أكد مشاركون في ندوة بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و التاريخية بوهران، اليوم، أن نفي المستعمر الفرنسي لآلاف الجزائريين قسريا نحو مناطق في أقصى الأرض يعد إحدى أبشع الجرائم الاستعمارية.
أبرز الباحث في هذا المركز، إيدير حاشي، خلال هذه الندوة أن لجوء الاستعمار الفرنسي إلى سياسة الإبعاد القسري للثوار الجزائريين و قادة المقاومات عن الجزائر والنفي نحو مناطق في أقصى الأرض مثل غويانا و كاليدونيا الجديدة، بداية من منتصف القرن الـ 19 وحتى منتصف القرن الـ 20 كان من أشد أنواع الجرائم التي ارتكبها في حق الجزائريين بهدف إخضاع الجزائريين و إخماد ثوراتهم.
و أشار حاشي إلى، قيام المستعمر الفرنسي بنفي وإبعاد قادة ورموز المقاومات التي توالت بمختلف جهات الوطن بداية من مقاومة الأمير عبد القادر ثم مقاومة أولاد سيدي الشيخ وبوعمامة و مقاومة الزعاطشة و المقراني، وغيرهم نحو فرنسا في البداية ثم إلى مناطق أخرى بعيدة مثل غويانا وكاليدونيا الجديدة ومنطقة دوبوك في القرن الإفريقي وغيرها لاعتقاده أن المقاومات ستتوقف بمجرد إبعاد قادتها وهو ما لم يتحقق له.
20 ألف جزائري أبعدوا إلى غويانا
وأضاف الباحث أن التقديرات تشير إلى تعرض 20 ألف جزائري بعد محاكمات صورية وشكلية للإبعاد نحو منطقة غويانا للقيام بالأعمال الشاقة.
وأبعد حوالي 2000 جزائري نحو كاليدونيا الجديدة ناهيك عن تعرض أعداد كبيرة لم يتم إحصاؤها للنفي بمناطق مختلفة بفرنسا وخاصة جزيرتي سانت مارغريت وكورسيكا، ومدينتي تولون وسات إضافة إلى إبعاد عدد أخر نحو منطقة دوبوك في القرن الإفريقي.
و أشار المتدخل إلى إمعان السلطات الاستعمارية في الإساءة للجزائريين المبعدين عن أراضيهم بمنعهم من العودة إليها حتى بعد انتهاء المدة المحكوم بها عليهم، ما دفع عدد كبير منهم إلى التمسك ببعض العادات والتقاليد وتوريثها لأبنائهم.
و أبرز الباحث في التاريخ، محند عامر عمار، أن سياسة النفي والإبعاد القسري للجزائريين عن وطنهم صاحبها استيلاء المستعمر الفرنسي على ممتلكاتهم وأراضيهم،و شكلت وسيلة لتوفير يد عاملة بمناطق مثل كاليدونيا الجديدة والتي لا يمكن توجيه الفرنسيين إليها لبعدها.
و ذكرت الأستاذة سميرة نجادي من المركز نفسه، أن الرحلات التي نظمتها السلطات الاستعمارية في إطار عمليات الإبعاد القسري والنفي عن الجزائر كانت شاقة توفي خلالها مئات الجزائريين قبل الوصول إلى المنفى