تولى تسيير جريدة “الشعب” 15 مديرا عاما. أول مدير لليومية هو صالح لوانشي، علما أن أول من أشرف على تسيير جريدة “الشعب” الصادرة بفترة الاحتلال في 27 أوت 1937 هو محمد خيضر ومفدي زكرياء.
محمد خيضر
ولد محمد خيضر في 13 مارس 1912 ببسكرة، زوال دراسته بمسقط رأسه قبل أن يضطر لمغادرة المدرسة لإعالة أهله الفقراء، إشتغل قابضا في حافلات النقل الحضري التي كانت تربط بسكرة بباتنة وغيرها من المدن.
انخرط سنة 1934 في صفوف حزب نجم شمال إفريقيا ثم في حزب الشعب الجزائري سنة 1936، انتخب نائبا عن الجزائر العاصمة عام 1946، اتهمته السلطات الإستعمارية بالتورط في حادثة السطو على بريد وهران عام 1950.
لجأ إلى القاهرة عام 1951 بعد أن ثار ضد قرار الحزب الذي طلب منه تسليم نفسه للسلطات الإستعمارية.
أصبح مندوبا لحركة إنتصار الحريات الديمقراطية في القاهرة، وعضوا في جبهة تحرير المغرب العربي التي كان يرأسها عبد الكريم الخطابي.
بعد اندلاع الثورة ساهم في تزويد جيش التحرير الوطني بالأسلحة وفي ضمان الدعم العربي للثورة، اعتقل مع أحمد بن بلة، محمد بوضياف، حسين أيت أحمد، مصطفى الأشرف يوم 22 أكتوبر 1956 بعد إختطاف الطائرة التي كانت تقلهم من المغرب إلى تونس، ولم يطلق سراحه إلا في 19 مارس 1962.
عين محمد خيضر عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وشرفيا في لجنة التنسيق والتنفيذ في عام 1957، و أدرج اسمه كوزير دولة في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية خلال الفترة 1958-1962، عين أمينا عاما للمكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني عام 1962.
اغتيل في مدريد بإسبانيا يوم 4 جانفي 1967.
صالح لوانشي
ولد صالح لوانشي بمنطقة القبائل سنة 1923، انخرط في حزب الشعب الجزائري كان مسؤول الكشافة الإسلامية الجزائرية بمسقط رأسه ثم على المستوى الوطني، ثم مدير جريدة “صوت الشباب” لينظم إلى اللجنة المركزية لحزب إنتصار الحريات الديمقراطية.
كان من المسيرين الذي أقصاهم مؤتمر المصاليين بهورنو سنة 1955. إلتحق بجبهة التحرير الوطني التي عينته على رأس فدرالية فرنسا، سمحت له نشاطاته بالكشافة الإسلامية الجزائرية بنسج علاقات مع الكشافة الفرنسية، تزوج آن ماري شقيقة الدكتور بيار شولي، تم توقيفه في فيفري 1957 مع محمد لبجاوي، توفي في جوان 1990.
يوسف فرحي
يوسف فرحي من مؤسسي العديد من الصحف الجزائرية ، وُلد سنة 1936 بالعاصمة، توقف عن دراسته خلال إضراب الطلبة في ماي 1956، والتحق في أوت 1962 بفريق إنشاء أول جريدة وطنية “الشعب”.
عمل مع فريق جريدة “ألجيري أكتياليتيAlgérie Actualité »سنة 1965، ليدير فيما بعد الجريدة الرياضية “المنتخب”. و ألّف كتاب “فرنسا الحنونة أو 132 سنة من الكولونيالية في الجزائر”، مع الذكر أنه كان ضمن طاقم “مغامرة” تأسيس جريدة “المجاهد”.
محمد الميلي
محمد بن مبارك الميلي من ابرز الأقلام الإعلامية الوطنية البارزة بعد الإستقلال ، من مؤسسي مجلة المجاهد رفقة فرانس فانون وعبان رمضان.
من مواليد 11 نوفمبر 1929 بمدينة الأغواط ، تعلم الفقه على يد والده وتلقى علومه بالمدرستين الفرنسية والعربية.
غداة الإستقلال عمل صحفيا ثم رئيس تحرير بجريدة “الشعب” التي تأسست في 11 ديسمبر 1962 في نسختها بالعربية ثم مدير الجريدة ، كان يكتب مقالات نقدية تحليلية للوضعية الإقتصادية للجزائر التي لم تعجب الرئيس أحمد بن بلة، مما دفعه للإستقالة سنة 1963.
له عدة مؤلفات في التاريخ والدراسات الفكرية ومقالات سياسية وثقافية، شغل عدة مناصب منها مستشار الرئيس هواري بومدين، المدير العام لمجلة المجاهد، كلف بمنصب مدير عام لوكالة الأنباء الجزائرية، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، عضو في المجلس التنفيذي بمنظمة اليونسكو وسفير الجزائر باليونان من 1979 إلى غاية 1983 ، سفير بالقاهرة، ووزير التربية الوطنية.
