أجمع مشاركون في “منتدى الذاكرة”، حول “نيلسون مانديلا والثورة التحريرية الجزائرية”، على أن الثورة الجزائرية كانت مدرسة للزعيم الجنوب-إفريقي الراحل مانديلا.
أجمع المتدخلون على أن الثورة الجزائرية كانت مدرسة للزعيم الراحل نيلسون مانديلا ،الذي نهل منها في مجال تحقيق الحرية، و أبرزوا دور الجزائر في دعم حركات التحرر في العالم، و مساندة الشعوب المضطهدة، خاصة القضيتين الصحراوية والفلسطينية، في المنتدى المنظم من قبل جمعية “مشعل الشهيد” و جريدة “المجاهد”.
قدم سفير الجزائر الأسبق لدى جنوب إفريقيا، نور الدين جودي، شهادة حية عن الدعم الذي قدمته الثورة الجزائرية للراحل مانديلا، “الذي تلقى تكوينا عسكريا بالجزائر”.
وروى جودي مختلف المراحل للفترة التي قضاها مانديلا في الجزائر، وأشار إلى أنه بمجرد إنهاء تكوينه العسكري بالجزائر، عاد للكفاح ضد نظام التمييز العنصري “أبارتايد” بجنوب إفريقيا، و ألقي عليه القبض في 1964 و حكم عليه بالسجن المؤبد.
وقال: “مانديلا تأثر كثيرا بالثورة الجزائرية، و الدليل انه جاء إلى الجزائر للاستفادة منها، خاصة وأن هناك أوجه شبه كبيرة بين البلدين، على غرار التمييز العنصري الذي كانت تعاني منه جنوب إفريقيا والجزائر على حد سواء”.
ولم تكن الجزائر، بحسبه، مصدر إلهام للزعيم مانديلا على الصعيد العسكري فقط، بل حتى على الصعيد الدبلوماسي، و استفاد كثيرا من التجربة الجزائرية في كفاحه ضد السياسة العنصرية.
وتحدث الدبلوماسي الجزائري عن القضية الصحراوية، آخر مستعمرة في إفريقيا، وأعرب عن أسفه لكون الشعب الصحراوي مازال مستعمرا من دولة افريقية.
وأضاف : “مهما كانت الظروف، فإن الحرية و الاستقلال سيكون حليف الصحراويين، و الجزائر كانت و لا تزال تساند الشعب الصحراوي من أجل حقه في تقرير المصير”.
دعم حركات التحرر من مبادئ الدبلوماسية الجزائرية الثابتة
وذكر أن، دعم حركات التحرر من المبادئ الثابتة في الثورة و الدبلوماسية الجزائرية، التي استرجعت مؤخرا مكانتها و بريقها كقبلة للثوار.
وأبرز الناشط الحقوقي و الرئيس السابق للجنة الوطنية الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي، محرز العماري، أن الثورة الجزائرية لم تحرر البلاد فقط، بل كان لها بعد إفريقي،ربطتها علاقات متميزة مع حركات التحرر في العالم بالأمس و اليوم.
واستدل بدور الثورة الجزائرية في كفاح الزعيم نيلسون مانديلا. وأشار محرز العماري، البعد التضامني للجزائر مع القضايا العادلة منها فلسطين والصحراء الغربية.
وأكد على الموقف الثابت للجزائر تجاه حركات التحرر، وفاء لرسالة 1 نوفمبر، و شدد على أن النضال من أجل استقلال إفريقيا يبقى دائما مستمرا، و لن يكتمل إلا بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
للإشارة، حضر المنتدى دبلوماسيون جزائريون و أفارقة، على رأسهم القائم بالأعمال في سفارة جنوب إفريقيا لدى الجزائر لو سيلا باتريك، و مجاهدين و ممثلين عن وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج، وزارة المجاهدين وذوي الحقوق و وزارة الدفاع الوطني.