يتحدث المجاهد والكاتب محمد زروال، لـ”ذاكرة الشعب”، عن نضاله في منطقة النمامشة، بعد خضوعه لتدريب عسكري رفقة زملائه بمدرسة المشاة في القاهرة، وكيف كان الشهيد مصطفى بن بولعيد، يسعى جاهدا لتوفير السلاح للولاية الأولى التاريخية، وتفاصيل أهرى تطالعونها في هذا الحوار.
كنا نتلقى تعليما تقليديا وحديثا بمعهد ابن باديس
درست في معهد بن باديس، في وقت كان معقلا لمقاومة الإستعمار باللغة والهوية والتاريخ، حدثنا عن دراستك به ؟
انتقلت إلى معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله، في 1953 قادما من مدينة الشريعة، تلقيت التعليم فيه سنتين دراسيتين، وقد كان التعليم في هذه الفترة يتأرجح بين الدراسة التقليدية والحديثة ، ولكنه كان يعد على العموم تكوينا ثقافيا، أهلنا لأن نتفتح على العصر الذي نعيش فيه.
البداية كانت من القاهرة عندما أرسلت في بعثة عسكرية، حدثنا عن هذا الجانب والظروف المحيطة به؟
6 أشهر للتدرب على حرب العصابات وفن القتال
أرسلت في بعثة عسكرية أوفدتها الثورة الجزائرية إلى القاهرة، للتدرب على الأسلحة وحرب العصابات وكان هذا في 12 جانفي 1958، وكان العدد الإجمالي لهذه البعثة ستة وثلاثين (36) شابا، كلهم مثقفون ثقافة عربية.
عندما وصلنا إلى القاهرة عينتنا القيادة الثورية لتلقي التدريب في مدرسة المشاة في مطار ألماظة في مصر الجديدة، التي تدربنا فيها مدة ستة أشهر على حرب العصابات وفن القتال، والتدرب على الأسلحة تفكيكا وتركيبا ورميا في الميدان، ثم إنتقلنا إلى قطاع /فايد، أين تلقينا تكوينا مركزا في التربية البدنية، وبذلك تكون المدة التي قضيناها في التدريب في القاهرة عشرة أشهر، ثم رجعنا إلى الحدود الشرقية، فإلتحق كل واحد منا بإحدى الوحدات القتالية في هذه المناطق المتخمة للأراضي التونسية.
كان الهجوم في هذه الفترة شديد التركيز على مراكز العدو، وقد واصلنا مهمتنا الثورية إلى أن وقع توقيف القتال في 19 مارس 1962.
ما هو مصير الشبان، الذين تدربوا معك بالقاهرة في عهد الإستقلال؟
عندما أظلنا الإستقلال، فإن بعضهم استشهد في الحدود الشرقية، وبعضهم الآخر واصل مهمته الثورية العسكرية في الحدود الشرقية إلى أن أدركه الإستقلال، وواصل أداء مهامه الثورية في إطار الجيش الوطني الشعبي، الذي تقلد فيه البعض منا مسؤوليات سياسية وعسكرية في أعلى المستويات. ومنهم من لم يسعفه الحظ وبقي على بساطته في الحياة لم يلق أي منصب من المناصب.
كيف واجهت الثورة مشكلة السلاح في الولاية الأولى التاريخية الأوراس- النمامشة؟
الولاية الأولى (الأوراس- النمامشة) تعد المركز الرئيس في تسليح نفسها وتزويد غيرها من الولايات بالسلاح، فقد شحن مصطفى بن بولعيد رحمه الله، سيارته الخاصة بالأسلحة صحبة بشير شيهاني قادمين من الأوراس إلى غاية الولاية الثانية والثالثة قبل اندلاع الثورة.
وكانت هذه الأسلحة يشتريها مصطفى بن بولعيد، من الحدود الليبية وينقلها على ظهر الجمال ليخزنها في جبال الأوراس، فهو بهذه الطريقة جمع الكثير من الأسلحة تفجرت بها الثورة.
معركتان مهمتان هما أم الكماكم والجرف، كان لهما أثر بالغ لدى الجزائريين والمستعمرين، كيف تراهما، اليوم؟.
