“عكست مظاهرات 8 ماي 1945 التي عاشتها مدن الجزائر، ضمير وطني مشترك تميز به الشعب الجزائري حيال قضيته”.
هذا ما قاله عبد العزيز وابل أستاذ بجامعة خميس مليانة، في ندوة تاريخية نظمتها المديرية الولائية للأمن الوطني بالبليدة بالتنسيق مع مديرية المجاهدين وذوي الحقوق.
وقال الأستاذ وابل، أن المظاهرات الشعبية السلمية التي نظمت آنذاك في مختلف مدن الوطن، عكست الضمير الوطني المشترك الذي كان يتحلى به الشعب الجزائري حيال قضيته الوطنية و هي المطالبة باستقلال الجزائر”.
واستدل المحاضر في ذلك بولاية البليدة التي قال أنها “شهدت مظاهرات سلمية انطلقت بتجمع المواطنين.
وكان عددهم حوالي ألف متظاهر، بأولاد السلطان بحي الدويرات العتيق وصولا إلى ساحة التوت (ساحة الحرية حاليا)، مرورا بشارع الطيب الجغلالي”.
وأضاف: “لما وصل المتظاهرون إلى الساحة حاصرتهم العساكر الفرنسية من جهات ثلاث، و شرعوا في إطلاق الرصاص عليهم لتفريقهم، و كان أول من سقط في هذه المظاهرات بالولاية هو محمد بن مراح الذي تحمل حاليا مدرسة بالقرب من مسجد الكوثر وسط المدينة ، اسمه”.
استدل الأستاذ وابل، عن هذه الوحشية التي أبانت عن الوجه الحقيقي لفرنسا الاستدمارية ،بمقولة رئيس جمعية المسلمين الجزائريين البشير الإبراهيمي الذي كتب عنها يقول : “لو كتب تاريخ فرنسا بأقلام من نور، و كتب في آخره فصل بعنوان مجازر 8 ماي 1945 لمحى هذا الفصل تاريخها كله”. وأكد أن هذه المجازر كانت “مدبرة” و”متعمدة”.
شكلت هذه المناسبة لتلاميذ مدرسة “زينب بنت كعب”، و أشبال الكشافة الإسلامية الجزائرية و لكافة الحضور، فرصة لإماطة اللثام عن حادثة اكتشاف سقوط مروحية للإمداد العسكري التابعة للقوات الفرنسية بأعالي جبال بوعرفة، التي عثر على حطامها مؤخرا، و ما تبعها من إبادة كلية لخمس قرى كاملة بالمنطقة، انتقاما للحادثة التي راح ضحيتها أكثر من 10 جنود فرنسيين كانوا يطاردون مجموعة من المجاهدين بالمنطقة في 1957.
وتابع الحضور خلال هذا اللقاء شهادات حية للمجاهد أحمد حوبان، وثقتها مؤخرا مديرية المجاهدين المحلية في فيديو عرض خلال الندوة، إضافة لشهادات شهود عيان و شباب هواة، ممن كان لهم الفضل في اكتشاف حطام هذه المروحية التي تم عرض بعض أجزائها في فناء المتحف رفقة عدد من القنابل.
وكرم بالمناسبة المجاهد أحمد حوبان، و الشاهدين محمد طوبال صغير، و عيسى عبد القادر، و كذا الشباب الباحث و المستكشف لهذه المروحية في خطوة لتشجيعهم على البحث في تاريخ الجزائر، وإماطة اللثام عن العديد من الأحداث والمجازر التي لا تزال مجهولة في تاريخ الجزائر.