أبرز المشاركون في الملتقى الدولي حول “تاريخ ومكانة مدينة وهران في حوض البحر الأبيض المتوسط عبر العصور”، المنظم بداية من هذا الأربعاء بعاصمة غرب البلاد العمق التاريخي الهام لمدينة وهران، التي تحتفل اليوم بمرور 11 قرنا على تأسيسها.
أشار الأستاذ بوباية عبد القادر، مدير مختبر تاريخ الجزائر التابع لجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة”، إلى أن منطقة وهران كانت مأهولة بالسكان في أزمنة موغلة في القدم إلا أن تأسيسها كمدينة يعود إلى 290 هجرية الموافق ل 902 و903 ميلادية على يد البحارة الأندلسيين، وذلك خلال هذا اللقاء المنظم بمناسبة الذكرى الـ 1120 لتأسيس وهران والذكرى الـ 231 لتحريرها من الاحتلال الإسباني وتزامنا مع ستينية الاستقلال.
وأوضح بوباية، أن المدينة شكلت بوابة للدولة الأموية في الأندلس نحو مناطق الشرق الاسلامي بالنظر لموقعها التجاري المهم وقد بنيت في الموقع، الذي يحتضن حي “سيدي الهواري” حاليا وقد كانت في قلب الأحداث التي عاشتها الجزائر في مختلف العصور.
من جهته، أكد أستاذ التاريخ الوسيط، محمد بن معمر، أن وهران من المدن القليلة التي نشأت في بداية القرن العاشر الميلادي واستطاعت الاستمرار والنمو حتى العصر الحديث.
وأرجع الباحث، صمود وهران و استمرارها عبر الزمن إلى قيمتها التجارية الكبيرة و أهمية مينائها كمنفذ للتجارة و التبادل مع المناطق الأخرى، وهو أمر جعل المسيطرين عليها في كل مرة يعيدون بنائها من جديد بعد كل عملية تدمير أو حرق تتعرض لها.
ولفت الأستاذ محمد بوركبة ، رئيس قسم الحضارة الاسلامية بجامعة وهران 1 ، إلى الدور الكبير الذي أداه جيش الطلبة في تحرير وهران من الإحتلال الإسباني ضمن الجيش، الذي أسسه الباي محمد بن عثمان الكبير في 1792 حيث شاركت كتيبة متشكلة من حوالي 800 عنصرا تضم طلبة القرآن الكريم والعلوم الشرعية من مناطق معسكر ومازونة و غليزان و تيارت وتلمسان وغيرها من مدن غرب البلاد في تحرير وهران.
وأشار الاستاذ بوركبة، إلى استشهاد حوالي 500 عنصرا من جيش الطلبة، الذي كان يقوده أبو طالب المازوني، و أبي راس الناصري، و ابن سحنون الراشدي، في معركة تحرير وهران، التي استمرت شهرا كاملا وكانوا يقومون أيضا بتحفيز بقية الجنود من الجيش النظامي والمتطوعين من خلال تلاوة القرآن الكريم ليلا والمواعظ وغيرها.
وتطرق الاستاذ محمد بلحاج، من قسم التاريخ بكلية العلوم الإنسانية والعلوم الاسلامية بجامعة وهران 1، الى دور الفدائيين بمدينة وهران في مواجهة المستعمر الفرنسي وعصابات منظمة الجيش السري الفرنسية الارهابية خلال الثورة التحريرية المجيدة.
وتولى الفدائيون أيضا مواجهة مخططات منظمة الجيش السري الفرنسية، التي كانت تحاول فرض سيطرتها على منطقة وهران بعد يقينها من أن استقلال الجزائر سيتحقق في 1962، وفق المحاضر.
وينظم هذا الملتقى الدولي على مدار يومين من طرف مختبر تاريخ الجزائر بكلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة”، بالتنسيق مع المتحف العمومي الوطني “أحمد زبانة” لوهران، بمشاركة أساتذة و باحثين من الجزائر وتونس و مصر وإسبانيا.