شدد باحثون وأساتذة مختصون في التراث الإسلامي من الجزائر و خارجها،أمس، على ضرورة جمع وتثمين التراث العلمي والفكري للإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي، لإحياء تراث و ذاكرة هذه الشخصية الجزائرية الفذة، وإنشاء مركز للبحوث الإفريقية يحمل اسم الإمام المغيلي للتعمق في البعد الإفريقي لفكره.
دعا المشاركون في ملتقى الجزائر الدولي”الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي: الحوكمة واستقرار المجتمعات الإفريقية ووحدتها”، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، إلى جمع التراث الخاص بهذه الشخصية الجزائرية الرائدة من مخطوطات موزعة، عبر العديد الدول وتسليط الضوء على فكره السياسي و الاقتصادي.
وفي هذا الإطار وجه الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى، بوزيد بومدين، نداءا لمختلف الزوايا بالجزائر و إفريقيا وغيرها من مناطق العالم التي زارها الإمام خلال رحلاته العلمية لجمع و تثمين المخطوطات الموجودة لديها و حمايتها و العمل على رقمنتها لتكون مادة علمية للطلبة الباحثين.
وأبرز بوزيد ضرورة العمل على تأسيس مركز للدراسات الإفريقية يحمل اسم الإمام المغيلي لجمع ذاكرته ومخطوطاته و تخصيص متحف له لجمع مقتنياته وآثاره، و إستحداث مسار سياحي يتقفى أثر مسار الإمام لتعميق البعد الإفريقي الذي شكل محور فكر الإمام المغيلي.
أكد الباحث في التراث ومدير المكتبة الوطنية الجزائرية، منير بهادي، على ضرورة جمع تراث العلامة الموزع عبر العديد من مناطق العالم.
وأشار إلى أن وسائل الترميم الحديثة للمخطوطات، تسمح بحفظ جيد لهذه الذاكرة الوطنية لتكون متاحة بسهولة للباحثين.
وذكر الدكتور بهادي أن أهمية مخطوطات الإمام المغيلي، تكمن أنها نصوص راهنية في موضوعات مختلفة حيث عاش في فترة تاريخية غير مستقرة على جميع الأصعدة، ومارس الإصلاح الديني بمنهج وسطي معتدل، و واجه مشاكل اضطرته لإيجاد حلول وممارسة الاجتهاد بشكل كبير.
اعتبر الباحث عثمان أبو بكر معاذ، من جامعة كانو النيجيرية، أن تراث المغيلي نتاج عبقري يعكس البعد الإفريقي في فكره و نبوغه في مجالات عديدة، في حين اقترح الباحث العيد جلولي، إنشاء فريق بحث لجمع تراثه الموزع في خزائن الزوايا والمتاحف لتحقيقها وفهرستها وتثمينها.