شكلت شخصية “الرايس حميدو أميرال البحرية الجزائرية”، محور يوم دراسي نظمه المتحف العمومي الوطني البحري، اليوم الثلاثاء، بالجزائر العاصمة.
عرف اليوم الدراسي مشاركة أساتذة وباحثين مختصين في تاريخ هذه الشخصية البارزة في تاريخ البحرية الجزائرية خلال القرن الـ19.
وفي هذا الإطار، أكدت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، في كلمة قرأها نيابة عنها مدير الحماية القانونية للأملاك الثقافية وتثمين التراث، نوار عمارة، على “أهمية تنظيم هذا اليوم الدراسي لتسليط الضوء على تاريخ البحرية الجزائرية العريق ورموزه البارزة، التي لعبت دورا محوريا في فترة الحكم العثماني وعلى رأسهم الرايس حميدو، أميرال البحرية الجزائرية”.
وأوضحت الوزيرة، ان “الرايس حميدو، يعد الشخصية الاستثنائية في ذلك التاريخ فهو من الرياس الجزائريين، الذين كان لهم الفضل في تعزيز قوة الاسطول البحري الجزائري و فرض احترامه على القوى البحرية الأخرى في البحر الابيض المتوسط”.
واعتبرت وزير الثقافة، استذكار سيرة وبطولات هذه الشخصية “ليس فقط إحياء للذاكرة التاريخية الوطنية بل هو تكريم لنضال وكفاح كل من حمل راية النضال الجزائري عاليا”.
من جهة أخرى، أكدت مولوجي، “دعم الوزارة لكل المبادرات التي تسعى لحفظ وتثمين التراث الثقافي البحري والعمل على نشره وتوثيقه بطرق مبتكرة وعصرية”.
وأشارت إلى أن، المتحف الوطني البحري، “استفاد من عملية دراسة ومتابعة لأشغال ترميم وتهيئة اقبية خير الدين، لصالح المتحف الوطني العمومي البحري.
وأضافت، ان “المحافظة على التراث البحري الوطني ليست مسؤولية المؤسسات الرسمية فقط بل هي واجب مشترك يتطلب تضافر جهود المجتمع بأسره”.
وبالمناسبة، اعتبرت مديرة المتحف الوطني البحري، مقراني بوكاري آمال، الرايس حميدو، “من ابرز الشخصيات البحرية في الثلث الاول من القرن الـ19، و من الرياس الجزائريين الذين وصلوا لمستوى عالي من الشهرة”.
وأكدت تخصيص معرض دائم على مستوى المتحف حول تاريخ البحرية الجزائرية ورموزها للتعريف بالتراث الثقافي البحري الجزائري”.
بدوره، تطرق الباحث علي تابليت، في مداخلته الى تفاصيل تاريخ أشهر قائد للبحرية الجزائرية الرايس حميدو، والذي ولد بحي القصبة بمدينة الجزائر عام 1773، وبفضل شجاعته ومهاراته في حماية السواحل الجزائرية وفرض هيمنته على البحر الأبيض المتوسط كسب ثقة حكام الجزائر.
وتطرق البروفيسور تابليت، لمختلف المصادر التاريخية والأرشيف، الذي يضم شهادات نادرة لكبار الشخصيات السياسية والديبلوماسية والعسكرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرهم تخص بطولات وجوانب قوة وعبقرية الرايس حميدو، على غرار شهادات القنصل الأمريكي في الجزائر توبلاس لير، السكرتير الأول للرئيس جورج واشنطن.
وتحدثت الأستاذة ليندة بلعبد الوهاب، (جامعة المسيلة) عن الأجواء الدولية التي عايشتها الجزائر خلال القرن الـ19 و الدور الجوهري للرايس حميدو، في صد هجومات القوى الغربية في منطقة البحر الأبيض المتوسط.