جدد رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, في رسالة له عشية إحياء اليوم الوطني للهجرة, المخلد للذكرى 60 لمظاهرات 17 أكتوبر السبت 16 أكتوبر 2021 الحرص الشديد على التعاطي مع ملفات التاريخ و الذاكرة بعيدا عن أي تراخ أو تنازل”.
الرئيس تبون..نحرص على التعاطي مع ملفات الذاكرة بروح المسؤولية
يقول الرئيس :” وفاء للأرواح الزكية لشهداء هذه المجازر, فإن هذه المناسبة تتيح لي تأكيد حرصنا الشديد على التعاطي مع ملفات التاريخ والذاكرة, بعيدا عن أي تراخ أو تنازل، وبروحِ المسؤولية، التي تتطلبها المعالجة الموضوعية النزيهة, وفي منأى عن تأثيرات الأهواء وعن هيمنة الفكر الاستعماري الاستعلائي على لوبيات عاجزة عن التحررِ من تطرفها المزمن..”.
و يضيف :” الشعب الجزائري الأبي المعتز بجذورِ الأُمة, الضاربة في أعماقِ التاريخ, يمضي شامخا, بعزم وتلاحم,، إلى بناء جزائر سيدة قوية جزائر ديمقراطية، محصنة بمؤسساتها, ومصممة على الوفاء بالتزاماتها, وأداء دورها كاملا لخدمة الاستقرار والأمن في المنطقة, والمساهمة في مسعى التعايش و التعاون النبيل, على المستوى الإقليمي والدولي”.
ويبرز رئيس الجمهورية أن ذكرى هذه المظاهرات تعيد إلى الأذهان الممارسات الإستعمارية الإجرامية المقترفة في حق بنات وأبناء الشعب الجزائري, في ذلك اليومِ المشؤوم” والتي تعكس وجها من الأوجه البشعة لسلسلة المجازر الشنيعة، والجرائم ضد الإنسانية التي تحتفظ بمآسيها ذاكرة الأمة ..”.
ويؤكد أن تضحيات هؤلاء ستظل مرجعا مشرقا قويا, شاهدا على ارتباط بنات وأبناء الجالية بالوطن .. وعلى ملحمة من ملاحم كفاح الشعب الجزائري المرير عبر الحقب, ذودا عن أرضنا المباركة .. وغيرة على هوية الأمة, وترسيخا لوحدتها ..”.
وخلص الرئيس إلى القول: “وإننا ونحن نحيي هذه المحطّة الخالدة في تاريخ ثورتنا المجيدة، ونترحم بخشوعٍ على أرواح شهدائنا الأبرار.. أُولئك الذين صنعوا بشجاعة الأبطال .. ومواقف الشرفاء, قبل ستين عاما, مشهدا خالدا للدفاع عن شرف الأمة .. وترجموا به التعلق بالحرية والكرامة ..نترحم عليهم، في هذه الذكرى وعلى قوافل شهداء الوطن المفدى, في كل مراحل المقاومة والكفاح بإجلال وإكبار ..”.
القنصليات مطالبة برفع الغبن عن أبناء جاليتنا
في المقابل يؤكد رئيس الجمهورية إيلائه عناية خاصة للتكفل بانشغالات الجالية الجزائرية بالخارج وحماية مصالحها, منوها في ذات الوقت بالمواقف الوطنية “المشرفة” لأفراد هذه الجالية في أوقات المحن والشدائد.
ويقول:” ولا غرو, ففي عروقه, يسري دم الآباء والأجداد, من الشهداء والمجاهدين”.
ويضيف:” يتعين على مراكزنا الدبلوماسية والقنصلية تطوير أساليب عملها, من حيث التفاعل مع أبناء الجالية, واعتماد أحدث الأساليب في مجال التسيير القنصلي, لرفع كل مظاهر الغبن, التي يعاني منها المواطنات والمواطنون المقيمون خارج البلاد”.
ودعا الرئيس أبناء جاليتنا للانضمام إلى مسار التأسيس لعهد واعد لا مكان فيه لزراع اليأس ولأعداء الإستحقاق والكفاءة، و المساهمة في مشروعِ نهضة الأمة بفتح الأفق أمام عبقرية الأجيال الجديدة في الداخل والخارج, لإستكمال مسيرة الشهداء الأبرار والوفاء لرسالتهم الخالدة.
وتوعد بأن الدولة ستعمل بحزم على شل أذرع هذه العصابة الماكرة وكشف خبثها في تحريك أدوات التعطيل والتيئيس.