استحضرت وهران اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ 61 للاعتداء المزدوج بالسيارة المفخخة الذي ارتكبته المنظمة المسلحة السرية الإرهابية الفرنسية، يوم 28 فبراير 1962 بساحة “الطحطاحة” بقلب الحي الشعبي المدينة الجديدة.
توجهت السلطات المحلية والأسرة الثورية، بالمناسبة الى النصب التذكاري المشيد بموقع هذا الاعتداء الإجرامي، أين وضع إكليل من الزهور والإستماع للنشيد الوطني وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء ضحايا هذا الفعل الهمجي الجبان، الذي أودى بحياة أزيد من 80 شخصا وإصابة المئات.
وقد ارتكبت المنظمة المسلحة السرية الفرنسية هذه الجريمة بسيارتين مفخختين يوم الأربعاء 28 فبراير 1962 عصر يوم الـ23 من شهر رمضان المعظم، حيث كانت ساحة “الطحطاحة” مكتظة بالجزائريين، الذين كانوا يقتنون مستلزماتهم قبل الإفطار، مثلما أشار ل /وأج المجاهد وابن الشهيد، عمار سبيع.
وتذكر المجاهد سبيع، الذي كان متواجدا بعين المكان، وقائع هذه الجريمة الشنعاء في حدود الرابعة و55 دقيقة مساء وهو في السن الـ 22 ربيعا في محاولة يائسة من المنظمة المسلحة السرية لإعاقة مسار تاريخي لا رجعة فيه ألا وهو استرجاع السيادة الوطنية.
وأبرز المتحدث، أن هذه المنظمة الإرهابية نفذت هذا الاعتداء بتفجير سيارتين مفخختين تحملان أكثر من 1 قنطار من المتفجر ات إحداهما بساحة “الطحطاحة” والأخرى أمام محل محاذي لبيع الحلويات الشرقية، والذي كان مكتظا بالزبائن ما أدى الى سقوط 80 شهيدا وتسجيل مئات الجرحى منهم 105 في حالة حرجة.
وأشار المجاهد سبيع، إلى أن هذا الاعتداء كان أكثر دمويا في تلك الفترة وشكل مشهدا مروعا لا يمحى من الذاكرة بسبب تناثر الأشلاء المترامية والتصاقها بالجدران والجثث المتفحمة في كل مكان للأطفال والنساء والرجال العزل.
وتبقى هذه الجريمة، التي ارتكبتها المنظمة الفرنسية الإرهابية أحد أبشع الاعتداءات بغرب البلاد، والتي جاءت قبيل بضعة أسابيع من الإعلان عن وقف إطلاق النار تمهيدا لإعلان إستقلال الجزائر.