معركة الجرف معركة عسكرية حاسمة في الثورة الجزائرية
معركة الجرف معركة عسكرية حاسمة في الثورة الجزائرية، شديدة الحسم أحدثت صدمة كبيرة في الفكر العسكري الفرنسي، ولذلك فإنها تدرس اليوم في المعاهد العسكرية الفرنسية، الجرف كانت نتيجة لمعارك سبقتها هي التي هيأت الظروف والأسباب لنجاح هذه المعركة.
معركة أم الكماكم وقعت ناحية الشريعة بولاية تبسة في صائفة رمضان الموافق لشهر جويلية 1955، كان الجو حارا، دارت المعركة في مكان اسمه أم الكماكم لهذا سميت بإسمه، مما أذكره عن هذه المعركة أن مناضلا اسمه صالح بن جهادي، كان يملك بندقيتين حربيتين نوع قاران من صنع إنجليزي، كل واحدة تسمى ثموني، لأنها ترمي ثماني رصاصات، وكان المجاهدون قد طلبوا منه أن يسلمهما.
لكنه رفض ذلك، بل هدد المجاهدين بأن أي احد منهم تحدثه نفسه بأخذها منه عنوة واقتدار، فإنه سيفجره برصاص أحدى البندقيتين. علما أن المناضل صالح بن جهادي، كان يحب بندقيتيه حبا شديدا ويحافظ عليهما حفاظا كبيرا.
وعندما وقعت معركة الجرف وحمى وطيسها واشتد لهيبها بين المجاهدين وعساكر الجيش الفرنسي، أعجب الرجل ببسالة المجاهدين وصبرهم وشدة جلدهم، وندم لأنه لم يسلمهم البندقيتين، عندئذ ركب فرسه وحملالبندقيتين، وكثيرا من الكسرة واللبن، وذهب إلى المجاهدين في المعركة.
وعندما وصل إليهم قال:” إنني لم أكن أعتقد أنكم تواجهون فرنسا وتقاتلونها بمثل هذه الشجاعة، فلم أسلم إليكم البندقيتين، أما وقد شاهدت بأم عيني هول المعركة وشدتها وصمودكم فيها، فإني أهديكم البندقيتين”.
ما أكبر المجازر، التي ارتكبت في منطقة النمامشة ؟
جرائم الحكومة الفرنسية في النمامشة (تبسة)، هي جرائم بشعة فظيعة ارتكبت في الشرق، الغرب، الشمال وفي الجنوب، بالأسلوب نفسه والطرائق الوحشية التي اشتهرت بها فرنسا، لا يوجد تفاضل بين أي منطقة سواء في التعذيب أو الإبادة الجماعية، الجزائريون كلهم تعذبوا عذابا نكرا.
حدثنا عن رسالة مصطفى بن بولعيد، إلى نائبه بشير شيهاني، ما دلالتها في انطلاقة الثورة، وكيف كان المقربون من بن بولعيد يرونه؟
الظروف التي جعلت سي مصطفى بن بولعيد، يرسل هذه الرسالة إلى مسؤولي النمامشة هي أن بن بولعيد، كان في مدينة الرديف بالقطر التونسي في طريقه إلى ليبيا لجلب السلاح، علم أن هناك جماعة من النمامشة في مدينة الرديف، يبحثون عن السلاح لشرائه، وكان على رأس هذه الجماعة شخص يدعى عمر البوقصي.
اتصل بن بولعيد، بهذه الجماعة للإستفسار عن سبب شرائهم للسلاح، فثار البوقصي في وجهه، لكن حين علم بأنه مصطفى بن بولعيد، (هذا الأخير تمالك نفسه أمام هذا التصرف)، سلم أمره ورد عليه بأنهم من النمامشة بتبسة يشترون السلاح للقيام بالثورة في منطقة النمامشة، فقال له بن بولعيد :”الأوراسيين والنمامشة عنصر بشري وجغرافي واحد ليس بينهم فرق”، وكان مما قاله لهم:” عندما تعودون إلى ناحية تبسة محملين بالسلاح، الذي تشترونه فقسموه بينكم وبين الأوراسيين، وإني أحملكم هذه الرسالة لتبلغوها إلى بشير شيهاني، المدعو سي مسعود”.
