أكد المجاهد والمؤرخ العربي الزبيري، أن الحاج أحمد باي رجل عظيم قام بمسؤوليات كبيرة في الجزائر ووهب نفسه لبلده.
اعتبر الزبيري مقاومة أحمد باي استمرارية للدولة الجزائرية، في مداخلة بعنوان “الحاج أحمد باي واستمرارية الدولة الجزائرية”، اليوم، بالمتحف الوطني للمجاهد.
واستشهد المؤرخ بمقولة أحمد باي: “ليس لي وطن غير الجزائر، وليس لي دين غير الإسلام، وليس لي لغة غير العربية”.
واستعرض زيبري نسب أحمد باي، أمه ابنة قانا وأبوه كان دايا بالقل لذلك كان يسمى أحمد القليل.
وفي معرض مداخلته تحدث المحاضر عن “تاريخ الجزائر قبل الإحتلال الفرنسي والتي كانت دولة عظمى بها مؤسسات ومعترف بها داخليا وخارجيا، على عكس من يدعي من الحاقدين أننا لم نكن دولة”.
وأشار إلى أنه حين تأسست الجمهورية الفرنسية في 1793 لم تعترف بها الدول الأوروبية، والجزائر التي كان يحكمها الداي بابا أحسن اعترفت بها عبر بيت الخلافة آنذاك الذي كان منضما للدول الأوروبية.
واستند في ذلك إلى وثيقة الإعتراف التي تقول :”نحن نقيم نظامكم لأنه صادر عن الإرادة الشعبية، ونحن نحترم الإرادة الشعبية، ولذلك فإننا نعترف به ونضمن لها الحماية السياسية والعسكرية والاجتماعية”.
وتأسف الزبيري لأن شخصية أحمد باي لم نعطها حقها حتى الآن، وهو من أكبر قادة المقاومة الشعبية، دوّخ فرنسا، واعترف له كثير من الجنرالات بالدهاء العسكري.
وقال المؤرخ: “إذا كان المؤرخون الغربيون لم يعطوا له حقه، قاصدين بذلك تشويه التاريخ الجزائري المجيد، من واجبنا نحن إزالة الغبار عن هذه الشخصية وغيرها من أمثال ابن سالم، ابن علال، حمدان خوجة، بورزاق، بومعزة، بوبغلة.. حتى تخرج من طيات النسيان تلك الصفحات الخالدة التي كتبوها بدمائهم لنستوحي منها طريقنا نحو حياة أفضل”.
مقاومتا أحمد باي والأمير عبد القادر مثلت المقاومة المنظمة
وأكد الدكتور مزيان سعيدي، في مداخلة بعنوان “حقيقة العلاقة بين أحمد باي والأمير عبد القادر وآثارها على مقاومة الزعمين”، أن مقاومتا أحمد باي 1832-1848، والأمير عبد القادر 1832-1847، مثلت مرحلة المقاومة الشعبية المنظمة للإستعمار الفرنسي في الجزائر.
وتساءل لماذا لم يتحد الزعيمان عند مجاهدتهما للإستعمار الفرنسي، وأوضح أن المتمعن في جوهر السؤال يجد أن ثمة قواعد منهجية أكاديمية لابد من مراعاتها عند الإجابة عنه بالشرح والتحليل العلمي الدقيق، وأبرز أن التاريخ يفسر وفق ما وقع وليس مثلما نحب أن يقع.
وقال: “لو فسرنا الحدث التاريخي وفق معطيات الحاضر ومقاربات الواقع المعاش لدخلنا في مزالق كبيرة ومطبات عديدة، لقد تحكمت ظروفا تاريخية في تفسير طبيعة العلاقة بين القائدين الرمزين، لا يفهم خباياها إلا المؤرخ المتمرس والباحث الحصيف”.
وأكد أن “الرجلين أبلى كلاهما بلاء حسنا ورفعا لواء الجهاد وحاولا إحياء الدولة الجزائرية وفق مواصفات ومرتكزات ومعالم خاصة، أهلهما لذلك توفر الأهلية القيادية العسكرية عند الزعيمين واكتسابهما حنكة سياسية ودبلوماسية فذة في التعامل مع المجتمع الجزائري وفق تركيبته في القرن 19م، ومع الدولة الإستعمارية والدول العربية والإسلامية والعالم العربي”.