أكد مشاركون في الملتقى الـ 16 “ميلة عبر التاريخ” على أهمية التناول العلمي لتاريخ، و إرث منطقة ميلة كشكل من أشكال الاهتمام بالتراث والمعالم الأثرية.
في كلمته بمناسبة هذا اللقاء المنظم من قبل جمعية أصدقاء ميلة القديمة،أمس، أوضح رئيس الوكالة الوطنية للبحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية الدكتور يوسف عيبش، بأن ما تزخر به منطقة ميلة عموما ومدينتها القديمة خصوصا يعد مادة دسمة للعديد من المذكرات والأطروحات العلمية على مستوى الجامعات.
وأشار أن، ما تم التطرق له فيها يعتبر قليلا بالنظر لحجم إرثها التاريخي والحضاري، الذي يتطلب تدخل الجامعة بطريقة معرفية وبحثية تضمن الاهتمام المطلوب بموضوع حماية وحفظ هذا الإرث.
ودعا الدكتور عيبش، إلى إنشاء مركز توثيق لحفظ كل بحث أو دراسة أو عمل علمي، تناول تاريخ وتراث منطقة ميلة في مختلف الميادين، لكونه “سيدعم الفكر الجديد الرامي لصون ما تتمتع به من زخم تراثي وحضاري.
وأوضح رئيس جمعية أصدقاء ميلة القديمة عبد العزيز سقني، أن هذا الملتقى انعقد للحديث عن مستقبل معلم أثري ثمين يعد (مخبر بحث في الهواء الطلق)، ويجب الاجتهاد أكثر للتعريف به كجزء من تراث وتاريخ الولاية خصوصا، والجزائر عموما لأنه شاهد على تعاقب عديد الحضارات بهذه المنطقة.
ودعا ذات الناشط الجمعوي المسؤولين إلى، مرافقة الجمعية في مسعى استغلال نتائج البحوث المتعلقة بالمدينة القديمة التي أنجزت بجامعات وطنية، وحتى أجنبية لجمعها في مركز خاص بالأرشيف والتوثيق، لتكون متاحة للباحثين الراغبين في تطوير البحث الذي يهتم بماضينا.
و اعتبر ما تزخر به ولاية ميلة من معالم ومواقع أثرية ، يفرض إدراج تخصص التاريخ و الآثار ضمن التخصصات العلمية التي تدرس على مستوى المركز الجامعي لميلة، تماشيا وخصوصية المنطقة التي تتميز بتوفر الميدان المناسب للتطبيق في التعليم العالي.
وقالت رئيسة مخبر البحث العلمي في المرحلة الإسلامية لتاريخ الجزائر بجامعة قسنطينة، الدكتورة بوبة مجاني،أن تراثنا الإسلامي ومنه ما قدمه علماء الجزائر و ميلة تحديدا من مخطوطات جدير بالدراسة والبحث، لما فيه من قيمة علمية اعترف بها العديد من العلماء في العالم الإسلامي، وذلك في مداخلة بعنوان ” علماء ميلة النبوغ والتميز، شخصية علي بن محمد بن عمر الميلي نموذجا”.
وأبرزت شخصية علي بن محمد بن عمر الميلي (توفي عام 1833)، الذي تنقل من الجزائر إلى تونس ثم مصر، و درس بجامع الأزهر، ليستقر هناك تاركا آثارا مهمة تمثلت في مؤلفات ورسائل عديدة.
وأضافت الدكتورة مجاني، أن ما يعكسه تراث المخطوطات من واقع المجتمعات، التي كتبت فيها بمختلف جوانبه وهو ما يحملنا اليوم -حسبها- مسؤولية الكشف عنه والتطرق له بالبحث العلمي.