أكد مشاركون في ندوة خاصة، نظمت اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، أن المناضل موريس أودان تبنى ثورة التحرير الجزائرية ودافع عنها وضحى من أجلها الى غاية استشهاده.
شدد المشاركون في لقاء نظمه المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 تحت اشراف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، تخليدا لذاكرة هذا المناضل، على أهمية تنظيم مثل هذه الوقفة التاريخية من اجل “اطلاع الشباب على تاريخ الجزائر المفعم بالبطولات”.
وقال متدخلون ان “الكثير من الاوروبيين آمنوا بالقضية الجزائرية العادلة ودافعوا عنها وناضلوا من أجلها من أمثال هنري مايو وعائلة شولي وموريس لابون وكذا موريس أودان الذي كان يدرس مادة الرياضيات بجامعة الجزائر”.
ويرى الباحثون أن ذاكرة هذا الرجل الرمز “تبقى راسخة الى الابد، حيث تم ترسيم جائزة الرياضيات باسمه سنويا يتسلمها الفائزون من الباحثين في مجال الرياضيات الى جانب تسمية ساحة اودان بوسط الجزائر باسمه تخليدا له وكذا مدخل نفق جامعة الجزائر التي تحمل صورته أيضا”.
وتطرق الباحث في علم الاجتماع والتاريخ، رشيد خطاب، في مداخلته، الى نضال موريس اودان الذي “استشهد وعمره لا يتعدى 25 عاما بعد تعرضه لتعذيب وحشي من طرف قوات المظليين التابعة للجيش الفرنسي بعد اعتقاله يوم 11 يونيو1957 من اجل الحصول على اعترافات ومعلومات في محاولة من الاستعمار لإجهاض الثورة تحريرية”.
واكد الباحث في سياق متصل ان “الكثير من الاوربيين أمثال موريس أودان ساندوا الثورة التحريرية وضحوا من أجل استقلال الجزائر، فمنهم من استشهد ومنهم من اختار البقاء في الجزائر”.
وقال الباحث بان مكان تواجد جثة موريس أودان الذي قتل بوحشية من طرف الجيش الفرنسي “ما يزال مجهولا لحد الآن بفعل محاولة الجانب الفرنسي تعتيم الحقيقة”، داعيا الباحثين الى “الحفاظ على الذاكرة الجماعية لفائدة الاجيال الصاعدة من اجل ترسيخ الروح الوطنية في نفوسهم وحماية رسالة الشهداء والدفاع عن الوحدة الوطنية”.
من جانبه، تطرق الباحث والاعلامي المجاهد سعدي بزيان الى أهمية “تعزيز وتكثيف البحث في مجال التاريخ الحافل بالأمجاد والبطولات”، داعيا الى “ترجمة ما كتب من طرف الباحثين في التاريخ وتلقينه للأجيال الصاعدة، حماية للذاكرة الوطنية”.