كانت الرسالة تنصح بشير شيهاني، ببذل قصارى جهده في تنظيم أفواج المجاهدين بالنمامشة، والذين لا يزالون لا يحسنوت الكيفية الصحيحة لتشكيل مجموعاتهم القتالية، حدث هذا في فيفري 1955.
في هذا التاريخ ألقي القبض على بن بولعيد، في الحدود الليبية.
وللأسف استشهد مصطفى بن بولعيد، بعدها و الرسالتان اللتان أرسلهما بن بولعيد إلى الولايتين الثانية والثالثة، فحواهما أن الوقت قد حان لعقد اجتماع عام يضم قادة المناطق الخمسة لدراسة ما توصلت إليه الثورة من نتائج وان هذا الإجتماع يجب أن ينعقد في سوق أهراس، لأنه مكان آمن وقريب من الأراضي التونسية، وأنه في حالة اكتشاف أمرهم يتوغلون في التراب التونسي ولا يمكن إلقاء القبض عليهم.
لكن فكرة بن بولعيد، لعقد اجتماع ماتت بموته والفكرة فيما بعد تبناها زيغود يوسف، أرسل للولاية الثالثة لعقد اجتماع فوافقت، و أصبح يعرف بمؤتمر الصومام، هذا الأخير وقع في ظروف حربية شديدة العسر ولكن المنطقة الثالثة أنجحت مؤتمر الصومام بحيث أن فرنسا لو اكتشفت انعقاد المؤتمر في الولاية الثالثة، لقتل قادة الثورة.
فالفضل يعود إلى الولاية الثالثة التي احتضنت مؤتمر الصومام وحافظت عليه حفاظ الرجال إلى أن أكمل أعماله، و تمخضت عن تلك الأعمال نتائج طيبة هي التي كانت حافزا للثورة في أن تسير مسيرتها التي قادتها إلى توقيف
كيف كان المجاهدون يصومون في شهر رمضان ؟
كان المجاهدون في حل من أمرهم، من أراد منهم أداء شعيرة الصوم كان له ذلك، ومن أراد الإفطار كان له ذلك أيضا، والملاحظ أن الكثير من المجاهدين الذين أفطروا في رمضاناتهم أثناء الثورة قد صاموا ما ترتب عليهم من إفطار فرضته عليهم ظروف الحرب، بعد الإستقلال.
كان المجاهدون يأكلون مما يأكل الشعب، الكسرة، الكسكسي ،البودشش ،الرغدة ،اللبن، الدهان، لحم الغنم، من بين الأمور التي أدخلتها الثورة الجزائرية في أفراد الشعب الجزائري هو المبالغة في الكرم، الجزائريون مشهورون بالكرم، لكن الثورة لأنها تعيش وسط الشعب، هذا الأخير هو الذي يقدم الأكل وكل ضروريات الحياة للمجاهدين، ما زاد الشعب حماسة في الإنفاق، الذي يملك معزة أو شاة يذبحها للمجاهدين.
ومما يروى أن بعض المجاهدين قالوا للأزهر شريط، من مجاهدي ولاية تبسة، ذات يوم، :”يا بابانا كيف يمكننا أن نتغلب على فرنسا وهي تملك من القوة ما ليس وصفه سبيل، ألا ترى أننا عطشى جياع نأكل العشب إن وجدناه، ويشرب الواحد منا بوله عندما يشتد به العطش، في حين فإن طائرات الجيش الفرنسي، تنزل عليه الأكل والماء واللباس من السماء”.
فرد عليهم :” إذا كان الجيش الفرنسي تموله الطائرات فيأكل ويشرب ، وأنتم فإنكم تأكلون وتشربون في أي كوخ أو قرية أو دشرة، إنكم تتمونون من الشعب، إن الشعب هو الثكنة الكبيرة التي تأويكم وتحتضنكم من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب”.
