قدّم المهندس الثقافي طالب الدكتوراه، نسيم حركات، خلال استضافته من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ندوة حول “تراث ميلة القديم”.
أبرز الباحث، محاور أطروحته في العلوم الإنسانية والاجتماعية حول منطقة ميلة، التي أنجبت أبطالا كمحمد الميلي، والأخضر بن طوبال، وعبد الحفيظ بوصوف، ومحمد خطاب، والتي ساهمت بقسط كبير في التوعية السياسية والوطنية، وكونت خلايا تنظيمية كانت تعتمد أساسا على النشاط السري للقيام بثورة أول نوفمبر.
الحفاظ على الذّاكرة الجماعية
اختار المهندس الثقافي نسيم حركات، منطقة ميلة كميدان بحث كان قد أجراه في 2022 بالتعاون مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، حيث تطرق ضيف دار عبد اللطيف في الجزء الأول من المحاضرة إلى معنى التراث، وفي الجزء الثاني سلط الضوء على الجانب الثابت للتراث، من خلال عرض سلسلة من الصور تعمد فيها إبراز عناصر تراث ميلة.
استعرض حركات، معالم ميلة التاريخية وأزقتها الجميلة ومعمارها الفريد المصنوع من الحجر، وهي شواهد غنية على التفاعل بين الثقافات المختلفة التي شكلت هذه المدينة الألفية، وأشار إلى الحفاظ على الموارد الثقافية الموجودة في ميلة، لاسيما مميزاتها التي يزخر بها التنوع التراثي على غرار المعالم التذكاريةٌ التي تحكي بين طياتها تعاقب الحضارات.
وتناول الباحث في عناصر بحثه، كيف برزت ميلة في العهد النوميدي كإحدى أهم المدن التابعة لماسينيسا، حيث كانت إحدى مقاطعاتها تدعى “ميلو” نسبة إلى ملكة كانت تحكمها في العهد الروماني، وفي عهد يوليوس قيصر، ظهرت ميلاف، كواحدة من المدن الأربع التي تشكل الكونفدرالية السيرتية.
وتعتبر مدينة ميلة القديمة، من بين المدن التاريخية التي تحتوي على تراث تقليدي شاهد ومميز وموروث يرمز الى ذاكرة جماعية، لكن للأسف وبالرغم من هذه الثروة التي تملكها ميلة القديمة، إلا أنها تعاني من مشاكل، والتي ترغمها على دق الجرس من أجل احياء وتحسين هذا التراث بهدف إدماجه ضمن عمليةٌ التطور السياحي التاريخي.