شددت الوزيرة السابقة زهور ونيسي، على ضرورة إنشاء مدرسة تاريخية وطنية بعيدة عن المدرسة الكولونيالية، بالإعتماد على الجيل الجديد.
نوهت ونيسي بتنصيب المجلس العلمي للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، كلبنة جديدة جاءت في الذكرى الـ60 لإسترجاع السيادة الوطنية.
وقالت: ” تخصصي ليس تاريخ. أنا أديبة وفيلسوفة مثلما قال لي زوجي الراحل، لكن مكتبتي ثلثها تاريخ، عشت في المركز قارئة جيدة للتاريخ لأن العلاقة بين الأدب والتاريخ وثيقة وكل المضامين الخاصة بالإبداعات كالرواية هي مضامين التاريخ لأنها تهتم بحياة الإنسان”.
وتعهدت ونيسي بإعتبارها عضو في المجلس العلمي، بالقيام بدورها في هذا المركز بأمانة، حتى تحقق المدرسة التاريخية الوطنية وخاصة بالنسبة للحركة الوطنية وتاريخ أول نوفمبر 1954.
وأعرب المدير العام للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، نور الدين السد، عن سعادته بتنصيب المجلس العلمي للمركز بإشراف وزير المجاهدين ، وقال: “نحتفل بالعلم والعلماء ونعتز بتنصيب هذه الهيئة العلمية والتمكين لها لتؤدي مهامها بحكمة ورشاد وموضوعية”.
وأشاد السد بجهود الأساتذة وإطارات المركز ومستخدميه لإعلاء هذا الصرح العلمي وتفعيل أعماله، وتمكين مهامه الموكلة له، وأكد أن عهدة هذا المجلس الجديد ستكون إضافة نوعية للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، أملا في رفع التحديات ودراسة الملفات الكبرى في الآجال وبالمعايير المناسبة.
المجلس منارة إشعاع تقدم إضافة نوعية
استعرض الدكتور حسين عبد الستار أسماء أعضاء المجلس العلمي للمركز الذين سيباشرون مهامهم، وعلى رأسهم الوزير السابقة زهور ونيسي، والمؤرخ محمد القورصو، كمال شاشوة، شافية عبد اللاوي وغيرهم.
وأكد أن هذا المجلس منارة إشعاع يقدم إضافة نوعية في ظل المخاطر التي تعيشها الجزائر، وأن هناك ملفات تحتاج لإخراجها للجانب العلمي الأكاديمي لعرضها على الطرف الأخر، وإعداد برامج نوعية للإرتقاء بملف الذاكرة الوطنية.
وأضاف عبد الستار أن هذا المجلس يمكن تدعيمه بتخصصات في العلوم السياسية والإعلام، علم الاجتماع، القانون وعلم الأنثربولوجيا، لأن عمل الذاكرة هو عمل تكاملي.
ودعا المجاهد محمد الصغير بلعالم في مداخلته أعضاء المجلس العلمي الجديد إلى دراسة تاريخ الجزائر وعلمائها في العهد القديم والحديث، لأن تاريخنا ثري ونجهله، واقترح البحث في بعض المسائل التي يجهلها الجزائريون إبان الثورة منها غياب الجهوية بين أبناء الوطن الواحد، فكان الجزائر هي التي تجمعهم.
وأبرز أن ثورتنا كانت لها قيادة جماعية عمادها الشعب الجزائري وليست ثورة أشخاص وهو سبب نجاحها، وأشار إلى أن تاريخنا كله كفاح وثورة أول نوفمبر 1954 ما هي إلا تتويج للجهاد منذ المقاومات الشعبية.
وشدد على التأكيد على هذه الروابط الوطنية والجهد الشعبي للثورة، وقال:” عليكم البحث عن اللحمة الوطنية التي كاد البعض يضيعها، لماذا أبناءنا يفرون إلى الخارج، يجب دراسة هذه المسائل بجدية والبحث عن أسبابها وإقتراح الحلول”. وأضاف: “نحتاج عباقرة جزائريين لبناء وطنهم بعلمهم وفكرهم”.