم بالمهجر.
من جهته استعرض الدكتور دحمان تواتي، استاذ محاضر بالمركز الجامعي عبد الله مرسلي، بتيبازة وعضو المجلس العلمي للمتحف الوطني للمجاهد، أحداث 25 أوت 1958، والظروف التي وقعت فيها، وأكد على دور الشعب الجزائري الذي صمد ومعه المجاهدون صمودا قويا أمام الآلة الإستعمارية الفرنسية، ما دفع إلى سقوط حكومات الجمهورية الرابعة، وحدوث انقلاب 13 ماي 1958، التي دبرها قدماء المحاربين يقودهم الطيار أوغست أرنولد، والجمعية العامة لطلبة الجزائر مع جاك روز ، وبيار لغيارد.
ومن النتائج التي حققتها العمليات صيف 1958، قال المحاضر هي تدويل القضية الجزائرية، واعلان قيام الحكومة المؤقتة في 19 سبتمبر 1958، وتعيين فرحات عباس، رئيسا لها، إعلان حالة حظر التجوال بالنسبة للجزائريين في 02 سبتمبر 1958، وشعور الرأي العام الفرنسي بأن فرنسا قد أصبحت ميدان حرب.
وقدم المجاهد والأمين الوطني لإتحادية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، عمار لونيس، ما حدث ليلة 24 و25 أوت 1958، قائلا ان حركة الفدائيين بفرنسا كانت مجندة ومنظمة وجاهزيين للتضحية من أجل تحرير الجزائر.
وأكد المجاهد لونيس ان، هذه العملية، التي نفذها مناضلو الفيدرالية على تراب العدو الفرنسي هي الوحيدة في التاريخ، استهدفت 180 نقطة ومكان لضرب اقتصاد المستعمر والمراكز الأمنية دون المساس بالمدنيين تنفيذا لأوامر مسؤولي الفيدرالية.
وأضاف:” عمليات 25 أوت 1958، حطمت القيادة السياسية والعسكرية لفرنسا وكانت ناجحة، حيث خففت الضغط على المجاهدين في الجبال”.
إقتراح ترسيم 25 أوت يوم وطني
وطالب الأمين الوطني لإتحادية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، بترسيم يوم 25 أوت كيوم وطني كبقية المحطات التاريخية الأخرى، وقال أن شهر أوت هو شهر تقوية النضال شهد هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 ومؤتمر الصومام في 20 أوت 1956.
وأكد محمد غفير، المدعو موح كليشي، ان الجالية الجزائرية كانت عصب الثورة الجزائرية بفضل اشتراكاتها التي كانت تدفعها للثورة.، و ايضا العمليات الفدائية التي نفذتها على التراب الفرنسي.
وابرزت المجاهدة صليحة جفال، ضرورة تبليغ تاريخ الجزائر للأجيال الصاعدة، واكدت على دور المرأة التي انخرطت في صفوف جيش التحرير الوطني وكافحت إلى جانب أخيها الرجل، وايضا في صفوف فيدرالية جبهة التحرير الوطني.
واشارت المجاهدة جفال، إلى حدث خاص يتعلق بباخرة تنقل البضائع والأشخاص، كانت في مارسيليا استعملها الإستعمار لنقل الجنود إلى الجزائر، ووضع فيها أحد الفدائيين في الفيدرالية، قنبلة بتكليف من المسؤولين، لأنه كان يعمل فيها ويعرفها جيدا. واضافت ان مسؤولي المنظمة طلبوا وضع القنبلة بعيدا عن المدنيين ، وابرزت عبقرية قادة الثورة في التخطيط لكل الأمور. وقالت المجاهدة: ” في 1958 كنت عون اتصال في ليون، الجرائد الفرنسية اعطت لهذا الحدث اهمية مثل عمليات موربيان”.
وفي ختام الندوة كرمت مجاهدات ومجاهدين كانوا فاعلين في فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، وهم فريال قرمية، صليحة جفال، محمد غفير، عمار لوتيس، عبد القادر بخوش، ابراهيم ولد حمو، نائب رئيس الجمعية الوطنية لفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، ومحمد دوم.