الذاكرة

جريدة إلكترونية متخصصة في شؤون التاريخ والأبحاث
ذات الصلة تصدر عن مؤسسة الشعب

السبت 1 أبريل 2023
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
لاتوجد
عرض كل النتائج
الذاكرة
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
الذاكرة
لاتوجد
عرض كل النتائج

بن سليم نصيرة..مجاهدة تمردت على فرنسا داخل سجونها

أم الخير سلاطني - أم الخير سلاطني
2022-10-31
في تاريخ الثورة, شهادات
0
بن سليم نصيرة..مجاهدة تمردت على فرنسا داخل سجونها
مشاركة على فيس بوكمشاركة على تويتر

تنقلت بين مراكز الاعتقال وتعرضت إلى أبشع ألوان التعذيب، ولم تستسلم لجلاديها، التقينا بها في بيتها العائلي وسط مدينة «سيق» الذي استقرت به بعد الاستقلال، وهي تلازم فراشها في زاوية مضيئة تعلوها الراية الوطنية، تتوسد محفظة من الوثائق والصور والرسائل التي كانت تتبادلها مع من بقي من أسرتها ورفاق الجهاد خلال فترة سجنها.

المجاهدة الفدائية وابنة الشهيد بن سليم فاطمة بنت علي المدعوة «نصيرة»، أطلقت عليها ألقاب وتسميات عديدة من قبل معاوني السلطات الاستعمارية بـ «سيق» على غرارالبرهوشة، القبيحة، والواعرة، وغيرها من التسميات التي تعتز بها مجاهدتنا البطلة، حتى أنهم أطلقوا على واحدة من زنزانات مركز تعذيب «سيق» اسمها، فصارت تعرف بـ «غرفة فاطيمة»، لكثرة ترددها على هذا المعتقل كمشتبه فيها بنشاطها الثوري.

تنقلت بين مراكز الاعتقال وتعرضت إلى أبشع أنواع التعذيب

اليوم..ما زالت المجاهدة نصيرة بن سليم تحتفظ بذكرياتها، وتنعش بها أطراف الحديث في كل مناسبة أسرية.

فتستذكر أمجاد أسرتها الثورية وبطولاتها، حتى إنها حاولت  في عمرها المتقدم، أن تؤلف كتابا عن مسيرة نضالها بالاستعانة بحفيداتها، إلى أن تكلل مسعاها بتسجيل شهادتها الحيّة بمتحف المجاهد لمعسكر مؤخرا.

من مواليد 01 ماي 1940 بمدينة «سيق»، التحقت بصفوف جيش التحرير الوطني في سن الزهور، وهي لم تتجاوز 16 ربيعا، متأثرة بالنشاط الثوري لأسرتها التي قضى 23 فردا منها رجالا ونساء تحت وطأة التعذيب والملاحقة.

أمضت المجاهدة بن سليم نصيرة، ثلاث سنوات سجنا بين 1956 إلى غاية إعلان وقف إطلاق النار، حيث تنقلت في هذه الفترة من سجنها بين خمس معتقلات ومراكز تعذيب.

أولها مركز الاستنطاق بحي الكميل في وهران، لدى إلقاء القبض عليها في مركز لإيواء المجاهدين «القرمود» بوهران، بعد فشل عملية نقل الأسلحة والمؤن على متن شاحنة خاصة لنقل الخمور.

وتروي المتحدثة  لذاكرة الشعب أنها تعرضت للتعذيب باستعمال الكهرباء والماء بمركز استنطاق الكميل، في محاولة لانتزاع الحقائق منها لمدة 24 ساعة متواصلة دون جدوى، ثم تعود إلى مركز استنطاق سيق (مكان تواجد المستشفى القديم) من أجل محاولة استنطاق ثانية.

حولت المجاهدة بعدها إلى محتشد غيوسالا دو بـ «المالح» في عين تيموشنت، أين أمضت هناك ثلاثة أشهر، والتقت في هذا المحتشد بوالدتها واثنتين من زوجات أخواتها الملتحقين بصفوف الثوار نواحي “سيق”.

تقول المجاهدة نصيرة إنها اشتغلت رفقة النساء في المحتشد في صناعة الزرابي، وقد استغلت قوات المركز جهودهن لساعات طويلة دون أكل أو شرب أو ظروف إنسانية، غير أن الأعمال الشاقة كانت بالنسبة لنصيرة وباقي الأسيرات، أهون من التعذيب.

وبعد ثلاثة أشهر من قضاء عقوبتها، عادت المجاهدة نصيرة إلى مدينة «سيق» لتواصل نشاطها الثوري المكلفة به من قبل جيش التحرير الوطني، متمثلا في التنظيم والتجنيد وتوزيع المناشير.

غير أن رغبتها الجامحة في الالتحاق بالجبل، كانت أقوى، ودفعتها إلى البحث عن رفقاء الجهاد نواحي بلدية مقطع دوز، أين تمّت الوشاية بها، لتلقي قوات المستعمر القبض عليها، وتعيدها إلى مركز استنطاق «سيق»، ومن ثم إلى محتشد «المالح» الذي سبق أن أطلق سراحها منه.

