افتتح معرض بعنوان “البحرية الجزائرية في الفترة العثمانية من خلال الوثائق الأرشيفية”، الإثنين، بالمتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط -دار مصطفى باشا- بالجزائر العاصمة.
يكتشف زائر المعرض تاريخ وإنجازات البحرية الجزائرية وأهم قادتها ومعاركها ومعاهداتها مع أقوى الدول في العالم حينها.
ويسمح بالتعرف على مخزون هام من الوثائق الأرشيفية النادرة ترجع للفترة العثمانية بالجزائر، من القرن السادس عشر وإلى القرن التاسع عشر، ويضم العديد من الوثائق والخرائط والصور والمؤلفات التي تخلد أبرز انتصارات البحرية الجزائرية ومعاركها، وألمع قادة أسطولها الذين سيطروا على مختلف منافذ البحر الأبيض المتوسط في تلك الفترة.
في هذا المعرض تعرض مخطوطات، مثل رسالة موجهة من حسن باشا حاكم ايالة الجزائر للسلطان العثماني سليم الثالث، وتقرير عن خسائر الإنجليز أمام الأسطول الجزائري، وآخر يتضمن أمر السلطان محمود الثاني بالاستجابة لمطالب الجزائر بالنسبة للجند والاعتراف بقيمتها الكبيرة، إلى جانب مخطوطات تروي وقائع حربية منها معركة العلج علي ضد الإسبان.
تسلط المخطوطات الضوء على أوضاع حرب ايالة الجزائر مع اسبانيا وأخبار الصلح والحرب مع الدانمارك وفرنسا وأمريكا وانجلترا، إضافة إلى صور وخرائط حول حملة شارلوكان على مدينة الجزائر في 1541، ومخطط حملة اسبانية على ايالة الجزائر 1748، وكذا مخطط قصف ايالة الجزائر من طرف الأميرال نيال في 1824. كانت المدينة آنذاك مطمع جميع القوى الغربية.
ويخصص المعرض جزء يتضمن أهم المعاهدات الدولية التي أبرمتها ايالة الجزائر مع اكبر الدول ومنها معاهدات الصلح والسلام مع هولاندا وأمريكا وألمانيا وفرنسا وغيرها.
وخصص المعرض جانب لأهم السفن الحربية التي شكلت الأسطول البحري حينها، فضلا عن عرض صور مشاهير رياس البحرية الجزائرية بدءا بالأخوين عروج وخير الدين، إلى جانب الرايس سيد علي الجزائري قائد أسطول الجزائر، مراد رايس، حسان ميزوموتو، الرايس حميدو، العلج علي، مصطفى رايس وعلي بتشين.
وفي هذا الصدد أشارت مديرة المتحف العمومي البحري، الدكتورة مقراني بوكاري آمال، في تصريح لواج، أن المعرض الذي سيتواصل لغاية 18 ماي المقبل يندرج ضمن برنامج الاحتفال بشهر التراث، بهدف إبراز التاريخ العريق للبحرية الجزائرية في الفترة العثمانية التي ساهمت في الحفاظ على الأمن والاستقرار” على مستوى البحر المتوسط، وكانت البحرية الجزائرية “تمنح تراخيص لتسيير الملاحة الدولية تسمح بمرور مختلف السفن التجارية وبموجبها تتعهد بحمايتها والدفاع عنها”.
وأوضحت مديرة المتحف العمومي البحري، أنه تم انتقاء من طرف باحثي المتحف هذه المجموعة الثرية من الوثائق الأرشيفية من مخطوطات، وصور وخرائط من المخزون الخاص بمؤسسة الأرشيف الوطني الجزائري، بهدف تعريف الزوار بكفاءة وقوة البحرية الجزائرية خلال تلك الفترة وأهم المعاهدات الدولية، مؤكدة أن أبواب المتحف العمومي الوطني البحري ستفتح أمام الزوار وبالمجان طيلة شهر التراث لاكتشاف موقع المتحف بقبوخير الدين وكذا الأشياء الأثرية المعروضة”.
وأشارت مديرة المتحف الوطني للمنمنمات وفن الخط، ركاب نجاة هجيرة أن “المعرض يقدم بأسلوب متقن هذه النسخ الأرشيفية على الدعامات ما يسمح للزائر الحصول على معلومات وافية عن تلك الفترة، ويتيح اكتشاف مخطوطات ومعاهدات دولية مكتوبة بالخط الديواني”، كاشفة عن تنظيم معرض وطني لفن الزخرفة ضمن نشاطات شهر التراث وذلك يوم 18 ماي القادم تزامنا واليوم العالمي للمتاحف”.
المعرض من تنظيم المتحف العمومي الوطني البحري، في اطار إحياء شهر التراث (18 أفريل -18 ماي)، بشعار “تراثنا اللامادي، هوية وأصالة”.