من أهم المحطّات التاريخية الهامة، التي شهدتها ولاية خنشلة، معقل الثورة والثوار خلال مرحلة التحضير لتفجير ثورة نوفمبر 1954، هي مرحلة تكوين 126 مجاهدا من مختلف مناطق ولاية خنشلة بواسطة الخلايا السرية للشهيد الرمز القائد عباس لغرور ورفقائه.
توّجت بشن هجومات ناجحة على خمسة مواقع إستراتيجية للعدو الفرنسي، وفقا لما جاء في شهادات المجاهد المرحوم الطاهر بوشارب، أحد إطارات منظمة المجاهدين.
كان المجاهد المرحوم قد أدلى لـ«الشعب”، بجزء ممّا جمعه من رفاقه من شهادات غير منشورة حول مرحلة التحضير وتفجير ثورة نوفمبر بعد التحاقه بالثورة في 1957، حيث أكد أن التحضيرات شملت تكوين 126 مجاهدا في سرية تامة بقيادة عباس لغرور وعمار معاش في بلدية يابوس وعبد الحفيظ السوفي ببلدية لمصارة رفقة قادة آخرين.
وقال إنّ الهجومات المنفذة ليلة أول نوفمبر 54 على مستوى خمسة أماكن استراتيجية للعدو بمدينة خنشلة على يد مجموعة الأربعين، حققت نجاحا تاريخيا، وكلّلت بمقتل ضابط فرنسي، الملازم “دارنو” و03 عساكر فرنسيين، ما أثار ثائرة فرنسا وحل حينها وزير الداخلية الفرنسي فرانسوا ميتيران في اليوم الثالث من الهجومات لوضع حد – وفق تصوّره ووصفه – لهذه الأعمال.
وحمل ميتران حينها المسؤولية للسيناتور الهاشمي بن شنوف، وقدّم أوامر بتوقيف ووأد هذه الأعمال، إلا أن الثورة استمرت وانتشرت إلى غاية الاستقلال رغم الرد العنيف وحملة الاعتقال والقبض والتعذيب لبعض المفجرين وآبائهم والتضييق على عائلاتهم.
ومعروف تاريخيا أنّ الهجومات شملت خمسة مواقع بمدينة خنشلة، حيث تمّ اقتحام موقع دار الحاكم من طرف فوج القائد عباس لغرور، والفوج المقتحم لدار البوليس بقيادة الغزالي بن عباس، الهجوم على مقر الجندرمة من طرف فوج على كشرود، الهجوم على الثكنة العسكرية من طرف فوج بقيادة “سعدي معمر” وهو الموقع الذي شهد مقتل الملازم “دارنو”، الفوج المقتحم للمولد الكهربائي بقيادة إبراهيم عثماني، إضافة للفوج السادس الخاص بالدعم والإسناد.
المجاهد الطاهر بوشارب..في سطور
ولد المرحوم محمد الطاهر بوشارب، في جوان سنة 1941، إذ يعتبر من الرعيل الأول للثورة التحريرية حيث التحق بصفوف جيش التحرير الوطني، سنة 1957 وعمره لم يتجاوز 16 سنة، شارك في العديد من المعارك والهجومات في منطقة الأوراس من بينها معارك أم الكماكم، لرباع، الريس ومعركة أزقاق بناحية أريس ومعركة جبل الأزرق وشارك في كمائن شعاب، الشطاب، لمرارشة والمرجة وواصل الكفاح إلى غاية الاستقلال، توفي في 15 أفريل سنة 2021.