تقول المجاهدة نصيرة: «لقد استنشقت رائحة مركبة «الجيب» في الطريق، وأحسست بقبضة في صدري..كان لدي حدس حقيقي أنني سأعود إلى السجن عن قريب»، لم يكن سهلا على المجاهدة تلقي أبشع أنواع التعذيب والمعاملة في سنها الذي بلغ 17 سنة وقتها.

غير أنها كانت مصرة على مواصلة مسيرتها، ومن محتشد المالح إلى مركز تعذيب كولان بـ»سيق» الذي يتسع لـ 100 معتقل، إلى مركز استنطاق (Periguo PC) بالمحمدية، وانتهى بها المطاف إلى حفرة عميقة مظلمة، كانت تستعمل لاستنطاق المجاهدين والمشتبه في صلتهم بالثورة المباركة.

فبقيت بها أياما وليالي لم تعلم تعدادها، قبل أن تحول مجددا إلى مركز عبور مسرغين بوهران ليفصل في أمرها، على أنّها عنصر خطير، فيتم تحويلها إلى معتقل تيفيشون بالبليدة، أين أمضت 13 شهرا وأطلق سراحها، ثم أعيد القبض عليها لتقضي فترة ثانية من 13 شهرا أخرى بمعتقل تيفيشون.

بهذا المعتقل، وجدت المجاهدة بن سليم ضالتها، و كان النشاط الثوري السياسي بهذا المعتقل مكتملا بوجود مجاهدات من مختلف مناطق الوطن، تذكر منهن المجاهدة ليلى الطيب.

تقول: “التقين في حجرات تفجرت فيها الفطنة والوعي السياسي، بل حتى إن أسوار هذا المعتقل وأسلاكه الشائكة لم تمنعهن من العمل الثوري، وإمداد المجاهدين بما أمكنهن تقديمه وهن أسيرات”.

وتروي المجاهدة أن وحشية السلطات الاستعمارية ابتداء من 1956 بلغت أوجها، بل راوحت عتبة الكلب، مستذكرة تشريد عائلة بن سليم من مزرعتها خلال هذه السنة بعد وشاية إيواء المجاهدين وإطعامهم.

وكان ذلك كافيا أن يؤجج دوافع جميع أفراد عائلتها في الالتحاق بصفوف الثورة، والاستشهاد في سبيل الوطن، في حين لقيت النساء مصير السجن والتعذيب في المعتقلات ومراكز الاستنطاق.

وتنوعت أساليب التعذيب وقتها بين الخفيف والشديد، وكان استعمال الكهرباء في التعذيب أكثر الطرق وحشية، تقول محدثتنا التي ذاقت منه الويلات على طاولات من صفيح أو اسمنت تمدد عليه عارية، مكتوفة اليدين والرجلين، ويرمى عليها ماء عفن كريه الرائحة، قبل أن يباشر الجلاد عمله بوضع سلك كهربائي على أكثر المناطق حسا بجسد فتاة لم تتجاوز سن المراهقة.

تقول المجاهدة «أكثر شيء أحمد الله عليه أنني لم أتعرض لاعتداء جنسي، لكن الأسوأ أن بني جلدتي كانوا يساعدون في التعذيب والاستنطاق الوحشي، وحتى أنهم حاولوا مرارا إحباط معنوياتنا وآمالنا في الحرية».

وأكثر ما تستذكره مجاهدتنا العظيمة، السّجينة المتمردة، رؤياها في المنام بمعتقل تافشين ليلة 27 من رمضان التي تنبأت بها بالاستقلال، وتحققت أياما قليلة في 24 مارس 1962.

تروي: «رأيت في منامي حجرة اعتقالنا تهتز وقد ملأها نور عظيم وصوت أفقت عليه يقول: الشهادة..السعادة..النصر والاستقلال.

وسوم : الاحتلال الفرنسي للجزائرالتعذيبالثورة الجزائريةالمجاهدة نصيرة بن سليم
سابقة

مغارات جبل “فلتان” بميلة شاهد على مجازر فظيعة

موالية

معتقل عين قرقور ..أصداء أنين الـشهداء ما تزال تـقرع الآذان..

أم الخير سلاطني

أم الخير سلاطني

مشابهةمقالات

تلميذ ينتج فيلما قصيرا عن الثورة
تاريخ الثورة

تلميذ ينتج فيلما قصيرا عن الثورة

2023-03-29
ربيقة يكرم المجاهدان طيباوي وركبة الشاهدان على معركة جبل ثامر
تاريخ الثورة

ربيقة يكرم المجاهدان طيباوي وركبة الشاهدان على معركة جبل ثامر

2023-03-28
ربيقة:  الاستلهام من تضحيات الشهداء لمعرفة قيمة الوحدة الوطنية
تاريخ الثورة

ربيقة: الاستلهام من تضحيات الشهداء لمعرفة قيمة الوحدة الوطنية

2023-03-28
إشتراك
الاتصال عبر
دخول
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
نبّهني عن
guest
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
الذاكرة

ذاكرة الشعب جريدة إلكترونية متخصصة في شؤون التاريخ والأبحاث ذات الصلة تصدر عن مؤسسة الشعب.

© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.

تطوير واستضافة شركة رانوبيت

لاتوجد
عرض كل النتائج
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
wpDiscuz
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط .