أحيت السلطات الولائية لجيجل، الذكرى الـ 63 لاستشهاد الرائد البطل رويبح حسين، ورفقائه التسعة ببلدية ايراقن سويسي.
استهل كمال بركان الأمين العام للولاية ممثلا عن الوالي، المناسبة برفع العلم الوطني، وضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على ارواح الشهداء الطاهرة أمام النصب التذكاري المخلد للذكرى بعين لبنة.
ونظمت زيارة لمعرض الصور التاريخية على مستوى دار الشباب الشهيد بورك بوجمعة، حيث وقف الحضور دقيقة صمت ترحما على ارواح شهداء الأمة بقطاع غزة بفلسطين العربية.
وفي كلمة حول هذه المناسبة التاريخية، أشاد مدير المجاهدين وذوي الحقوق الدكتور حسين خالدي، بأهم الخصال التي اتصف بها الشهيد رويبح حسين، وواقعة استشهاد هذا البطل ورفقائه التسعة والسلاح بأيديهم بمنطقة عين لبنة، وتابع الحضور شريط وثائقي حول مسيرة حياة ونضال الشهيد البطل الرائد” رويبح حسين”.
كرمت عائلة الشهيد البطل حسين رويبح، وعائلات رفقائه التسعة بهذه المناسبة الوطنية، إضافة إلى تخصيص تكريمات مختلفة.
الشهيد حسين رويبح، واحد من الأبطال الذين خلدتهم الثورة التحريرية المظفرة، حيث كانت له مسيرة بطولية حافلة تميز خلالها بخصال حميدة ووفاء للقضية الوطنية وحب غير محدود لوطنه.
ولـد الشهيد حسين رويبح، بتاريخ 22/06/1922، ينتسب إلى عائلة مارست التجارة، تلقـى تعليمه بمدينة جيجل إلى غاية مغادرته مقاعد الدراسة، انخرط في1943 في حزب الشعب الجزائري، وتقلد مسؤولية قيادة خلية بمدينة جيجل، وألقي عليه القبض بتاريخ 13/05/1945 وسجن بسجن بالثكنة العسكرية بجيجل، ثم نقل إلى محتشد سطح المنصورة بقسنطينة، أطلق سراحه خلال شهر أوت من السنة نفسها.
وكان الشهيد حسين رويبح، حسب المصادر التاريخية، من المناضلين الأوائل الذين أسسوا حركة انتصار الحريات الديمقراطية ” MTLD ” بمدينة جيجل، وقبل أن يلتحق بالمنظمة السرية الجناح العسكري للحركة .” OS” .
سجن في 1948 و أطلق سراحه بتاريخ 02 سبتمبر من السنة نفسها، وواصل نشاطه دون انقطاع الى غاية 1950 أين ألقي عليه القبض مرة أخرى وقضى خلالها 03 أشهر بسجن عنابة ، وبعد إطلاق سراحه عاد إلى النضال مجددا، وتقلد مسؤولية قيادة حركة الانتصار.
وبتاريخ 14/11/1954 و قبل انقضاء الشهر الأول على اندلاع ثورة التحرير ألقي القبض على الشهيد ثم أطلق سراحه، ثم أعيد القبض عليه مرة أخرى بتاريخ 22/12/1954 وسيق إلى سجن الكدية بقسنطينة، وهناك التقى الشهيد مصطفى بن بولعيد، حيث مكثا معا لمدة شهر بإحدى الزنزانات هناك قبل أن ينتقل إلى سجن بربروس بالجزائر العاصمة، الذي لم يغادره الا في شهر ديسمبر 1955 .
التحق الشهيد، حسب المصادر التاريخية، بصفوف جيش التحرير الوطني بالشمال القسنطيني وذلك في 1955 ،وقد شهد له الشهيد عبان رمضان، بماضيه السياسي، وتولى الشهيد مسؤوليات من أهمها مسؤول ناحية، ثم عضوا بأركان الجيش، ثم مستشارا سياسيا إلى غاية انعقاد مؤتمر الصومام.
عمل حسين رويبح، خلال هذه الفترة تحت مسؤولية عدد من رجال الثورة العظام من أبرزهم الشهيد زيغود يوسف، عبد الله بن طوبال، وبعد مؤتمر الصومام، واصل الشهيد نشاطه بعزم وبطولة وتقلد مسؤوليـات عديدة فمن عضو بالمنطقة إلى محافظ سياسي بالولاية التاريخية الثانية برتبة رائد.
وعلاوة على النضال السياسي، كان ابطال حسين رويبح، واحدا من السباقين في تأسيس الاتحاد الرياضي الإسلامي الجيجلي ” USMA ” سنة 1947 ، وكانت ممارسة الرياضة شكلا آخرا من أشكال النضال الذي اعتمد عليه حزب الشعب الجزائري ” MTLD” . ويكفي برهانا على ذلك أن ما يقارب 40 لاعبا من ” USMA ” استشهدوا في سبيل الجزائر.
واستشهد الرائد حسين رويبح بتاريخ 09/11/1960 رفقة تسعة من رفقائه، على إثر اشتباك عنيف، بعين لبنة الواقعة في الجنوب الغربي من بلدية تاكسنة.