تصدّرت مظاهرات الـ11 ديسمبر 1960 عناوين الصحف الإستعمارية، منها جريدة «La Dépèche de Constantine» التي تناولت أحداثا جرت بأحياء بلكور والمدنية والقصبة ووهران، عنابة وقسنطينة بالتفاصيل مقدمة حصيلة الضحايا، ونقلت تصريحات مسؤولين عسكريين فرنسيين.
«La Dépèche de constantine» نقلت ما جرى في العاصمة ووهران
مكنّنا أرشيف الجرائد الإستعمارية وعلى رأسها الصحيفة السالفة الذكر آنذاك الذي زوّدنا به المتحف الوطني للمجاهد من الإطلاع على كيفية تناول تلك الصحف لمظاهرات الـ11 ديسمبر 1960 التي أسمتها بالأحداث، وكتبت جريدة »
«La Dépèche de Constantine» بالبنط العريض وباللون الأحمر
«الأحد- الإثنين 11-12 ديسمبر 1960
يبدو أن الهدوء قد عاد إلى الجزائر العاصمة ووهران
حصيلة مأساوية لحوادث خطيرة في العاصمة
61 قتيلا ومئات الجرحى، وهران: 5 ضحايا.
وعلّق الصحفي في مقال مطول في الصفحة الثالثة: «كانت الجزائر ووهران السبت والأحد مسرحا لغليان عنيف واشتباكات بين متظاهرين وقوات حفظ النظام، وإذا بدا أن الهدوء قد عاد في نهاية المساء، فإن الأحداث قد اتخذت مع ذلك خطورة استثنائية».
ويضيف: «يوم السبت يحدث في هاتين المدينتين أول المظاهرات للمسلمين الجزائريين بالجزائر، بلكور، وشارع ليون التي شكلت على وجه الخصوص حوادث عنيفة، دكاكين أغلقت».
ويصف الصحفي ما جرى من أعمال تخريب المحلات والدكاكين والمخابز بحي بلكور الشعبي الواقع في الضاحية الغربية للجزائر العاصمة، أين وقعت حوادث خطيرة يوم السبت، والتي أدت إلى ذهول مجموعات صغيرة من الأوروبيين الذين علقوا على مظاهرات يوم السبت بالقول أنها تبدو كإعصار انفجر في شارع ليون الشريان الرئيسي في حي بلكور.
ويتبع المقال في الصفحة الثالثة بالتفصيل، حيث يتحدّث عن عودة الهدوء بالجزائر العاصمة على الساعة الحادية عشرة ليلا، واحترام حظر التجوال. ونجد في نفس الصفحة مقالا يتضمن اعلان لمدراء الجرائد حول توقف الصحف عن الصدور، بسبب الصعوبات المادية نتيجة الحوادث كما اسموها ويعدون بصدورها يوم الاثنين 12 ديسمبر 1960.
ونجد مقال آخر بعنوان: الموكب الأول في بلكور يقول صاحبه: «في الساعة الـ 10.00 صباحا؛ ركض ألفي مسلم من مرتفعات الحي المسلم فوق شارع ليون بحي محي الدين، نساء يطلقون زغاريدهن، وحاملي الرايات شعارها «تحيا الأفلان» و»يحيا جيش التحرير الوطني»، «عباس في السلطة»، «تحيا الجزائر المسلمة»… أسفل شارع جوليان كانت الأعلام الخضراء في المقدمة.. فجأة اطلاق النار أوقفت الجماهير عن الصراخ».
ومقال آخر يصف ما وقع بوهران يوم الأحد يقول: «حوادث خطيرة اندلعت أمس الأحد بوهران على الساعة الـ11.00 صباحا بقرية «الزنوج»، بالرغم من الأمطار كل السكان كانوا في الشارع نساء، أطفال، شيوخ لم يغادروا الساحة المركزية التي كانت تعجّ بالناس».
ويضيف المقال: «بالقرب من الأكشاك، علم أخضر مصنوع من القماش تم تعليقه داخل المتجر الذي تعرّض للنهب يوم السبت، ذهب الشباب المسلمين والرجال في سنّ النضج للمراقبة».
في المقابل ينقل مراسل عنابة ما جرى، وكذا الندوة الصحفية التي عقدها المتحدث باسم القائد العام يستعرض فيها حصيلة المظاهرات ويدعو فيها المواطنين المسلمين للهدوء. وتواصل الجريدة تغطيتها للأحداث التي وقعت خلال المظاهرات بقسنطينة.
وفي الصفحة الأولى لجريدة «La Dépèche de Constantine» نشر نداء للجنرال المفوض «موران» لسكان الجزائر عبر الإذاعة من أجل الهدوء من بين ما جاء فيه: «شهدت الجزائر وهران بعد يومين من الاضطرابات العنيفة اليوم مصائب».