الذاكرة

جريدة إلكترونية متخصصة في شؤون التاريخ والأبحاث
ذات الصلة تصدر عن مؤسسة الشعب

الأربعاء 25 يونيو 2025
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
لاتوجد
عرض كل النتائج
الذاكرة
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
الذاكرة
لاتوجد
عرض كل النتائج

حرف مدينة الجزائر بين 1700و1830

سهام بوعموشة - سهام بوعموشة
2021-07-03
في أبحاث, رئيسي
0
حرف مدينة الجزائر  بين 1700و1830
مشاركة على فيس بوكمشاركة على تويتر
سلطت الباحثة عائشة غطاس الضوء في أطروحة دكتوراة دولة في التاريخ الحديث بعنوان “الحرف والحرفيون بمدينة الجزائر 1700-1830 مقاربة إجتماعية – إقتصادية”، على موضوع مهم يتعلق بالتنظيمات الحرفية بمدينة الجزائر في العهد العثماني، و الشرائح الإجتماعية التي أسهمت في ذلك.
تقول الباحثة إن إختيارها لمدينة الجزائر كان لإعتبارات عدة بحكم التحولات العميقة التي شهدتها المدينة، فإبتداء من 1519 أصبحت إحدى المدن المتوسطية الهامة وتؤدي دور الجبهة الغربية المتقدمة في الصراع الإسلامي – المسيحي، و عرفت المدينة أيضا  إزدهارا إقتصاديا غير معهود.

وتضيف أن تحديد الفضاء الزمني لم يكن إعتباطا إذ ظلت الفترة الممتدة من مطلع القرن ال18 إلى أواخره إحدى الحلقات الغامضة في شتى الجوانب لكونها لم تحظ بدراسة متخصصة، وأنها أرادت من خلال إختيار موضوع شريحة الحرفيين وهي شريحة هامة في المجتمع رسم صورة عن الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية لمجتمع مدينة الجزائر من مطلع القرن ال18 إلى غاية الصدمة الإستعمارية عام 1830.

إن الهدف المتوخى هو البحث في القوى الإقتصادية و بمدينة الجزائر، أي دراسة ما كان يسمى وقتذاك الجماعات وهو مصطلح أطلق على التجمعات المهنية بمعنى corporation، وعلى التجمعات البرانية أيضا corporations ethniques وهي التنظيمات التي ضمت العناصر الوافدة على مدينة الجزائر من المناطق الداخلية، فالدراسة لا تستثني أية جماعة ساهمت في الإنتاج أم في الخدمات.

زووم خاص على مجتمع مدينة الجزائر 

وتسعى الدراسة إلى تسليط الضوء على دور النشاط الحرفي والتجاري بمجتمع مدينة الجزائر من جهة، وعلى الأوضاع المادية لشريحة الحرفيين من جهة أخرى.

قسمت الدراسة إلى أربعة أقسام الأول بعنوان مجتمع المدينة والمخصص للفضاء الذي تعيش فيه شريحة الحرفيين محل الإهتمام، ونشأة المدينة وتطورها وضم هذا القسم ثلاثة فصول تناولت التركيبة السكانية بهدف الوقوف عند التركيبة الداخلية لإعطاء صورة عن النسيج الإجتماعي، حيث تطرقت إلى الحضر والعنصر التركي ومكوناته، والكراغلة والدخلاء “العناصر الوافدة”، والتنظيم الإجتماعي الساري على هذه الأخيرة، والحديث عن أهل الذمة.

في حين تطرق  القسم الثاني للبنية الحرفية بوجه خاص، حيث شكل عدد الحرف إحدى المسائل الهامة التي تعكس أهمية البنية الحرفية بالمدينة، وتناولت غطاس وراثية الحرفة والإختيارات الحرفية في الأسرة الواحدة، وانتقلت للبحث في طبيعة العلاقة بين السلطة والتنظيمات الحرفية والعلاقات بين الجماعات لإبراز الجماعة كإطار للإندماح والإلتحام والتأزر والتضامن.

