قدّم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تعازيه لعائلة المرحوم المجاهد، عثمان بلوزداد، آخر أعضاء مجموعة 22 الخالدة، الذي توفي هذا الأربعاء ويوراى الثرى اليوم الخميس بمقبرة سيدي امحمد بالجزائر العاصمة.
بعث الرئيس تبون برسالة تعزية لعائلة المجاهد المرحوم واصفا إياه بـ “آخر أولئك المناضلين الثوريين الذين شكلوا الصف الأول للطليعة النوفمبرية الخالدة من مجموعة 22 “.
وجاء في نص رسالة الرئيس تبون: ” إنها لساعة بالغة التأثير، حين وقع نبأ هذا الخطب الأليم في نفوسنا..وإذ نودع اليوم أحد رفقاء الرواد من الشهداء الأبطال، من مفجري شعلة نوفمبر الخالدة، نقف بإكبار وتقدير لتضحياتهم الجسيمة، وخصالهم الوطنية العالية”.
وأضاف الرئيس في رسالته: “نستحضر بإجلال الرصيد النضالي التحرري..ومسيرة الكفاح المسلح العظيم الذي خاضه الشعب الجزائري، بشجاعة وإقدام، مستلهما من قادة الثورة البواسل أسمى معاني الوفاء والتضحية من أجل الجزائر”.
وتوجه رئيس الجمهورية إلى عائلة الفقيد وإلى رفقائه المجاهدين بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة، ويشمله برضوانه إلى جوار إخوانه الشهداء ومن سبقه من المجاهدين، في جنة الفردوس..
مسيرة المجاهد الفقيد
وتقدمت وزارة المجاهدين و ذوي الحقوق بتعازيها الى أسرة المجاهد عثمان بلوزداد الذي وافته المنية ن عمر ناهز 92 سنة، معتبرة إياه “أحدا ممن حددوا مصير الشعب الجزائري”.
وواعتبر وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة في رسالة تعزية لعائلة المجاهد الفقيد “واحدا ممن حددوا مصير الشعب الجزائري وصنعوا تاريخ الجزائر المعاصر”.
وذكّرت وزارة المجاهدين بالمسيرة النضالية للمجاهد. الفقيد من مواليد 25 جويلية 1929 بحي بلكور العتيق بالعاصمة من أسرة مناضلة وثورية عريقة، فشقيقه الأكبر المناضل محمد بلوزداد، أول رئيس للمنظمة الخاصة (OS) إلى جانب سحنون بلوزداد، شقيقه الذي استشهد تحت التعذيب منالبوليس الفرنسي بسجن الحراش في السنوات الأولى للثورة التحريرية.
وأشار بيان الوزارة أن الفقيد تأثر بالنشاط النضالي لإخوته، فانخراط عثمان بلوزداد، في سن مبكرة في الحركة الوطنية كمناضل في حزب الشعب ثم في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، لينضم في نهاية الأربعينيات إلى المنظمة الخاصة (OS) سنة 1949، أين تلقى تكوينا شبه عسكري إلى جانب كل من محمد مرزوقي وزبير بوعجاج.
وكان الفقيد من الأعضاء البارزين في اللجنة الثورية للوحدة والعمل (CRUA، التي حضرت لاجتماع مجموعة الـ22 التاريخي, أين تقرر التوجه نحو الكفاح المسلح، كسبيل وحيد لاسترجاع الحرية.
وأوكلت للفقيد قيادة مجموعة مسلحة رفقة كل من بن قسمية مولود, حرثي محمد المدعو جيلالي ويوسف موصطيفة للهجوم على عديد المنشآت التابعة للمستعمر ومنها الهجوم على محطة تكرير البنزين بالعاصمة ليلة أول نوفمبر 1954.
ألقى عليه القبض شهر نوفمبر 1954، حيث حول إلى مركز التعذيب بفيلا محي الدين، أين تعرض لشتى أنواع التعذيب قبل أن ينقل إلى سجن سركاجي, ولمدة سنتين إلى غاية 1956، قبل أن يحاكم بالمحكمة العسكرية ويصدر ضده حكم بالمؤبد, ليحول إلى سجن الحراش ثم لمبيز بباتنة, ثم سجن قسنطينة.
وفي سنة 1958 نُقل إلى فرنسا، أين قضى مدة 4 سنوات بين عدة سجون (سجن مارسيليا، سجن تولوز، سجن بيزيي، سجن غوان، سجن بوردو)، ليتم إرجاعه إلى الجزائر بسجن سركاجي وإلى غاية 1962.
بعد الاستقلال، عين الفقيد مسؤولا لقسمة المجاهدين بالعاصمة إلى غاية 1967، ليتفرغ لإدارة تجارته بحي بلكور العتيق بالعاصمة.