أجمع مشاركون في ندوة تاريخية معركة إيسين..تاريخ تلاحم ودعم وذكرى للأجيال”، اليوم الخميس، على أن معركة “إيسين” شكلت محطة هامة لتلاحم الشعبين الجزائري والليبي، وذلك بمناسبة احياء ذكراها ال66.
أوضح الأستاذ عبد الله عثامنية، عضو المجلس العلمي للمتحف، في هذه الندوة التي نظمها المتحف الوطني للمجاهد ، أن المعركة التي وقعت جنوب بلدة غات الليبية، بدأت بعد كمين نصبه المجاهدون الجزائريون لقافلة تموين فرنسية بمدينة جانت لينسحبوا بعد ذلك إلى الأراضي الليبية، حيث لاحقهم جيش الاحتلال الفرنسي داخل التراب الليبي و قصف قرية إيسين الحدودية بالطائرات ردا على تلك العملية، قبل أن يتدخل الجيش الليبي لدعم المجاهدين ضد الجيش الفرنسي ويحققوا الانتصار.
وذكر عثامنية، بأن المعركة فتحت باب الكفاح ضد المستعمر الفرنسي في جنوب شرق الجزائر وساهمت في فك الحصار عن الشمال”.
من جهته، أكد الأستاذ الباحث في شؤون منطقة آزجر (إليزي وجانت)، يوسف أوقاس،, أنه كان من الصعب على فرنسا أن تصل لجنوب الجزائر إلا بعد 60 سنة من دخولها، حيث كانت تعتبر أن أبناء الجنوب ليسوا كأبناء الشمال ومن السهل عليها فرض سيطرتها على المنطقة التي تزخر بالخيرات، وتفصل بذلك الصحراء عن الشمال، ولكنها -مثلما قال- تفاجأت بمقاومة شعبية كبيرة”.
وامتازت تلك المعركة -يضيف الباحث- بكمين ناجح أدى إلى تعطيل الشاحنات وخروج أفراد قوات الاحتلال الفرنسي للانتقام وإسقاط طائرة من بين اثنتين انطلقتا من جانت لقنبلة المنطقة، وأيضا محاولة المجاهدين تفجير مخازن المستعمر بمطار جانت.
وفي ذات السياق، ذكر المحاضر، بدعم الشعب الليبي الكبير للثورة الجزائر،, بحيث كانت ليبيا من أوائل الدول الداعمة للجزائر وكفاحها المسلح، وكانت الحدود المشتركة بين البلدين منطقة استراتيجية لإدخال السلاح.
من جانبه، تحدث الأستاذ بالمركز الجامعي تيبازة، محمد ودوع، استنادا إلى شهادات حية لمجاهدين ومسؤولين في الثورة آنذاك، عن معركة إيسين التي وصفها بروح ذاكرة الشعبين الجزائري والليبي، ولكنها بالمقابل –مثلما قال– مغيبة تاريخيا، داعيا المؤرخين إلى إعادة الاعتبار للعلاقات التاريخية المشتركة.
وأشار في هذا الإطار، إلى أن ليبيا شكلت نقطة عبور للسلاح ضمن الاستراتيجية التي رسمتها الثورة الجزائرية، حيث راهن عليها المجاهدون لفك الخناق الذي فرضته فرنسا عليهم في مناطق أخرى، وكانت مصدرا لعبور السلاح الموجه لثورة الفاتح نوفمبر”.
وبخصوص دعم الشعب الليبي للثورة الجزائرية، أكد الأستاذ ودوع، أنه كان نابعا من إحساسهم بصدق كفاح أبنائها.
وبمناسبة هذه الندوة، التي جرت بحضور أساتذة ومؤرخين ومجاهدين وطلبة وممثلين عن المجتمع المدني، عرض شريط وثائقي يحمل الكثير من الشهادات الحية لمجاهدين من منطقة جانت حول هذه المعركة وحيثياتها، والدعم الليبي لهم.