ما كان دور المرأة النموشية في تلك الأيام الحالكة، وهل من امرأة أو مناضلة أثرت فيك بشجاعة؟
المرأة الجزائرية عموما أدت دورا يخلده لها التاريخ، أحكي لك عن هذا الدور ما يروى من الحاج الأخضر عبيد قائد الولاية الأولى الأوراس-النمامشة، نادى في إحدى المرات الممرضة بأعلى صوته وسماها باسمها، فردت عليه بأعلى صوتها:” يا الحاج لا تسمني بإسمي، إنني رجل مثلكم أقاتل العدو مثلما تقاتلونه”.
هذه هي المرأة التي أثرت فيا.
محمود الشريف كان له حضور وبصمات، وذكرته في إحدى مؤلفاتك، ما كان دوره في المنطقة بالضبط؟
محمود الشريف، كان له دور كبير في الثورة على مستوى الولاية الأولى اوراس النمامشة، وقد ساعده على أداء هذا الدور ما كان يتمتع به من ثقافة عسكرية تميزه عن سائر القادة الثوريين، فقد كان برتبة ملازم أول في صفوف الجيش الفرنسي، وشارك في الحرب العالمية الثانية، لكنه استقال من صفوف الجيش الفرنسي في 1945 بعد المجازر التي ارتكبتها فرنسا في حق الجزائريين بسطيف، خراطة وقالمة في 8 ماي 1945.
إلتحق بصفوف الثورة في 1956، وبعد ستة أشهر عين مسؤول منطقة ثم قائدا للولاية الأولى بالنمامشة بعد مصطفى بن بولعيد، بسبب كفاءته وقدرته وما يتمتع به من صفات تؤهله للقيادة الرشيدة، وعضو في لجنة التنسيق والتنفيذ، وفي تشكيل أول حكومة مؤقتة في سبتمبر 1958، عين وزيرا للتسليح والتموين العام، والملاحظ أن هذه النجاحات السياسية والعسكرية، التي حققها في فترة وجيزة قد عادت عليه بالكثير من الحسد من عند من نافسوه في ذلك وكانوا كثيرين.
هل تتذكر بعض الطرائف النادرة عن الثورة ؟
النوادر والطرائف كثيرة في الثورة، لكن العناية بجمعها أمر لم يتفطن له الناس ويجمعونه للأسف الشديد، ولو أنهم إهتموا بهذا الجانب لجمعوا من النوادر والطرائف مجلدات، فمما أذكر في هذا المجال أن أحد المجاهدين كان يسمى محمد الجمل، وقع في معركة ضارية استمرت نيرانها مشتعلة إلى أن أرخى الليل سدوله، وكان البعض يفكر انه لا مجال للنجاة من هذه المعركة، فقال له أحد المجاهدين يداعبه:” يا فلان، في هذه الليلة أما أن تبرهن على أنك جمل بحق، أو أننا سنسميك إمحمد الناقة إن فشلت”.
أتذكر أن مجاهدا قال لصديقه في أثناء المعارك الكبرى:” يا فلان بادر بنطق الشهادة قبل أن تصيبك رصاصة في رأسك، فرد عليه:” والله لا أشهد، فأنا إن مت الآن أمت شهيدا، وإن قدر لي أن أحيا فسأنطق الشهادة ما دمت حيا”.
كيف عشت يوم إعلان وقف إطلاق النار، والظروف المحيطة له؟
كنا أثناءها في الحدود الشرقية، كان يوما تاريخيا عظيما، لأنه حقق النصر الكبير للجزائريين الذين تعذبوا كثيرا وتشردوا وجاعوا وهجروا، من أجل استرجاع الحرية، وكان أملنا العودة إلى الجزائر لنحتفل مع إخواننا بهذا الإنتصار الكبير.
لماذا ركزت في أحد مؤلفاتك على الجوانب الروحية للثورة؟
الثورة فجرها شعب مسلم، إيمانه بالله كبير، ولكي ينتصر الشعب، فيجب عليه أن ينصر الله لينصره.
ما رأيك في مدى مساهمة المذكرات الشخصية في كتابة تاريخ الثورة؟
هي أمر جيد، ولكنها ليست كل شئ، هي جزء يعتمد عليه المؤرخون في الكتابة الرسمية العلمية لكتابة تاريخ الثورة، أما هي فليست تاريخا هي جزء من التاريخ لا ننكرها. لأن الكل هو الكتابة الرسمية العلمية، التي تشرف عليها الدولة فتصدرها في مجلدات، وقد بينا ذلك في الكثير من كتاباتنا.