وخصص الفصل الثالث للنظام الضريبي الذي خضعت له التنظيمات الحرفية، و جغرافية النشاطات الحرفية، حيث تطرقت الباحثة إلى طبيعة التوزع الطوبوغرافي للأسواق من حيث نظام التخصص، وتوقفت عند مختلف المنشآت ذات الطابع الإقتصادي والتجاري من أسواق وسويقات وفنادق ورحبات وكلها مؤشرات عن طبيعة النشاط الإقتصادي بالمدينة، و أولت عناية خاصة إلى تركيبة فئة الحرفيين، إذ بحثت في الشرائح التي ينتمي إليها هؤلاء الحرفيون من حضر، أتراك، برانية ومن خلال ذلك تناولت دور الجيش في التنظيمات الحرفية.

أما الفصل الرابع والأخير فقد أفرد للحياة اليومية بهدف البحث في خصائص نمط حياة الحرفيين والممارسات والسلوكات الإجتماعية التي ميزت هذه الشريحة، بالإضافة إلى دراسة الثروات ومستويات المعيشة، ولقياس الوضع المادي لشريحة الحرفيين  تناولت عائشة غطاس الثروة وتوزيعها عند شرائح أخرى وفي العالم الحرفي بوجه عام، وعلى مستوى الجماعة بوجه خاص، واستيراتيجية المصاهرات ودور الحرفة في توجيهها.

وفي هذه الدراسة القيمة اعتمدت الباحثة على رصيد من الوثائق العثمانية، وسلسلة سجلات المحاكم الشرعية ومذكرات الحاج أحمد الشريف الزهار نقيب أشراف الجزائر، ومخطوط نادر بعنوان :”هذا قانون على أسواق مدينة الجزائر “، وكذا دفاتر بيت المال وسجلات البايلك.

 مؤسسات منظمة..

أظهرت الدراسة أن المدينة تمتعت بمؤسسات تنظيمية وتسيرية في غاية الأهمية، وكان لها بالغ الأثر في ضبط سير الحياة اليومية بما في ذلك التنظيمات الحرفية، فالعنصر المحلي بما في ذلك الأندلسي أسهم إسهاما فعليا في تسيير المدينة، وخضع التسيير لأشراف مجموعة واسعة من الموظفين الحضريين بمهام معينة ومحددة.

وعلى ضوء المعطيات الإحصائية المتعلقة بالبنية الحرفية خلصت الباحثة إلى أن المدينة  إشتملت على أغلب ما تحتاج إليه من منتوجات وخدمات مختلفة، وتشير إلى أنه رغم صعوبة التمييز بين الجماعات التي عنيت بالإنتاج وتلك التي عنيت بالتسويق لأن بعضها قام بالعملين معا، إلا أنه يمكن التمييز بين ثلاث أصناف من الجماعات الحرفية المتخصصة من حيث وظيفتها، فهناك جماعات متخصصة في الإنتاج وجماعات متخصصة في الخدمات وأخرى في التسويق،حيث خلصت إلى وجود 99 حرفة والمتعلقة بأصحاب الحرف الذين تظهرهم سجلات المحاكم الشرعية ودفاتر بيت المال.

 الحفاظ على التقاليد والتفتح على الآخر 

في المقابل أكدت الدراسة أن مبدأ توريث الحرفة في الأسرة الواحدة لم يكن ثابتا، بل تميزت الإختيارات الحرفية في الأسرة الواحدة بنزعتين بارزتين أولهما الحرفة أو الصنعة تكاد تكون متوارثة في كل الأسر الحرفية التي تولت أمانة الصنعة، وتشير إلى أن الوصول إلى أعلى سلم في هرم التنظيم الحرفي يعود إلى إكتساب مهارة ودراية وتقاليد حرفية، لذا حرصت تلك الأسر على العمل على إستمراريتها على إمتداد عدة أجيال في الأسرة الواحدة، وهي ظاهرة بارزة في الحرف المعتبرة والمريحة كالعطارة والحرارة والقزازة، الصفارة والدباغة.

