ناقش منتدى الإعلام والذاكرة، مؤخرا في طبعته الثامنة، الأحداث التاريخية الأليمة التي شهدتها منطقة أولاد رياح بدائرة عشعاشة بمستغانم.
استعرض مشاركون خلال ملتقى وطني بعنوان” ” الذاكرة والتاريخ حول جرائم الإبادة وآثار الاستعمار تحديات التوثيق والتأريخ”، جرائم الإستعمار والإبادة عامة والذكرى الـ 179 لمحرقة اولاد رياح.
دعا مشاركون الى تجسيد مشروع انجار صرح علمي وديني كبير لحفظة القرأن الكريم وتلقين علوم الدين واصوله بالموقع التاريخي لمغارة الفراشيح، الذي شهد احد اكبر مجازر الاستعمار الفرنسي في بداية احتلاله للتراب الجزائري، خصوصا ان بعض المصادر من الذاكرة الشعبية تشير الى ان عدد كبير من ضحايا المحرقة كانوا من علماء وطلبة المدارس القرانية والزوايا وخصوصا الزاوية الطيبة ،التي كان لها اتباع كثر بالمنطقة وبمنطقة الظهرة .”
ومن بين التوصيات، التي خرج بها هذا الملتقى هو ترقيته الى ملتقى دولي العام المقبل وأيضا الدعوة الى تجسيد مشروع الصرح العلمي والديني بنفس الموقع لمغارة الفراشيحتخليدا لذاكرة المكان ورد الاعتبار للقيمة التاريخية للعلماء من شهداء المحرقة.
وقد نظم هذا الملتقى حسب ما صرحت به الجهة المنظمة ل”الشعب”,في إطار الجهود المستمرة للحفاظ على التراث التاريخي وتعزيز الوعي من خلالتسليط الضوء على الأحداث المأساوية، التي عاشها اسلافنا وتخليدا لذاكرة العلماء من شهداء محرقة الفراشيح.
تناولت اشغال الملتقى الوطني محور”ذاكرة الإستعمار والإبادة : دروس من التاريخ، واستشراف المستقبل وتأثيرها على المجتمعات المحلية والذاكرة الوطنية ومحور ذاكرة الشعوب، الإبادة، الإستعمار، مسارات العدالة “، وكان مناسبة لتقديم عروض معمقة للأحداث التاريخية من خلال الأبحاث، التيمن ممكنانتساهم في إعادة إحياء الذاكرة وتوثيق التاريخ.
“وقد سجل تاريخ المقاومة الوطنية أنه بتاريخ 18 جوان 1845 اقدم المجرم بيلسي وبأمر من قائده الماريشال بيجو، الى اقتراف الجريمة الشنعاء في حق أهالي وقبائل منطقة عشعاشة بعد ان حاصرهم داخل المغارة المسماة بمغارة الفراشيح الموجودة بدوار الشقارنية بلدية النكمارية دائرة عشعاشة.
وبعد ان حوصر الأهالي، الذين اختبوا داخل المغارة برفقة نساءهم واطفالهم وحتى حيواناتهم قامجيش الاستعمار الفرنسيبسد فوهتي المغارة واضرم النار لمدة ساعات طويلة من الليل، ما جعل الأهلي يسقطون الواجد تلو الاخر، اما خنقا بالدخان الناتج عن النار الملتهبة او حرقا بها .
وقد خلقت هذه الجربمة الشنعاء حسببعض المصادر التاريخية،اكثر من 700 شهيدا بين رجال ونسا ء وأطفال، في حين تشير بعض المصادر الأخرى الى هلاك اكثر من 1000 شخصا من أهالي قبيلة أولاد ارياح وقبائلمجاورة اخرى .
وجاءت هذه الجريمة، التي اقترفها الجيش الفرنسي انتقاما من أهالي منطقة الظهرة الذين ساندوا المقاوم الشيخ محمد بن عبد الله، المدعو الشيخ بومعزة، وزعيم ثورة الظهرة، والتي كانت واحدة من اهم الانتفاضات الشعبية التي عرفتها منطقة الظهرة وعرفت تاريخيا بثورة الطرق الصوفية.
وقد شارك فيها زعماء بعض الطرق الصوفية، التي كانت منتشرة في المنطقة على غرار الطريقةالطييبة والطريقة الدرقاوية والطريقة الشادليةفي معركة كبيرة جرت بوادي خميس في يناير 1845 وهو ما جعل فرنسا الاستعمارية تجند الاف من جنودها لإخماد الثورة والانتقام من أهالي المنطقة.
للتذكير الملتقى كان من تنظيم مخبر الدراسات الإعلامية والاتصالية وتحليلالخطاب-Eciad-بالتنسيق مع مخبر البحث التاريخي مصادر وتراجم، و بالتنسيق معدائرة عشعاشةوبلدية نكمارية، احتضنت فعالياته دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي بمستغانم وشارك فيه ثلة من الاساتذة والباحثين من جامعات مستغانم ووهران وسعيدة والعاصمة.