نشجع كل شخص يريد كتابة مذكراته عن الثورة ونطلب منه ذلك بإلحاح، لكننا نقول له أنه ليس تاريخ الثورة، هذا الأخير هو كل لا يتجزأ، وتكتبه الدولة كتابة علمية رسمية عندما تعين لكتابته لجان من المؤرخين من ذوي الكفاءة الذين ينتمون إلى الجامعة، وعندما تقدم لهم الأرشيف والوثائق والمخطوطات التي تحتفظ بها.
كيف ترى الملفات العالقة في الذاكرة بين الجزائر وفرنسا ؟
إنني أستغرب كثيرا كيف استطاع الجزائريون استرجاع حريتهم والسيادة الوطنية عنوة وإقتدارا من العدو خلال سبع سنوات، ولم يتهيأ له أن يكتب تاريخ ثورته كتابة علمية رسمية بعد مرور ستين عاما على استرجاع الحرية والإستقلال بالدماء والدموع والشهداء والدمار والخراب.
هذا سؤال يجب الإجابة عنه. أكتفي بهذا.
كنت من مؤسسي إتحاد الكتاب، كيف كان وكيف أصبح ؟
كنت عضوا في إتحاد الكتاب الجزائريين، لكنني انفصلت عنه منذ مدة طويلة ، لأنني أحمل عنه صورة حزينة، أتمنى له الشفاء.
أنتم عضو مؤسس لجمعية قدماء الجيش الوطني الشعبي، ماذا تقولون عن هذه الجمعية؟
أنا عضو مؤسس لجمعية قدماء الجيش الوطني الشعبي، في 1990 وكنت الأمين العام للجمعية بالنيابة، هي جمعية فاشلة لم تحقق أي هدف من أهدافها، ولذلك انسحبت منها لأنفق وقتي في التأليف.
كاتب ومؤرخ وإمام خطيب ثلاثة قل ما تجتمع في شخص واحد في زماننا، ما قولك؟
أكرمني الله بهذا بصفة الجهاد وأثنى علي بصفة الإمامة والتخصص في تاريخ الثورة، كتبت 15 مؤلفا، الكتاب الأخير بعنوان “تاريخ الثورة الجزائرية” في ثلاثة أجزاء، وهي سلسلة تاريخية تتكون من زهاء 1800 صفحة مدعومة بعدد كبير من الوثائق الأرشيفية.
الجزء الأول يبدأ من 1939 أي بداية الحرب العالمية الثانية وينتهي عند أول نوفمبر 1954، الجزء الثاني يبدأ من نوفمبر 1954 إلى تشكيل أول حكومة مؤقتة في 1958، الجزء الثالث يبدأ من تشكيل ثاني حكومة مؤقتة إلى تشكيل حكومة الإستقلال في 26 أوت 1962 في أرض الجزائر. فيهم 1800 صفحة. و365 وثيقة أرشيفية. ومايزال مؤلفات أخرى.
لو سكت الكاتب والمؤرخ، ماذا سيقول الإمام الخطيب والمجاهد محمد زروال؟.
الإمام الخطيب يقول أن الأسباب الدينية والوطنية، التي انتصرنا بها على العدو هي الأسباب نفسها التي يجب علينا أن نحافظ عليها ونتسلح بها لنحقق المزيد من النصر ونحافظ على الإستقلال الوطني.
ومما أذكره في هذا الصدد، هو أن الرئيس الراحل أحمد بن بلة، عندما زار مدينة تبسة في 1964، سأل عن مجاهد يعرفه جيدا، يدعى ساعي فرحي، طلب مقابلته، فلما حضر المجاهد ساعي سلم على بن بلة، وقال له:” سي أحمد، إن الله أعاننا على استرجاع الحرية والإستقلال، ها نحن نضعه بين أيديكم فحافظوا عليه”.
إذن فلتحافظ الأجيال على الإستقلال المسترجع من العدو عنوة وإقتدارا.