وثانيهما تنويع الإختيارات المهنية، حيث يلاحظ تباينا كبيرا بين النشاطات الممارسة في الأسرة الواحدة من حيث موقعها الجغرافي وطبيعتها، فإحدى مميزات المجتمع الحرفي هي الحفاظ على التقاليد الموروثة في صنعة معينة مع تفتحها على صنائع أخرى، تقول عائشة غطاس .

وتضيف انه من الملامح التي تبدو بارزة في التنظيم الحرفي الدقة في تقسيم العمل، فالجماعة الواحدة تفرعت إلى عدة جماعات، وما عرفته مدينة الجزائر كان شبيها بما كان سائدا في المغرب الأقصى لاسيما في النمط الفاسي، حيث كانت كل حرفة أو صنعة تحتمي بولي، لكن الجماعات الحرفية لم تصطبغ بالصبغة الدينية، و وجدت ضمن كل جماعة هيئة كبار الحرفة من المعلمين.

تدخل السلطة في ضبط الأسعار 

وتشير الدراسة فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين السلطة والتنظيمات الحرفية إلى رقابة السلطة الدائمة وتدخلها الواضح في قضايا التسعيرة وغيرها، لاسيما تحديد الحد الأدنى للأسعار لتفادي حدوث أزمات التمويل بالمدينة، وإلى غاية منتصف القرن الـ19 فإن أسعار مختلف البضائع ومواد الإستهلاك، وأسعار الخدمات كانت محددة ومراقبة من طرف أعلى السلطات بإعتبارها من قضايا السلطة الهامة.

أما التوجهات الإقتصادية للمدينة فكانت صنعة الحرارة أي الحرير  أكثر فروع الإنتاج إزدهارا ورواجا، وأبرزت المعطيات الإحصائية أن هناك تفوقا واضحا للنشاط التجاري ولحرف الخدمات بالمدينة، مبينة إسهام جل الشرائح الإجتماعية في الحياة الحرفية بالمدينة وفي شتى المجالات.

وأظهرت الدراسة أيضا  أن الصنائع الراقية كادت تكون مقصورة على حضر المدينة، أما حرف الخدمات المتواضعة فقد تركت للعناصر الوافدة.

ومن أشهر العائلات في صناعة الحرير وإحتكار هذه الصنعة عائلة بوعينين، وعائلة ابن المليح في العطارة وعائلة المسطول في صنعة السراجة، عائلة حمادوش وصنعة الدباغة ، وغيرها فإختيار الصنعة في العائلات الثرية إختيار إستراتيجي، فهناك توجه نحو الصنائع المربحة.

وسوم : الحرف والحرفيون بمدينة الجزائرالنشاط الحرفي في العهد العثمانيعائشة غطاس
سابقة

حقائق جديدة عن اختطاف طائرة الزعماء الخمسة 

موالية

صور نادرة عن عيد الإستقلال 5 جويلية 1962

سهام بوعموشة

سهام بوعموشة

مشابهةمقالات

هكـذا أفشـل أسـود جيـش التحريــر عمليـات “جيمال”
أبحاث

هكـذا أفشـل أسـود جيـش التحريــر عمليـات “جيمال”

2025-06-14
مصطفى سعدون:  إحياء ذكرى 27 ماي..صون لذاكرة رجال صدقـوا الوعـد
رئيسي

مصطفى سعدون:  إحياء ذكرى 27 ماي..صون لذاكرة رجال صدقـوا الوعـد

2025-05-27
صالح قوجيل: ثورة نوفمبر شكلت معجزة في الكفاح والتضحية
تاريخ الثورة

صالح قوجيل: ثورة نوفمبر شكلت معجزة في الكفاح والتضحية

2024-10-23
إشتراك
الاتصال عبر
دخول
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
نبّهني عن
guest
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
الذاكرة

ذاكرة الشعب جريدة إلكترونية متخصصة في شؤون التاريخ والأبحاث ذات الصلة تصدر عن مؤسسة الشعب.

© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.

تطوير واستضافة شركة رانوبيت

لاتوجد
عرض كل النتائج
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
wpDiscuz
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط .