أكد المفتش العام لوزارة المجاهدين و ذوي الحقوق عمر بن سعد الله، في افتتاح أشغال الندوة التاريخية بعنوان”ملحمة سيدي إبراهيم عنوان للانتصار للوطن” بتلمسان، على أهمية تضافر الجهود للحفاظ على الذاكرة الوطنية.
في الذكرى 177 لهذه المعركة، شدد بن سعد الله على انه من واجبنا اليوم أن نعمل جميعا كل في موقعه على حماية مآثر الأمير عبد القادر الجزائري وأمثاله من عظماء هذا الوطن، ونحافظ على ذاكرتهم ونسهر على إيصال رسالتهم إلى الأجيال الصاعدة.
وأضاف: “هذا لن يتأتى إلا بإحياء ذكراهم في كل مناسبة ونشر أعمالهم والدفاع عن انجازاتهم التي كتبوا حروفها بالفخر والاعتزاز”.
وقال المفتش العام لوزارة المجاهدين إن الجزائر تستكمل اليوم تجديد صرحها الوطني بقيادة رئيس الجمهورية وتواصل انطلاقا من إرثها التاريخي، ومرجعيتها في تحقيق استقلالها الوطني، وتمتين علاقاتها وتطوير شراكاتها.
إضافة إلى تعزيز السلم والاستقرار في محيطنا الإقليمي والدولي، بمبادراتها الحضارية ذات الأبعاد السياسية والإنسانية، والتي بفضلها ارتفع صوت الجزائر الجديدة محاطا بكل الاحترام والإجلال في عالم يشهد تحولات عميقة على كافة الأصعدة ، قال سعد الله.
تطرق الباحث الياس ايت نايث في مداخلته إلى معركة سيدي إبراهيم التي قادها الأمير عبد القادر ببلدية السواحلية بين 23 و 25 سبتمبر 1845.
وأشار إلى أن، شخصية الأمير عبد القادر تجمع بين عدة صفات من بينها سرعة تنفيذه للهجمات وانه ذو خيال واسع يستطيع تغيير التكتيكات الحربية بسرعة.
علاوة على حنكته وشجاعته في اتخاذ القرارات الصائبة، وهي عوامل سمحت له بالسيطرة على الجيش الفرنسي في معركة سيدي إبراهيم.
محطة لتقييم تاربخ مقاومة الأمير
وقال الدكتور حسان مغدوري من جامعة الجلفة، أن المعركة جاءت في سياق تاريخي استثنائي، وهي محطة لتقييم تاريخ مقاومة الأمير عبد القادر التي دامت بين 1830 إلى 1847.
وأضاف أن هذه المعركة أظهرت للشعب الجزائري أن روح المقاومة مازالت حية وأن الأمير عبد القادر كان يحاول إيقاف التمدد الاستعماري في شمال إفريقيا.
عرض بالمناسبة شريط وثائقي بعنوان “الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة”، وكرم مجموعة من المجاهدين وهم أعمر خثير ، محي الدين بلعربي، بوعبسة خالدي، بن احمد اعمر وعائلة المجاهد المتوفي محمد عفيف وعائلتي الشهيدين محمد لخضاري وكريم هاشمي.
وتجدر الإشارة، انطلقت القافلة التاريخية السياحية التي ستجوب بعض المعالم التاريخية كطاحونة الأمير عبد القادر ومركز التعذيب “الشاطو” ببلدية سبدو، وغيرها من المعالم، و زيارة مقبرة الشهداء ببلدية الحناية و ضريح سيدي إبراهيم (موقع المعركة) ببلدية السواحلية و زيارة بعض المجاهدين بالبلدية ذاتها و ببلدية الغزوات.