أحيت ولاية سكيكدة، اليوم الخمبس، الذكرى الـ 66 لمعركة واد زقار الكبرى بتاريخ 11 ماي 1957، ببلدية عين قشرة، وبحضور الممثل الشخصي لوزير المجاهدين وذوي الحقوق، وممثلين عن الأسرة الثورية والسلطات المدنية والعسكرية.
خلدت هذه الذكرى بالوقوف أمام النصب التذكاري للمعركة، للترحم على أرواح الشهداء، واستذكار مآثر الشهداء، وأبرز رئيس بلدية عين قشرة، في كلمته أهمية الاحتفال بهذه الذكرى التاريخية وترسيخها لدى الأجيال وأهم المحطات، التي ميزت المعركة التاريخية وأهدافها ونتائجها في مسار تحقيق الاستقلال.
أكد بلغيث، في مداخلته الموسومة ب “كتابة تاريخ الثورة بين الشهادة الشفوية والوثائق الأرشيفية”، هلى هامش الإحتفال بذكرى معركة واد زقار، أنه يستوجب توثيق الشهادات الحية من المجاهدين والأشخاص، الذين عايشوا مختلف الأحداث التي وقعت إبان ثورة نوفمبر المجيدة.
وأشار المحاضر، إلى أهمية توثيق الشهادات الشفوية، وإعتبر إياها الكنز الذي سيحفظ الذاكرة التاريخية.
وأبرز بلغيث أيضا أن الشهادات تشكل الأرشيف، الذي يعتمد عليه الباحثون والمؤرخون في دراساتهم، وأوصى بتفادي الاستعانة بأي وثائق تاريخية قبل معرفة السياق، الذي كتبت فيه.
معركة واد زقار الكبرى، حسب المصادر تاريخية، من بين أهم المعارك الكبرى التي وقعت بالولاية التاريخية الثانية، والتي أعطت للعدو درسا في البطولة والفداء، ونظرا لنجاحها التام وتأثيرها على الجيش الفرنسي، مقابل الأثر النفسي الذي تركته على المجاهدين برفع معنوياتهم.
وبحسب شهادات عدد من مجاهدي المنطقة التاريخية الثانية، أن معركة وادي زقار الكبرى، حتى وإن تميزت بطابعها الفجائي، إلا أنها تعد امتدادا لمعركة أخرى تاريخية شهدتها المنطقة.
وأوضحت الشهادات، أن مجاهدي المنطقة دمروا قافلة تموين عسكرية عن آخرها كانت مدججة بالعتاد والسلاح، وأخذ المجاهدون أماكنهم على طول الطريق الوطني من قنطرة زقار، إلى زيتونة بوغابة، بمحاذاة منعرجات الوادي على طول 1 كلم، بمنطقة عين قشرة، وذلك ابتداء من الساعة الثانية صباحا إلى غاية الرابعة زوالا.
ونصب فيلق جيش التحرير الوطني المكون من حوالي 300 مجاهدا، على رأسهم بوعلي مسعود، دخلي مختار، رابح بلوصيف، وعيسى عبد الوهاب، كمين لقافلة عسكرية فرنسية للتموين كانت تنقل الذخيرة، إضافة إلى سبع دبابات، وسبع سيارات عسكرية وفقا لشهادات مجاهدين ممن عاشوا فصول تلك المعركة التي خلدها التاريخ.
والمعركة أسفرت بعد 20 دقيقة من الاشتباكات، عن تدمير قافلة التموين العسكرية، عن آخرها كانت مدججة بالعتاد والسلاح، واسترجاع عديد الأسلحة والرشاشات الثقيلة، وقتل 100 جنديا فرنسيا، وأسر جنديا، ولم تلحق المعركة خسائر بشرية بصفوف المجاهدين.
وكان الرد قاسيا، في اليوم الموالي، من قبل جيش المحتل الفرنسي، بتدمير قرى ومداشر وإحراق المنازل، وقتل المدنيين ومواشيهم، وإعلان منطقة عين قشرة منطقة محرمة، حسب شهادات مجاهدي المنطقة.
بالمناسبة، كرم كل من المجاهد علي سعيود، والمجاهد سعد جوامع، وابن الشهيد بوجمعة بريهوم وعدد من ممثلي الأسرة الثورية ببلدية عين قشرة.