تتعزّز المكتبة الجزائرية قريبا بإصدار جديد للعلامة الشيخ محمد الصالح الصدّيق، يروي فيه ذكرياته مع رفيق دربه العلامة الراحل الشيخ محمد الطاهر آيت علجت، بعنوان مفعم بالمحبة: “ذكرياتي مع الرّفيق الشيخ محمد الطاهر آيت علجت”
أعلنت “دار الوعي للنشر والتوزيع”، أنّ الإصدار الجديد يتضمّن “شهادات خطّها الزمن قبل القلم وحوتها السنون الطوال قبل ورقات الكتب، أيّام كلّها جهاد، نور ونار، قلم ورشاش، في أكناف رجال كبار أعلنوا ثورة كانت للعالم دليلا قاطعا أنّ الحرية ما هي في الحقيقة إلا دم وحبر”.
العلاّمة المرحوم آيت علجت، الذي أفنى حياته في محراب العلم، قد أبصر النور ببلدية تمقرة دائرة أقبو بولاية بجاية سنه 1917، حفظ القرآن الكريم بزاوية جدّه سيدي يحيى العيدلي بوادي العثمانية بنواحي قسنطينة، حيث درس مختلف العلوم الشرعية من فقه ولغة، إضافة إلى الحساب والفلك وكذا العلوم الإنسانية كالتاريخ والجغرافيا.
شارك فقيد الجزائر العلامة محمد الطاهر آيت علجت، في ثورة التحرير الجزائرية المباركة، هو وسائر طلبة سيدي يحيى العيدلي، الذين التحقوا كلّهم بركب الكفاح بعد أن فجّر المحتل الفرنسي زاويتهم في 1956، وفي أواخر 1957 سافر بإشارة من العقيد عميروش، إلى تونس لينتقل بعدها إلى طرابلس الليبية، حيث عين عضوا في مكتب جبهة التحرير الوطني هناك، وعقب الاستقلال عاد المرحوم الشيخ إلى بلده، حيث عين أستاذا بثانوية عقبة بن نافع، بالجزائر وثانوية عمارة رشيد ببن عكنون، إلى أن أحيل على التقاعد في 1978.
وبناء على طلب من وزارة الشؤون الدينية عاد الفقيد، إلى نشاطه في المسجد ليمارس دروس الوعظ والإرشاد وخطبة الجمعة بمسجد الغزالي، بحيدرة ومسجد دار الأرقم. تخرّج على يدي آيت علجت العديد من الطلبة، الذين تصدّروا المشهد الفكري والديني في الجزائر، على غرار مولود قاسم نايت بلقاسم، والشيخ أبو عبد السلام، كما خلّف الفقيد آيت علجت، الذي يعدّ من أبرز رجال الدين والفقه بالجزائر العديد من المؤلّفات، من بينها كتاب على شكل مذكرات يروي فيه سيرته الذاتية وتاريخ الثورة الجزائرية وتقييمه للأحداث، وتسجيل صوتي يتضمّن شرحه لرسالة ابن أبي زيد القيرواني، ومختارات سلسلة شرح الموطأ.
أمينة جابالله
