قال الكاتب والباحث في التاريخ أحسن ثليلاني، ، أن الثورة الجزائرية استطاعت أن تبتكر لغتها الخاصة وأن تلهم الأدباء والمبدعين، الذين التزموا بمبادئ الوطنية وعبروا عن مناهضتهم للاستعمار بكل شجاعة وحرية.
أبرز ثليلاني، في محاضرة بعنوان “تجليات الثورة الجزائرية في الأدب الجزائري” نظمت بالمتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، إن الثورة الجزائرية استطاعت أن تبتكر لغة خاصة بها لتعبر عن فرادتها وقيمتها الإنسانية والفكرية، وذلك من خلال كوكبة من الأدباء والمثقفين والفنانين الملتزمين بالقضية الوطنية، والذين واكبوا تطور الحركة الوطنية منذ بدايتها إلى غاية تحقيق النصر والاستقلال.
وأوضح المحاضر في السياق ذاته، بأنه في الثورة الجزائرية تحققت جدلية الحبر والدم، وذلك من خلال مجموعة معتبرة من الكتاب والأدباء والفنانين، الذين انخرطوا في صفوف جيش التحرير الوطني وفي الوقت نفسه أبدعوا أعمالا أدبية وفنية على غرار علي معاشي والعربي تبسي.
وأضاف، بأن مساهمة الأدباء والفنانين والمبدعين الجزائريين في مختلف المجالات ساهم في نشر الوعي السياسي وتحفيز الشعب على تبني الثورة التحريرية والمشاركة في دعمها.
وأشار، إلى أن فرنسا عندما تفطنت إلى أهمية مساهمة هؤلاء المثقفين قامت بتصفية واغتيال 63 فنانا وأديبا.
وأبرز المتحدث ، بأن الثقافة أدت دورا كبيرا في تاريخ الحركة الوطنية والثورة الجزائرية التي ألهمت الشعراء والكتاب والمثقفين، فمنحتهم شحنة من المشاعر والموضوعات وزودتهم بالمواقف الشجاعة، وكانت النتيجة نصوصا جميلة مشهود لها نشرت في الصحف والمجلات ورددت في محافل متعددة.
ودعا كاتب سيناريو فيلم “زيغوت يوسف”، إلى ضرورة الاهتمام بأدب الحركة الوطنية الجزائرية والتأريخ له ودراسته والتعريف به، ذلك أن الثقافة كانت أيضا السلاح الذي واجه به الجزائريون الاستعمار الفرنسي، الذي كان يراهن على محو الهوية الوطنية وتجهيل الجزائريين.
وأكد أن الثورة ظلت مصدر إلهام وشحنة عالية المستوى لعديد الكتاب بعد الاستقلال، الذين واصلوا التعبير عن ارتباطهم بالجزائر، وأيضا جيل المسرحيين والسينمائيين، من خلال تقديم أعمال تعكس قصة الكفاح المسلح من أجل الاستقلال.