تطرق المؤرخ عمار بلخوجة، إلى دور بعض النبلاء الفرنسيين الذين رفضوا سياسة الإستعمار الفرنسي، و استشهدوا من أجل تحرير الجزائر ، و أمنوا بعدالة القضية.
ذكر المؤرخ مجموعة من الأوربيين والأوروبيات، الذين دافعوا عن تحرير الجزائر، في احتفالية بيوم الشهيد الذي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع وزارة المجاهدين وبلدية الجزائر الوسطى، اليوم السبت، بالمركز الثقافي العربي بن مهيدي، والمندرجة أيضا في إطار الأسبوع الثقافي والتاريخي المخلد لأصدقاء الثورة، حيث كرمت المجاهدة ليلى الطيب.
تحدث بلخوجة عن شهيدة تاقدمت بتيارت، وهي فتاة فرنسية مسيحية، لكنها جزائرية في الدم، قتلت على أيدي جنود الاحتلال، اعتبرت نفسها جزائرية وليست مستوطنة فرنسية، شاهدت بأم عينيها الظلم الذي تعرض له الفلاحين والعمال الجزائريون البسطاء.
إضافة إلى فيكتور سبيلمار الذي كان صديق الأمير خالد في فترة العشرينيات، وفرنسيين آخرين كانوا متعاطفين مع الفلاحين الجزائريين ويوزعون عليهم القمح وناضلوا في حزب البيان الجزائري للدفاع عن حق الجزائريين في تقرير مصيرهم، وشخصية دانيال تيسميت الذي صنع القنابل لتزويد الثورة وحكم عليه ب20 سنة سجنا، وهنري مايو الذي هرب شاحنة من الأسلحة نحو الجبال واستفادت منها كتائب جيش التحرير الوطني، وشبكة جونسون.
وقال المحاضر:” أنا أحارب النسيان، لتبقى الذاكرة حية، والنسيان ظاهرة خطيرة إذا استولت على عقول شبابنا، علينا استذكار تضحيات هؤلاء الأوروبيين، الذين ناضلوا إلى جانب الجزائريين من أجل تحرير بلدهم من الإستعمار”.
وأبرز أن بيان أول نوفمبر 1954 وأرضية الصومام، نصتا على ثورة التحرير هي ثورة ضد الظلم الاستعماري وليست ثورة دينية أو عرقية، وهذا ما أكسبها تأييد الأوروبيين، الذين إلتحقوا بالثورة منهم موريس اودان، فرتس فانون، جوزيف سيبسون، والفريد دينفري رجل كنيسة وغيرهم.
المجاهدة ليلى الطيب: علينا استذكار الشهداء الذين ضحوا من اجل الجزائر
من جهتها، أكدت المجاهدة ليلى الطيب وزوجة شهيد، أنه بفضل تضحيات الشهيد الجزائر حرة وتنعم بسيادتها، وتحسنت ظروف تعليم وعلاج الجزائريين وسياسيا الجزائر تتحدث رأس مرفوع في المحافل الدولية، وشددت المجاهدة على ضرورة استذكار تضحيات الشهيدات والشهداء، الذين وهبوا حياتهم للجزائر وهم صغار في السن لنعيش في نعيم.
وأبرزت ليلى الطيب، دور الشعب الجزائري في الأرياف خاصة في احتضان الثورة والمجاهدين والسهر على إيوائهم وإطعامهم، وقالت أنها قضت سنتين في صفوف جيش التحرير الوطني بالولاية التاريخية الخامسة، وشاهدت كيف كانت الأمهات الجزائريات بالأرياف يعتنون بالمجاهدين.
وأضافت: “علينا أن لا ننزع الإنتصار من هذا الشعب، هم من احتضنوا الثورة الجزائرية، ولولاهم لما نجحت الثورة”.
وتحدث المجاهد محمد غفير، المدعو موح كليشي، عضو فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، عن الشهيدة فطيمة بدار التي رميت في نهر السين وعمرها لا يتجاوز الـ15 سنة، إضافة إلى 1500 شهيد قتلوا في مظاهرات 17 أكتوبر 1961، وقال انه يجب إدخالهم في التاريخ الجزائري لأنهم ضحوا من اجل تحرير البلد.
وأشار محمد غفير، إلى أن 800 شهيد احضروا من فرنسا ودفنوا في مربع الشهداء بالعالية، واستشهد بمقولة الشهيد مراد ديدوش الذي قال:” إذا قدرنا لنا الاستشهاد فلا شك فإن هناك من سيعمل على تخليد على ذاكرتنا…”.