أجمع مشاركون في أشغال ملتقى محلي حول “الشعر الشعبي المحلي في أفق التلقي النقدي” ، اليوم الأربعاء، بالجلفة على ضرورة العناية بهذا اللون من الأدب كونه موروثا حقيقيا وذاكرة أجيال.
أكد أستاذ التعليم العالي، عبد الحميد بوراي، المتخصص في الأدب الشعبي خلال هذا الملتقى الذي بادرت بتنظيمه دار الثقافة “بن رشد، ” بالتنسيق مع كلية الآداب واللغات والفنون ومخبر قضايا الأدب والثقافة الشعبية والترجمة بجامعة ” زيان عاشور”، أن الشعر الشعبي يحتاج إلى عناية من خلال تدوينه وتسجيله قصد الحفاظ عليه.
وأضاف المتخصص في الأدب الشعبي، أن تراث الشعر الشعبي الذي أدى دورا كبيرا في تأريخ المجتمع الجزائري والمقاومة الوطنية وشكل جزء من الحياة اليومية لهذا الشعب يحتاج إلى اهتمام بالغ من أجل تصنيفه ليكون متاحا للأجيال القادمة.
وأشار الباحث إلى، غياب أي عمل منظم في هذا الاتجاه ما عدا جهود فردية لحفظه ودواوين تجمع قصائده، ما يجعل الحاجة ملحة للحفاظ عليه وتشجيع المبدعين الجدد فيه.
وبدوره، اعتبر الدكتور الشيخ شعثان، أستاذ بكلية الآداب واللغات والفنون بجامعة “زيان عاشور”، أن الشعر الشعبي يمثل وثيقة تاريخية بالخصوص، لافتا إلى أهمية إعداد مدونة شاملة لهذا الموروث الشعبي بجميع تنوعاته ليكون مادة خام للدرس النقدي يتناول وفق المنهج والتصور الذي يقتضيه النص.
من جانبه، ثمن الشاعر بلخيري محفوظ، من مدينة مسعد (جنوب الجلفة) تنظيم هذا الملتقى الذي شكل فرصة سانحة لإحتكاك الشعراء بالنقاد والأكاديميين الجامعيين، وقال أن أعماله سبق وأن كانت محل العديد من الدراسات والمبادرات البحثية في رسائل الماجستير والدكتوراه وهو أمر في غاية الأهمية من حيث تدارس هذا اللون من الأدب الشعبي، أضاف الشاعر بلخيري.
قال الناقد ساعد قلولي، أن فرصة تنظيم هذا الملتقى المحلي، الذي يطمح لجعله وطنيا يعد بمثابة فرصة لتوفير مدونة نصية ليشتغل عليها الباحثون للرفع من مستوى الشعر الشعبي الملحون وتشجيع الشعراء على الإبداع والتجديد والكتابة.
وذكر مدير دار الثقافة ” بن رشد” ،مختار صديقي، أن فعاليات هذا النشاط الثقافي تهدف لتكريم نخب لها بصمتها في الأدب الشعبي على غرار استاذ التعليم العالي عبد الحميد بورايو، والأستاذ بلقاسم الشايب وكذا الشاعر بلخيري محفوظ.