اسمه الكامل محمد بن العربي بن الشيخ بن الحرمة بن براهيم الملقب بالشيخ بوعمامة هو شخصية تاريخية مقاومة وصوفية جزائرية ولد في 1833 بفكيك “المغرب” توفي يوم 17 اكتوبر 1908 بالقرب من العيون الشرقية.
ينحدر من سلالة الشجرة البوبكرية… ” سيدنا ابي بكر الصديق رضي الله عنه، ينتسب الى قبيلة اولاد سيدي الشيخ والتي يرجع نسبها الى الصحابي الجليل ابي بكر الصديق، فهو بذلك بوعمامة محمد البوشيخي الصديقي بن العربي بن الشيخ بن الحرمة بن محمد بن ابراهيم بن التاج ابن مؤسس الطريقة الشيخية الشيخ عبد القادر بن محمد بن سليمان بن ابي سماحة بن ابي ليلى بن ابي يحيا بن عيسى بن معمر بن سليمان بن سعد بن عقيل بن حرمة الله، بن عسكر بن محمد بن عيسى بن زغوان بن صفوان بن محمد بن عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق.
ثورة الشيخ بوعمامة من اهم الثورات الشعبية الجزائرية التي ناهضت الاستعمار الفرنسي في نهاية الربع الأخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والتي دامت 23 سنة /1881م-1904م وتعتبر من أطول المقاومات الشعبية الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي والتي شاركت فيها العديد من القبائل الجزائرية ويتمثل السبب المباشر لبداية مقاومة الشيخ بوعمامة في مقتل الضابط الفرنسي “واين برونر” وهو برتبة ملازم أول وكان يشغل رئيس المكتب العربي لمنطقة البيض مع أربعة من حراسه من فرسان الصبايحية عندما حاول جاهدا ايقاف نشاط الشيخ بوعمامة.
ضف الى ذلك المعارك التي خاضها خلال فترة المقاومة مما ألحق خسائر كبيرة بالجيش الفرنسي ولقبته الجنرالات الفرنسية بـ “بوعمامة الخطير” .و تمثل ثورة الشيخ بوعمامة محطة هامة من محطات مقاومة سكان المناطق الغربية والجنوبية الغربية بصفة خاصة والشعب الجزائري بصفة عامة الا انها تكاد تكون مجهولة لدى الكثير من الباحثين والتي يعتبرها البعض مجرد أحداث عابرة وليست ثورة منظمة وذات قيادة.
أسس زاويته سنة 1875م بمساعدة سكان البلدة إحياء لطريقة الجد سيدي الشيخ بمنطقة مغرار “عين الصفراء” وانتهج الطريقة الشيخية المرحبة بكل المسلمين دون تحفظ ولا تميز، ولم يبدع اي طريقة جديدة والتي يحرص أحفاده على احيائها إلى يومنا هذا.
مجالس حافلة بالعلم والحث على الجهاد
كانت مجالسه حافلة بالعلم والذكر والتذكير والتناصح، لم يذكر أحدا بسوء حيا كان أو ميتا، كانت مجالسه كلها دعوة الى الله عز وجل والحث على الجهاد.
تميز الشيخ بوعمامة بالحدة والصرامة في الحق لم يملك الدنيا ولم تملكه, عرضت عليه الهبات والمنح والمناصب البراقة مقابل العدول عن هدفه إلا أنه أبى أن يتحمل متاعب الجهاد والنضال ..أي رجل وأية عزة نفس.. وأية فطرة هذه.. جسدت الصلابة والصرامة والقوة في شخصه..؟؟.
“من أشهر أقواله التي خاطب بها ضباط وجنرالات فرنسا”
“لن تضعوا يدكم علي ابدا.. نادوا على جيشكم الكبير, اما انا فجيشي هو الايمان, اذ كان لابد من مواجهتكم..فسأواجهكم بعد نفاد ذخيرتي بالعصى والأسلحة البيضاء, لقد ولدت لأموت من أجل أن يعيش أبناء بلدي أوفياء لتعاليم القرأن ..نسأل الله النصر في الدنيا وفي الأخرة ..الجهاد ..الجهاد….”.
وهذه المقولة قالها الشيخ بوعمامة للحاكم لافيريار “اذا ما سمعتم رنين الرصاص من قبري بعد مماتي.. فاعلموا أني لازلت في الحرب مع فرنسا” ، و رد أيضا الشيخ بوعمامة على دعوة الجنيرال “اليوتي” عندما طلب منه كف تحرشاته على القوات الفرنسية واعلانه الطاعة..” قل لمن أرسلك أن الطاعة معناها قبول السيادة الفرنسية وخيانة الله القوي.. رايتنا هي راية الرسول عليه الصلاة والسلام, أنا لا أتمنى لقاء العدو و سأقاتل الى اخر قطرة من دمي”..
ورد على طلب مفاوضات التي بعثها الجنرالات الفرنسية “حنا مرانا طالبين لا شيعة و لامال حنا في بلادنا احرار والنصارى اذا كانو باغيين الهدنة والسلم ما عليهم إلا يخلو هد لبلاد لماليها ويرحلو عن هذه الأرض لي مراهيش أرضهم…بلغ هد الكلام لناس لي رسلوك”.
ويشير حفيده أمين بوعمامة في تصريح لذاكرة “الشعب ” بمناسبة الذكرى الـ113 لوفاته أن الشيخ بوعمامة ليست له صورة ولم يتم تصويره أبدا وانما الصورة التي نشرناها مأخودة من ملامح أبنائه ومعتمدة من طرف زاوية الشيخ بوعمامة ، ويؤكد أن كل الصور التي نشرت وتنشر باسمه لا أساس لها من الصحة، فهناك صور تنسب إليه لا تليق بشخصيته الثورية اعتمدتها العديد من الهيئات الرسمية.