أحييت، بلدية الزيتونة بسكيكدة، بالتنسيق مع المتحف الجهوي للمجاهد العقيد علي كافي، وجمعية جسور لحفظ الذاكرة بسكيكدة، اليوم الخميس، الذكرى الـ 11 لرحيل المجاهد والدبلوماسي عبد الرزاق بوحارة.
أكد المجاهد والسفير الأسبق محمد رايس، في مداخلته نبل أخلاق المجاهد عبد الرزاق بوحارة، رفيق دربه في السلاح والكفاح، واعتبر الراحل جبل من الإخلاص والتواضع والاخلاق.
وأبرز متدخلون من أساتذة ومجاهدون مختلف محطات حياة المجاهد عبد الرزاق بوحارة، وحتى الجانب الرياضي، حيث تطرق الأستاذ عبد الحميد لعدايسية، في مداخلته، لمذكرة المجاهد –منابع التحرير- الذي يعتبر وثيقة تاريخية ومن أهم مؤلفاته.
قال رئيس جمعية جسور لحفظ الذاكرة لولاية سكيكدة، علي الطاهر العرنان، ” كل امة تفتخر بما انجبت من علماء وقادة وزعماء، وتعمل جمعية جسور لحفظ الذاكرة لولاية سكيكدة، على احياء ذكرى وفاتهم او ميلادهم او استشهادهم”.
وأضاف:” بلدية الزيتونة بالمصيف القلين استرجعت ذكرى أحد ابنائها البرررة، المجاهد والضابط والسياسي، والدبلوماسي المتواضع المخلص لبلده عبد الرزاق بوحارة، وهي مبادرة تستحق الثناء ونتمنى ان تتكرر في كل بلديات الولاية، لان كل بلدية بالولاية تحتضن عظماء، وذلك حتى نحافظ على الذاكرة التاريخية والشعبية للامة، وحتى لا ينسى الأبناء تضحيات الاباء”.
أقيم بالمناسبة معرض تاريخي يبرز السيرة النضالية للمجاهد الراحل من تقديم سامية بربار، مديرة المتحف الجهوي للمجاهد بسكيكدة، إضافة الى عرض شريط وثائقي حول شخصية المجاهد وسيرته خلال مرحلة الكفاح ومرحلة البناء والتشييد، كما كرمت عائلة المجاهد ممثلة في ابنه وتكريم الأساتذة المحاضرين.
وللإشارة، الفقيد، المجاهد عبد الرزاق بوحارة، من مواليد 01 ديسمبر 1934 ببلدية الزيتونة، بسكيكدة، نشأ في وسط ريفي وعائلة محافظة، تلقى تعليمه الأول بالكتاب الذي حفظ فيه القران الكريم وتعاليم الدين الإسلامي، وقواعد اللغة العربية.
زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة الفرنسية بالقل، وواصل تعليمه المتوسط، وانخرط بالكشافة الإسلامية الجزائرية، وفي احضانها تعلم معاني الانضباط والالتزام وروح المسؤولية، وكان ضمن المؤطرين والمنظمين لمظاهرات 08 ماي 1945 بالقل، وتابع دراسته بثانوية اومال بقسنطينة.
انخرط الراحل، بالعمل الثوري في 1955 وهو لايزال طالبا بقسنطينة وبعد نداء اضراب الطلبة في ماي 1956، ترك مقاعد الدراسة لينتظم فعليا للكفاح المسلح بناحية خنشلة بالمنطقة الأولى “الاوراس”.
وتدرج، بوحارة، في المسؤوليات خلال الثورة التحريرية من جندي الى رئيس فرقة في منطقة الاوراس ثم رقي في 1959 الى رتبة ضابط ومدرب قائد كتيبة في القاعدة الشرقية، وفي 1960 كلف بقيادة الفيلق 39 بالحدود الشرقية، وأشرف على إدارة وقيادة العمليات والمعارك بين سنتي 1960 و1962.
تقلد المرحوم، عقب الاستقلال، مناصب عسكرية عديدة ليشغل بعدها بداية السبعينات منصب سفير الجزائر بهانوي (فيتنام)، ثم واليا للجزائر الكبرى في 1975، وفي 1977 وضع الراحل حدا لمسيرته العسكرية، ليعين وزيرا للصحة في الفترة ” 1979- 1982″.
تولى الفقيد مناصب قيادية في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني، التي كان عضوا في لجنتيه التنفيذية والمركزية في 1989، وعين في جانفي 2004 عضوا بمجلس الأمة، ضمن الثلث الرئاسي، وشغل منصب نائب رئيس هذه الهيئة.
وصدر للمجاهد، مؤلفات عديدة أهمها منابع التحرير، أجيال في مواجهة القدر، من الجبل الى حقول الأرز، وهو اخر اصدار للفقيد.