تعد رواية «خامسة البدوية» الصادرة عن دار المثقف للنشر والتوزيع، للكاتب وأستاذ التاريخ، محمد عزة، وقفة أدبية وتاريخية عند تضحيات أمهات الشهداء خلال ثورة التحرير، ومساهمة نوعية في مسعى توثيق الذاكرة والتاريخ المحلي والوطني.
رواية تسافر إلى ألق ثورة التّحرير المباركة
تتمحور أحداث هذه الرواية حول شخصية السيدة «خامسة البدوية»، التي تقطن بإحدى القرى بأعالي منطقة الونشريس خلال الفترة الاستعمارية، ويلبي أبناءها الستة نداء الوطن، لتمضي يومياتها منتظرة عودتهم، وسط ظروف قاسية، خاصة في ظل ممارسات المستعمر ضد أهالي المنطقة.
ويحاول الكاتب، في إطار أدبي وبأسلوب سردي مباشر يتضمن بعض المصطلحات باللهجة المحلية، وبناء على وثائق ووقائع تاريخية حقيقية، تسليط الضوء على تضحيات هذه السيدة التي تعد ـ حسبه ـ واحدة من عديد الأمهات الجزائريات اللاتي قدمن أولادهن وبناتهن فداء للوطن والحرية.
واستنادا إلى محمد عزة، تركز هذه الرواية التي جاءت في 129 صفحة على الأحداث التاريخية، التي وقعت خلال أسبوع النصر وبالضبط أيام 18، 19، و20 من شهر مارس 1962، حين خرجت الأمهات أثناء الاحتفال بوقف إطلاق النار لاستقبال أبنائهن، لكن «خامسة البدوية» عادت أدراجها بكل قوة وفخر، بعد أن علمت أن أبناءها الستة استشهدوا.
ويسعى الكاتب، من خلال هذا العمل للمساهمة في كتابة تاريخ المنطقة من باب الرواية، لما لهذا النمط الأدبي من جمهور واسع، ويذكر أن الكاتب محمد عزة صدر له عدة مؤلفات، على غرار «القلاع الصامدة»، «أناشيد للوطن والسلام»، مذكرات تاريخية لبعض المجاهدين، إضافة إلى كتاب «التطور التاريخي للدستور الجزائري – دراسة تحليلية مقارنة» الذي سيصدر قريبا.