ثمن باحثون تضحيات أصدقاء ثورة التحرير الوطنية من فرنسيين وأوروبيين، و دعمهم لكفاح الشعب من أجل نيل الاستقلال الوطني، في لقاء بجامعة وهران 2 “أحمد بن بلة” بمناسبة استقبال وفد من جمعية جوزيت وموريس أودان، بقيادة بيار أودان نجل المناضل موريس أودان.
قال أساتذة جامعيون و باحثون، أن عددا كبيرا من الفرنسيين والأوروبيين المقيمين بالجزائر، خلال ثورة أول نوفمبر 1954 تعاطفوا مع الشعب الجزائري، ودعموا ثورته من أجل نيل الاستقلال، ما سبب لهم غضب وعدوان الجيش الفرنسي.
وذكر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مصطفى خياطي، أن آلاف الأوروبيين من توجهات سياسية و مجالات مهنية مختلفة تعاطفوا مع الجزائريين الذين نكل بهم من قبل الجيش الاستعماري.
انخرط بعضهم في الكفاح السياسي، وآخرون في الكفاح المسلح إلى جانب الجزائريين، ما جعل قوات الجيش الفرنسي تنتقم منهم بأبشع صور التعذيب و التقتيل.
وأضاف خياطي أن، الكثير من تضحيات أصدقاء الثورة الجزائرية، و من بينهم عائلات كاملة لا تزال مجهولة لدى فئات واسعة من الشعب الجزائري، وفي حاجة إلى تسليط الضوء عليها من طرف الباحثين و المؤرخين سواء بالجزائر أو بفرنسا.
واستعرض المحاضر، عددا من جرائم الاستعمار الفرنسي بالجزائر كانت سببا في جلب تعاطف فرنسيين، وأوروبيين مع الشعب الجزائري، منها سياسة القتل الجماعي ، حرق القرى والتجمعات السكانية و إبادة مئات الأشخاص (شيوخ و نساء و أطفال) بالغاز داخل مغارات هربوا إليها، بذريعة محاربة جيش التحرير الوطني وهي وقائع استطاع كشفها من خلال الاطلاع على جزء من أرشيف منظمة الصليب، والهلال الأحمر الدولية، و نشر صور عنها في خمسة كتب.
ذكر الأستاذ بقسم التاريخ بجامعة وهران1، محمد بلحاج، بتضحيات أصدقاء الثورة الجزائرية بوهران تعرضوا للتعذيب الشديد في مراكز إعتقال غير معلنة، أنشأت داخل أقبية بنايات استعمارية، والإخفاء القسري أو الإعدام.
دعا المؤرخ الفرنسي، جيل مانسورو، عضو في جمعية جوزيت و موريس أودان، السلطات الفرنسية المختصة إلى العمل على كتابة تاريخ الفترة الاستعمارية الفرنسية بالجزائر، بطريقة نزيهة ومراجعة، وتصحيح البرامج الدراسية لمختلف المستويات لتلقين الأجيال الفرنسية تاريخ تلك الفترة بشكل صحيح.
ودعت الأستاذة مجدوب من قسم التاريخ بجامعة وهران 1، إلى فتح كل الملفات التاريخية، و إتاحة الأرشيف للباحثين والمؤرخين من أجل كتابة صحيحة للتاريخ، و توضيح الوقائع التاريخية كما هي.
أبدى نجل أودان الذي يترأس الجمعية، إمتنانه للسلطات الجزائرية على إتاحة له زيارة مجموعة من المدن الجزائرية واستكشاف إمكانيات التعاون، و التبادل بين الجمعية و هيئات جزائرية مختصة.
وكشف رئيس الندوة الجهوية للجامعات بغرب البلاد، الأستاذ إسماعيل بلاسكة، عن برنامج ثري لفائدة الوفد الفرنسي خلال زيارته لمدينة وهران التي تدوم ثلاثة أيام.
يشمل لقاءات علمية مع أساتذة وطلبة جزائريين، بمركز البحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية، والثقافية وزيارة المدرسة متعددة التقنيات التي تحمل اسم موريس أودان، و معالم سياحية.