شكل الريف الجزائري الحاضنة الأساسية للثورة التحريرية المجيدة والدعامة المادية والبشرية لتشكيلاتها، حسب ما أبرزه مشاركون في ملتقى وطني نظم اليوم الأربعاء، بجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة”.
أكد الدكتور دحو فغرور، عميد كلية العلوم الإنسانية و العلوم الإسلامية بجامعة وهران 1، خلال هذا الملتقى حول إسهامات الريف الجزائري خلال الثورة التحريرية، أن الريف الجزائري كان الأكثر تضررا من الممارسات الاستعمارية وخاصة تعرض سكانه لجريمة نزع وسلب أراضيهم في محاولة لطمس الهوية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالأرض.
وأبرز مساهمة سكان الريف في مختلف المقاومات الشعبية بداية من مقاومة الأمير عبد القادر، وحتى ثورة أول نوفمبر 1954 المظفرة.
وأشار الباحث، إلى أن الريف شكل حاضنة قوية للثورة التحريرية سواء بمدها بالرجال أو بتوفير التموين بالمواد الاستهلاكية أو بتوفير المعلومات عن القوات الاستعمارية أو غيرها.
وأكد الدكتور حميد أيت حبوش، مدير مخبر الدراسات المغاربية للكلية المذكورة والمنظم للملتقى، أن الريف الجزائري كان المعقل الذي لجأ إليه قادة الثورة التحريرية سواء أثناء الإعداد لها من قبل المنظمة الخاصة أو أثناء اندلاعها وذلك بمدها بالرجال وبالمؤن وبالأسلحة الأولى، التي اعتمدت عليها الوحدات الأولى لجيش التحرير الوطني.
وأضاف المتدخل، بأن مساهمة سكان الريف في الثورة التحريرية لم تقتصر على الرجال فقط، بل شملت أيضا النساء اللواتي قمن بدور كبير في الجانب اللوجستي وتوفير وإيصال المؤن، إضافة إلى دورهن في التطبيب و العلاج.
وأشار الدكتور علي عبود، من جامعة “حسيبة بن بوعلي” بالشلف، إلى أن مساهمة سكان الريف في الثورة التحريرية كان أمرا طبيعيا بالنظر إلى أن 90 بالمائة من سكان الجزائر قبل اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 كانوا من سكان الريف و طبيعي أن يشكلوا أغلبية عناصر الوحدات التابعة لجيش التحرير الوطني، أضاف الباحث.
وأكد الدكتور ابراهيم مهديد، من جامعة وهران 1 “أحمد بن بلة”، أن أبناء الريف الجزائري قدموا تضحيات جسام من أجل الاستقلال الوطني وتعرضوا لأبشع أنواع الظلم و الاضطهاد بشهادة مسؤولين فرنسيين بينهم الوزير الأسبق ميشال روكار، الذي أكد نقل حوالي 5ر3 مليون جزائري من سكان المناطق الريفية نحو قرابة 1000 محتشد بمختلف مناطق الجزائر حرموا فيها من أبسط ضروريات الحياة.
ونوهت الدكتورة صورية حصام، من جامعة وهران 1 ، بأن اهتمام قادة الثورة بمساهمة أبناء الريف في مختلف الأنشطة الثورية جعلهم ينشئون تنظيمات خاصة لجبهة التحرير الوطني بالمناطق الريفية وأسست ما أطلق عليه “اللجان الشعبية”، التي كانت تتشكل من مجموعة من الأعضاء منتخبين من قبل بقية المناضلين ويسهرون على التوجيه السياسي لعامة السكان وتوفير التموين وجمع الإشتراكات والمعلومات و الإعلام وغيرها من الأنشطة.