نظمت جمعية أصدقاء منحدر لوني أرزقي، زيارة إلى متحف علي لابوانت بالقصبة، اليوم السبت، بحضور السلطات المحلية والكشافة الإسلامية، ومجاهدي العاصمة، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد.
اعتبر رئيس بلدية القصبة، عمار جتيلة، اليوم الوطني للشهيد محطة من محطات الذاكرة الجزائرية، ونوه بدور جمعية ارزقي لوني والمتعاملين معها، في تخليد ذكرى الشهداء، وقال أنهم قدموا عمل جليلا لهؤلاء الشهداء أساطير الجزائر، على حد تعبيره.
وأضاف: ” هذا اقل واجب منا لتخليد ذكراهم لزرعها في الأجيال القادمة”.
وقال الوالي المنتدب للعاصمة، إن الإحتفال بيوم الشهيد يحمل معنى من عمق تاريخ الجزائر، والثورة التحريرية يشهدها العالم أنها من اكبر الثورات في عالمنا الجديد.
وأضاف: ” فيه شهداء منذ 1830 تاريخ بداية الاحتلال الفرنسي، الذي أراد أن تكون الجزائر فرنسية، ولكن بفضل رجال تعهدوا أن تحيا الجزائر، واليوم ننعم بفضلهم باستقلالنا وبوطنيتنا وبروحنا، الجزائر غالية علينا”.
قال رئيس الجمعية، لونيس ايت عودية، في تصريح لـ”ذاكرة الشعب”، أن الجمعية تحي اليوم الوطني للشهيد سنويا لتذكير الأجيال بتضحيات السلف ليكونوا خير خلف، حيث نظمت وقفة ترحم على شهداء القصبة، الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل استرجاع السيادة الوطنية، إضافة إلى الأوروبيين، الذين امنوا بالقضية الجزائرية وحملوا السلاح إلى جانب الجزائريين لمحاربة الإستعمار الفرنسي.
وأبرز أن شعار الجمعية ضد النسيان، تخليد الذاكرة والتاريخ والمرجعيات والمعالم التاريخية لتقتدي بها الأجيال الصاعدة والشباب، لأن المستقبل للشباب، الذي إذا لم يعرف ذاكرته وتاريخ بلده فانه سيتوه.
وأوضح لونيس أن هذا الاحتفال لنستذكر 7 شهداء، الذين ضحوا وهم من الأولين من الحركة الوطنية، وأشاد بمبادرة رشيد أرزقي، الذي أنجز صوره لشهداء القصبة وكل واحد بنبذة تاريخية، حتى تبقى خالدة إلى الأبد في ذاكرة الأجيال، وضعت في متحف علي لابوانت، وكل من يزور المتحف يمكنه التعرف على نضال هؤلاء الشهداء.
وعن الجمعية، قال محدثنا أنها تحمل اسم دربوز لوني ارزقي للقصبة، وهو مجاهد بالعاصمة له شجاعة فوق العادة ألقت السلطات الاستعمارية القبض عليه، وعذبته اشد العذاب في سركاجي، توجه إلى الموت بخطى ثابتة، واستشهد بشجاعة.
وأشاد أيت عودية، بتضحيات أصدقاء الثورة، منهم المناضلة اني ستينر، التي كانت صديقة الجمعية وتزورها كلما وجهت لها الدعوة، وعلى اتصال يومي برئيسها. وقال: “سنوات طويلة أي 15 سنة وأني ستينر تأتي للجمعية وأنا أزورها في منزلها، كانت تتصل بي يوميا، ضحت بنفسها من أجل استقلال الجزائر”.
وأضاف رئيس الجمعية، أن أني ستينير، متواضعة عندما يسألها عن نضالها، كانت فتاة تعيش حياة رغدة مع والديها البروفيسور في البيانو، لكن عندما التحقت بالمدرسة في سن 6 سنوات وشاهدت التمييز بين الأوروبيين والجزائريين، ومعاناة التلميذات الجزائريات، زرعت فيها الروح الوطنية وانتفضت ضد هذا الظلم الاستعماري، وفرحت كثيرا عندما سمعت باندلاع الثورة، وقررت الالتحاق بالثورة، لتحارب الجيش الفرنسي رفقة المجاهدين.
وأشار إلى أن أني ستينر، كانت متزوجة بسويسري ولديها بنتين، لكن زوجها طلقها، وانتزع منها ابنتاها. بقيت وفية في الجزائر إلى أن ماتت بالأرض، التي ناضلت من أجل تحرير شعبها من ظلم الاستعمار الفرنسي.
وقال رئيس جمعية أصدقاء منحدر لوني أرزقي، أن من أمثال أني ستينر كثر منهم فرناند ايفتون، الذي تقدم نحو المقصلة بثبات يستقبل الموت بفرح، أعطى حياته لتحرير الجزائر.