أبرز متدخلون، دور طالب الأمس في ثورة التحرير متخلين عن شهاداتهم من أجل تحرير شعبهم من براثن الإستعمار، وذلك في ندوة تاريخية، نظمتها اليوم الأربعاء، الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين بالتنسيق مع المنظمة الوطنية الجزائرية للحفاظ على الذاكرة والموروث الثقافي وترقية السياحة والبيئة بجامعة الجزائر 02.
أبرزت هادية شعبان، رئيسة المنظمةالوطنية الجزائرية للحفاظ على الذاكرة والموروث الثقافي وترقية السياحة والبيئة، دور الجامعة في استقطاب كوادر أكاديمية متميزة وذات خبرات متنوعة في مجال التعليم العالي والتأهيل الأكاديمي المتميز وكفاءات إدارية عالية ومتنوعة ، بهدف الحصول على مخرجات تعليمية عالية الجودة في مختلف التخصصات العلمية.
وقالت:” يشرفني أن أتقدم إلى جميع طلاب وطالبات جامعة بوزريعة الجزائر -2-في جميع كلياتها وأقسامها المختلفة وتخصصاتها العلمية العديدة والمتميزة بكل الشكر والتقدير لانضمامهم إلى جامعتهم الرائدة في عالم التعليم العالي والبحث العلمي، والتي أصبحت تحتل مكانة متميزة ورفيعة على المستوى المحلي والإقليمي والعربي”.
ولم تفوت الفرصة، للتذكير بنضال شيوخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الذين استشهدوا تحت التعذيب وعلى رأئهم الشيخ العربي التبسي، رائد الإصلاح.
وقالت: “وبهذه المناسبة لا ننسى أعلام الجزائر من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الشهيد الرمز الشيخ العربي التبسي، الذي مر على استشهاده 67 سنة، وما زال يعتبر في الجزائر شهيدا بلا قبر، قصته الملهمة كانت واحدة من قصص الإصرار والجرأة في الحق في وقت كان فيه للجرأة ثمن، ولهذا السبب تحديدا منحته الروايات الشعبية السائدة ميتة درامية لا ينالها إلا الأبطال”.
ودعت الطلبة الحاضرين للإقتداء بطلبة الأمس ويكونون خير خلف لخير سلف.
وقال رئيس الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين المكتب الولائي جامعة بوزريعة مخلوفي نجيب:” هذا اليوم المهم جدا في حياة الطالب وهو اضراب 19 ماي1956، يعتبر هذا التاريخ البداية الرسمية لإنخراط الطلبة الجزائريين في ثورتنا ضد المحتل الفرنسي، جاء في ظروف حساسة كانت تعيشها ثورتنا المجيدة”.
وأبرز مخلوفي، دور الطلبة الجزائريين، الذين كانوا يتابعون كل الاحداث السائرة انذاك، ولم يكونوا بمنأى عن ثورتهم.
وأضاف :” نسجل الوعي الكبير لدى الطلبة الجزائريين ابان الإحتلال الفرنسي، بتلبيتهم نداء الإضراب، رفضوا الشهادات التي كانت تمنحها فرنسا انذاك، ان التضحيات التي قدمها اسلافكم كانت نابعة عن وعيهم الوطني، يتوجب عليكم اليوم حمل المشعل بصفتكم ثروة حقيقية وفعالة في بناء الجزائر، وتكونوا خير خلف لخير سلف”.
حرص قطاع التعليم العالي على ملف الذاكرة
من جهتها تطرقت الدكتورة فريدة سعدي، إطار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إلى حرص القطاع على ملف الذاكرة تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي اعتبرها خط أحمر، وهذا وفاءا لتضحيات الشهداء والمجاهدين الشرفاء، من خلال التوقيع على اتفاقية بين قطاع التعليم العالي و وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، بتثمين ودعم تدريس مادة التاريخ والثورة بطرق تكنولوجية دقيقة.
