طالب الباحث في التاريخ والمؤرخ محمد القورصو بضرورة تصحيح المفاهيم، وتفادي استعمال مصطلح «الأحداث».
قال في تصريح لـ «ذاكرة الشعب»: « ينبغي علينا تصحيح المفاهيم، هي ليست بأحداث مثلما تناقلته الكثير من المراجع سواء الجزائرية أو الفرنسية، بل هي إبادة وجريمة ضد الإنسانية حسب القوانين الدولية، لأن التقتيل كان جماعيا وعشوائيا”، وجاء تصريح المؤرخ، على هامش جلسة تكريمية بالمجلس الشعبي لولاية سطيف لعدد من المجاهدين، الذين توفوا مؤخرا واختير لهم وسم «سفراء الولاية».
أضاف القورصو «النقطة الثانية، ينبغي علينا أن نعرف أنّ المظاهرة كانت سلمية حتى لو تحولت إلى شغب، واعتبرها البعض من الأوروبيين انتفاضة مسلّحة محاولة لتبرير جرائمهم».
وأشار المؤرخ إلى أنّ التقرير الذي أعدّه الجنرال (توبار)، والذي قام بتحقيق بين 25 و26 ماي يقر فيه بصريح العبارة، أنّه ورغم الشغب لم تكن بحوزة المتظاهرين أسلحة أوتوماتيكية أو أسلحة حرب، وهذا يسقط في الحقيقة الطرح الكولونيالي الذي يربط بين عدد الضحايا الجزائريين واستخدامهم للأسلحة.
وتحدّث القورصو عن التلاحم الذي عززته هذه المجازر بين الجزائريين، وقال: «أود أن أتحدث عن ذلك التضامن الاجتماعي الذي شهدته الجزائر غداة هذه المجازر المروعة والفظيعة، ومن صوره أن عددا من أيتام المجازر في سطيف الذين فقدوا آباءهم في المواجهة تمّ التكفل بهم من طرف امرأة من وهران، بمباركة بعض أعيان المدينة، وهي حادثة تؤكد تلاحم الشعب الجزائري فيما بينه”.
وتحدث أيضا، عن أثر المجازر في التأسيس للعمل الثوري، استنادا إلى شهادات شهود ومؤرخين جزائريين وفرنسيين، مذكرا ببعض الشواهد عن المجازر التي وقعت في منطقة تاقيطونت المختلطة وتيزي نبشار، و عرج على شخصية تاريخية مهمة أثناء الثورة ممثلة في الشيخ العيفة، مبرزا أن ولاية سطيف لها تاريخ عظيم.
وقدّم المجاهد محمد غفير المدعو «موح كليشي» شهادته عن مجازر 8 ماي 1945.
وفي الختام كرمت عائلة المجاهد والعميد الكشفي المرحوم الربيع غرزولي المدعو «سي بوزيد»، صاحب كتاب «الصّامتون تكلّموا»، وأحد رؤساء بلدية سطيف السابقين ومن أعضاء فوج الحياة الكشفي التاريخي، والذي توفي في آخر أيام شهر رمضان الفضيل، وكرمت أيضا عائلة المجاهد المرحوم «عمار كبير».