محمد العربي الزبيري
من مواليد 1941 بالجزائر العاصمة، وضع بصمته على الساحة الثقافية والأدبية عن طريق العديد من الإصدارات القيمة نذكر منها: مقاومة الجنوب الجزائري للإحتلال الفرنسي، مدخل إلى تاريخ المغرب العربي الحديث، الثورة الجزائرية في عامها الأول، الثورة الجزائرية في عامها الثاني، الغزو الثقافي في الجزائر، المثقفون الجزائريون والثورة، إيديولوجية الثورة الجزائرية، الكفاح المسلح في عهد الأمير عبد القادر، الكفاح المسلح في عهد أحمد بابي، حمدان بن عثمان خوجة رائد الكفاح السياسي.
عمل الأستاذ الزبيري موظفا وشغل مناصب عدة في الجزائر، كان رئيسا لإتحاد الكتاب الجزائريين وأستاذ في معهد التاريخ بجامعة الجزائر، ورئيس منتدى الفكر والثقافة بالجزائر وعضو جمعية الدراسات والبحوث.
ومن بين الأقلام الصحفية التي كتبت مقالات وتعليقات في جريدة “الشعب” عند تأسيسها، وقد واصل الكتابة فيها لمدة سنة .
علي مفتاحي
من مؤسسي جريدة “الشعب” تولى إدارتها من سنة 1964 إلى 1965، متحصل على شهادة ليسانس في الآداب من كلية القاهرة، كتب في مجلة الأهرام.
زبير سيف الإسلام
تم تعينه خلفا لعلي مفتاحي بقي أشهر قليلة على رأس جريدة “الشعب”، كان حريصا على تطوير الجريدة، تولى منصب بالمركز العربي للتنمية ودراسات السكان التابع لجامعة الدول العربية.
قضى بها أكثر من عشرين سنة كان يشرف على فترات تربص وسلسلة حلقات تكوينية للصحافيين، إقترن إسمه بالتأريخ للصحافة المكتوبة.
عيسى مسعودي
ولد في 12 ماي 1931 بوهران، تعلم اللغة العربية في المدارس القرآنية قبل أن يلتحق بالزيتونة أين تحصل على شهادة الأهلية ، ثم أرسل سنة 1946 إلى معهد ابن باديس بقسنطينة، شغل منصب رئيس الطلبة الجزائريين بتونس عام 1956.
إلتحق بصفوف الثورة، حيث أشرف على انطلاق برنامج صوت الجزائر العربية من الإذاعة التونسية سنة 1956، بعدها انتقل إلى الإذاعة السرية لجيش التحرير على الحدود المغربية المعروفة ب”صوت الجزائر الحرة” فكان رئيس تحريريها وأشهر مذيعها.
في 12 جويلية 1959 إنتقل إلى إذاعة الناظور بالمغرب بعد إلتحاقه بجهاز اللاسلكي التابع لجيش التحرير الوطني، وبها عين بإذاعة الجزائر الحرة المكافحة في أكتوبر 1961.
عاد إلى تونس ليشرف على صوت الجزائر من هناك، تقلد منصب المدير العام للإذاعة والتلفزيون بعد الإستقلال، و شغل منصب مدير جريدة “الشعب” من ديسمبر 1970 إلى مارس 1972، وسفيرا للجزائر في الإمارات العربية المتحدة وأندونيسيا.
ويقول الصحفي الأسبق بالجريدة عيسى عجينة في شهادته:” شخصية في القمة إلتحق بجريدة “الشعب” في بداية السبعينات في ديسمبر 1970 كمدير خلفا لمحمد سعيدي، كان صحفيا ومسيرا مهنيا يشجع الشباب على كتابة التعاليق والإفتتاحيات، عرفته في كلية الحقوق حيث كنت مسجلا فيها، في وقته ازدهرت جريدة “الشعب” وكان لها صدى على المستويين الوطني والدولي”.
حبه للمثقفين والمسرح جعله يفتح الأبواب للأدباء والشعراء ، انشأ ملحق ثقافي يترأسه الروائي طاهر وطار، و فتح المجال للمفرنسين لنشر مقالاتهم بعد ترجمتها.
اتخذ مهمة تعريب الإشهار آنذاك نظرا للوضعية المالية التي كانت تمر بها الجريدة واشترى آلات سحب المطبعة، عاش بسيطا الى غاية وفاته في ديسمبر 1994.
المصدر مجلة الشعب : الذكرى الـ50 لتأسيس جريدة الشعب، مسيرة نصف قرن.. أقلام حبرها من عرق ودم”، عدد خاص ، الجزائر، 2012.