وقالت: ” جدير بنا ان نجعل من ذكرى يوم الطالب الجزائري محطة للعبرة والمراجعة والاصلاح، من واجبنا ان نكون اوفياء لتضحيات أسلافنا وهذا بعدم التنازل عن ملف الذاكرة”.
وأشارت الدكتورة سعدي، إلى بعض الاصلاحات التي اعتمدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، برقمنة القطاع في مختلف المجالات الخدمات الجامعية، تعزيز استعمال اللغة الانجليزية، وانشاء اول طاولة تشريح افتراضية جزائرية والتي صنفت ضمن افضل خمس طاولات تشريح في العالم، أضافت ممثلة وزارة التعليم العالي .
وتطرق الباحث، من جامعة الجزائر 02، يحيي شريفي، مختص في علم الإجتماع في مداخلة بعنوان “الحركة الطلابية في الجزائر”، إلى دور الطلبة الجزائريين ايان الثورة، في تعزيز صفوف جيش التحرير بإطارات ساهمت في تكوين جنود جيش التحرير، وعلاج المجاهدين الجرحى.
وقال: ” يحق لجيل اليوم ان يفخر بجيل نوفمبر، الذين اختاروا الإستشهاد على الشهادة العلمية”.
وتحدث الدكتور مراد جوابي، عن عظمة الثورة الجزائرية التي وحدت الجزائريين ونبذت الجهوية، وتضحيات الطلبة الجزائريين من كل الولايات ومن مختلف التخصصات، الذين لبوا نداء اضراب 19 ماي 1956، وإلتحقوا بالجبال لمساندة اخوانهم في الكفاح وتحرير الجزائريين من بطش الإدارة الإستعمارية.
وقال ان طالب اليوم هو القلب النابض للجزائر الجديدة.
وتحدث البروفيسور محمد صالحي، عن سياسة فرنسا الإستعمارية لتجهيل الجزائريين، ودور اعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وعلى رأسهم عبد الحميد بن باديس، والعربي التبسي وايضا مبارك الميلي، الذي كان يحث على تعليم وتربية المرأة لإنتاج جيل ثوري وطني.
وقال: “ما كانت تقوم به جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هو تكوين إطارات للجزائر المستقبلية، رغم الخلافات اجتمعت كل التيارات الوطنية كحزب الشعب الجزائري وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وكونوا جبهة التحرير الوطني، التي اصبحت لاحقا الممثل الشرعي للجزائريين”.
علينا الإقتداء بأسلافنا الشهداء
وبمناسبة اليوم الوطني للطالب، ذكر المحاضر بتضحيات الشهيد علاوة بن بعطوش، والطاهر بن مهيدي، شقيق العربي بن مهيدي، والاف الطلبة الذين التحقوا بالثورة تاركين مقاعد الدراسة.
وقال: ” العبرة ليس في سرد الحكايات، بل ان نقتدي بعمارة رشيد، وطالب عبد الرحمن، وغيرهم لتطوير الجزائر علميا وتكنولوجيا، وتحقيق الإكتفاء الذاتي، ورفعها الى مصاف الدول المتقدمة، والخروج من التبعية نحو الخارج، وفاءا لرسالة الشهداء”.
وقدم المجاهد والفدائي صالح ملزي، شهادته حول تضحية شقيقيه الشهيدين، وكل الشهداء، ووجه رسالة للطلبة الحاضرين بمواصلة مسيرة الشهداء والحفاظ على الجزائر واستكمال بناء بلادنا اقتصاديا وعلميا.
وأشاد ممثل جبهة النضال الفلسطيني، علاء الشبلي، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني للطالب، بدور الدولة الجزائرية وعلى رأسها الرئيس عبد المجيد تبون، والتحرك الدبلوماسي الجزائري على مستوى الأمم المتحدة لنصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن مقعد دائم لها بالامم المتحدة.
وبالمناسبة كرم الأساتذة المحاضرون، والمجاهد صالح ملزي، ورئيس الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، ورئيسة المنظمة الوطنية الجزائرية للحفاظ على الذاكرة والموروث الثقافي وترقية السياحة والبيئة.