انتقلت المجاهدة دادو الطاوس، المدعوة “زكية” إلى رحمة الله عن عمر ناهز الـ 96 عاما، أمس الأربعاء، بمستشفى الحكيم عقبي بولاية قالمة.
وعلى إثر هذا المصاب، قدم رئيس مكتب أكاديمية الذاكرة الجزائرية بقالمة، التعازي لأسرة الفقيدة ورفاقها في الجهاد، مؤكدا أنه “برحيل دادو الطاوس تكون الجزائر قد فقدت أحد قامات الثورة التحريرية، ونسائها المخلصات لأمانة الشهداء”.
الفقيدة من مواليد 26 أفريل 1926، ببلدية الفجوج على بعد 10كلم شمال شرق عاصمة الولاية قالمة. وهي البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها ( 4 إخوة). كان لوالدتها التأثير الأكبر في حبها للوطن، فقد كانت أول من زرع فيها ذلك الحب.
انضمت الطاوس إلى جبهة التحرير الوطني بشكل رسمي، للكفاح ضد الاحتلال الفرنسي سنة 1955، ولكن بداية نضالها ضد الوجود الفرنسي في الجزائر، بدأ قبل هذا التاريخ بأربعة عشر سنة، تحديدا سنة 1944، فقد كانت من الشخصيات المساهمة في أحداث الثامن ماي 1945 المفصلية، وعنصرا فاعلا في نشاطات الحركة الوطنية الجزائرية.
وكانت المرحومة “زكية” تجمع الذخيرة، وتقوم بالخياطة وجمع الدواء وإرساله إلى المجاهدين في منطقة حمام دباغ، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم واحد حتى ألقي عليها القبض في 1961، بسبب رسالة موجهة إلى المجاهدين، تحت إسمها المستعار “زكية”. وأثناء التحقيقات لم تكن الدلائل كافية لإدانتها، فبقيت شهرا واحدا في السجن.
وفي يوم 3 ديسمبر عام 1961 ألقي القبض عليها مرة أخرى.
وقضت ستة أشهر في سجن قالمة مع المناضلات الجزائريات منهم (اومدور تونس، وكذا المجاهدة بية حنون رحمها الله و زبيدة كماش)، وهنا توفي جنينها ببطنها قبل أن ترسل إلى مستشفى قسنطينة. وبتاريخ الرابع ماي 1962 أفرج عليها من سجن قالمة.
وعقب الاستقلال، عملت المرحومة، بمركز الراحة للمجاهدين بحمام دباغ، إلى غاية سن التقاعد.
قالمة/إلياس بكوش