أبرز المشاركون في ندوة حول ذكرى مبايعة الأمير عبد القادر المنظمة اليوم الأربعاء بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (كراسك) لوهران أهمية رؤية الأمير عبد القادر للسلام، معبرين عن أملهم في أن تسود العالم.
يأتي هذا اللقاء المنظم من طرف المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة “جنة العارف” (مكتب وهران) ومركز البحث المذكور وكرسي اليونيسكو للأمير عبد القادر بالجزائر بمناسبة الذكرى الـ 190 لمبايعة الأمير عبد القادر وتزامنا مع الذكرى ال 68 لاندلاع الثورة التحريرية و ستينية الاستقلال الوطني.
وأشار الرئيس الشرفي للمؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة “جنة العارف” وشيخ الطريقة العلاوية، خالد بن تونس، إلى أن “رؤية الأمير عبد القادر للسلام وسط الإنسانية والتي جسدها عمليا بحمايته للمسيحيين في الشام ينبغي أن تسود العالم حاليا, خاصة و أن الظروف التي يمر بها العالم حاليا من صراعات وحروب وأزمات تجعله في أمس الحاجة إلى تطبيق هذه الرؤية”.
وأضاف أن الأمير عبد القادر “علم العالم”، من خلال سيرته أثناء قيادته للكفاح ضد الاستعمار الفرنسي أو خلال تواجده خارج الجزائر منفيا، كيف تكون للإنسان بصمة واثر لصالح الإنسانية و الشعوب مهما كانت اختلافاتها وترك ذلك ميراثا للأجيال.
ومن جهته أبرز مدير مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران، عمار مانع, أن دعوة الأمير عبد القادر للسلام المستوحاة من رؤيته الصوفية “تدوي في العالم, خاصة مع الأحداث التي تعيشها البشرية، مما يحتم العمل على إبراز القيم التي دافع عنها وعدم نسيان إسهاماته لخدمة الإنسانية”.
وأشار عصام طوالبي، من جامعة الجزائر 1 ورئيس كرسي اليونيسكو للأمير عبد القادر بالجزائر, إلى أن شجاعة الأمير عبد القادر وإقدامه خلال المعارك التي خاضها ضد المستعمر “جعلت العديد من الباحثين يهملون جانبا أخرا من شخصيته يتعلق بحبه للعلم والعلماء في كل التخصصات والميادين ورؤيته لضرورة فتح باب الاجتهاد وتجنب التقليد”.
وذكر نفس الجامعي أن الأمير عبد القادر دافع في كتابه “تذكير العاقل وتنبيه الغافل” عن الفلسفة و الفلاسفة ودافع عن أعمال العقل في كل الميادين العلمية بما فيها العلوم الشرعية ومواكبة العلماء للواقع و التطورات عبر الأزمنة وعدم الاكتفاء بتقليد السابقين.
من جهته، نوّه عبد الوهاب بلغراس بشخصية الأمير عبد القادر التي تميزت بخصال حميدة تربى عليها وسط عائلته وعلى يد شيوخه بأرزيو و وهران ثم زياراته إلى العديد من الأماكن داخل الجزائر وخارجها و منها الحجاز والعراق والشام ولقاءاته بالعلماء والقادة وشيوخ الطرق الصوفية.
وقدّمت فاطمة دهام العضوة بالمؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة “جنة العارف” عرضا عن مشروع التربية لثقافة السلام التي تعده ذات المؤسسة بالتعاون مع باحثين جزائريين وأجانب.