أكد مشاركون في ملتقى وطني، اليوم الخميس ببسكرة، حول مقاومة الشيخ عبد الحفيظ الخنقي في شرق الزيبان، أن هذه المقاومة الشعبية (1849)، جسّدت أحد فصول الوحدة الوطنية.
أبرز الدكتور عباس كحول من جامعة محمد خيذر ببسكرة في مداخلته حول “ظروف هذه المقاومة الشعبية”، أن الحشد العسكري الذي قاده شيخ الزاوية الرحمانية بشرق الزيبان العالم الفقيه عبد الحفيظ الخنقي في هذه السنة بدافع الواجب الديني وتلبية لنداء المقاومة “كانت تجسيدا لقوة رابطة الوحدة الوطنية بين فئات الشعب الجزائري في كل المناطق والتي تعززت في أحسن صورها في الفاتح من نوفمبر 1954”.
وأضاف المتدخل أن هذا المقاوم، صاحب مشروع المقاومة الوطنية و الثقافية والعسكرية، أراد أن يثبت أن وحدة المصير الذي يجمع الأمة الجزائرية “تتطلب التدخل وعدم النأي بالنفس حيث حاول الانتقال إلى منطقة الزعاطشة لمساندة المقاومين الذين أعلنوا الحرب على الوجود الفرنسي بقيادة الشيخ بوزيان هذا الأخير الذي قرر الاستمرار في المقاومة بعد مشاركته في مقاومة الأمير عبد
القادر ( 1830 – 1847)”.
وذكر الجامعي أن الشيخ عبد الحفيظ الخنقي استطاع أن يخوض مواجهات مع القوات الفرنسية منها معركة “وادي براز” في 17 سبتمبر1849 التي قتل فيها القائد الفرنسي وحاكم بسكرة آنذاك سان جيرمان.
من جهته، أبرز الدكتور سعيد تريعة من جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف, أن هذه الشخصية المقاومة التي جمعت بين العلم والتدين و روح المقاومة قد سلكت نهج التضحية ورفض الوجود الاستعماري ورفض التعامل مع أعوانه، كما حث مشروعه للمقاومة على التمسك بالتقاليد والعادات المحلية وتجنب الإدارة الفرنسية وتعزيز التلاحم بين الأفراد للمحافظة على استقلالية المجتمع.
من جانبه، اعتبر الأستاذ محمد بك من جامعة عنابة أن المقاومات التي واجهت الاستعمار بالرغم من أنها لم تكن متكافئة عسكريا ولم يكن زعماؤها يرون في المعارك التي خاضوها نهاية الاحتلال ودحره نهائيا عن الجزائر، إلا أن المقاومين أرادوا أن يثبتوا أن الشعب الجزائري يأبى إذلاله و لا يفرط في حقوقه و التمسك بإثبات الهوية الوطنية كعامل مشترك بين الجزائريين .
للإشارة، نشّط الملتقى الذي دام يوما واحدا، أساتذة جامعيون و باحثون في التاريخ من جامعات جزائرية و مراكز للبحث في التاريخ. وبادرت بتنظيمه الجمعية الوطنية “تراث الأجيال” بالتنسيق مع المديرية المحلية للمجاهدين وذوي الحقوق والمتحف الجهوي للمجاهد العقيد محمد شعباني.