أكد استاذة وباحثون خلال الندوة، التي نظمتها حركة مجتمع السلم حول “رؤية التحرير والحرية والاستقلال”، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، أن ثورة نوفمبر المجيدة شكلت نموذجا فريدا من نوعه احتذت به باقي الثورات التي ارادت التحرر.
أكد نائب رئيس الحركة ناصر حمدادوش، في مداخلته بمناسبة الذكرى الـ69 لإندلاع ثورة التحرير أن الامة العربية مطالبة اليوم بتحديد موقعها في عالم متعدد الأقطاب، ضمن المعادلات القومية الجديدة.
من جهته أكد الباحث المتخصص في التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الجزائر 2، أحمد بن يغزر، أن ثورة التحرير المجيدة شكلت بدون اي شك نموذجا فريدا من نوعه احتذت به باقي الثورات التي ارادت التحرر، ومنها عملية طوفان الأقصى، الذي يتشارك مع الثورة الجزائرية في ثلاثة عناصر أساسية هي الفكرة والقيادة والأهداف.
ودعا الباحث، في الاخير الى ضرورة فك الارتباط نهائيا مع كل ما يربطنا مع التفكير الغربي”.
بدوره، أكد الاستاذ صالح الشقباوي، من فلسطين، أن طوفان الاقصى ولد من رحم الثورة الجزائرية و أن الفلسطيني يفتخر اليوم أنه يسير على نهج الفاتح من نوفمبر.
وأضاف: “نوفمبر شكل الإلهام واليقين لدى الشعب الفلسطيني، الذي نهل من ثورة 1954 التي احدثت القطيعة مع باقي الثورات السابقة، فكانت انطلاقة شاملة، استحضرت من جديد اليقين وبثت الأمل في نفس الشعب الجزائري، وجاء طوفان الاقصى اليوم ليحدث بدوره القطيعة مع المآسي السابقة ويدب الامل في الشعب الفلسطيني بأن الانتصار بات قريبا”.
وشدد من جهته الكاتب محمد أرزقي فراد، على أهمية تحصين الجيل الصاعد بالوعي التاريخي، وأوضح أن الإنسان يصبح مادة جاهزة للاستعمار، ما فصل عن تاريخه، وقال:” يجب علينا بناء الجسور التاريخية بين الاجيال”.
من جهة أخرى، عرج الاستاذ فراد، على العلاقات التاريخية التي تربط الجزائريين بالفلسطينيين، والتي تعود الى القرون الوسطى وتمتد الى اليوم، حيث شارك الجزائريون الى جانب الفلسطينيين في العديد من الحروب الصليبية وفي تحرير بيت المقدس من خلال سيدي بومدين شعيب، في معركة حطين التي قادها صلاح الدين الايوبي، والذي كافأه بقطعة ارض نظير مساهمته القيمة، فظلت وقفا جزائريا يعرف اليوم بباب المغاربة، قال الباحث.
وتناول المجاهد محمد الطاهر عبد السلام، اوجه التشابه بين ثورة نوفمبر المجيدة وعملية طوفان الأقصى، التي نفذتها ثلة من الشباب المتشبع بالإرادة والرغبة في التحرر”.
واعتبر أستاذ القانون الدستوري والباحث والمؤرخ في الحركة الوطنية، عامر رخيلة، في مداخلته، أن طوفان الاقصى محطة فاصلة أثبتت تشابه الثورتين الجزائرية والفلسطينية.